البابا تواضرس في عشاء بينسولا: " أفتخر بهذه الجاليّة المصريّة الواسعة، وبهذا النّشاط، وبهذه المحبّة"
"يسعدني وجودي وسطكم اليوم، كان يوم رائع، ففي الصّباح كان تدشين الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة التي أطلق عليها أسما قديسان مصريّان هما القدّيسة فيرينا والأنبا بيشو، ثم كان هناك الافتتاح الرّسميّ لبرج إبؤورو ملك السّلام. وفي المساء حفل عشاء رائع معكم جميعًا.
شكرًا على هذا الاستقبال الحارّ والضيافة الجميلة. غدًا هو رأس السّنة القبطيّة ونحن نقول في هذه المناسبة باللّغة القبطيّة "نوفري شاي" عيد سعيد، لنقولها سويًا.
المجتمع القبطيّ هنا في أستراليا بدأ منذ حوالى 50 عامًا، وهذه البداية كانت كالبذرة الّتي تمّ غرسها في التّربة الأستراليّة، لذلك أريد أن أقرأ لكم بعض الكلمات من المزمور الأوّل فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل، وكل ما يصنعه ينجح.
هذه البذرة الصّغيرة منذ 50 عامًا تنمو وهذا التّاريخ الطويل.. نجد ثلاثة أساقفة وعشرات من الكهنة والرّهبان والرّاهبات وعشرات من الكنائس في مدن عديدة وأيضا عدد من المدارس وعشرات من الطّلاب في كليّة اللّاهوت وأيضًا أديرة للرّهبان والرّاهبات. هذا يعتبر امتدادًا للحضارة المصريّة صاحبة التّاريخ الغنيّ الطّويل. أود أن اشارككم ببعض المعلومات عن هذا التاريخ. واحدة من أقدم أسماء مصر هو كيمي الّتي تعني الأرض السّوداء إشارة الى الطمي حول نهر النيل. وقد إشتقّ اسم علوم الكيمياء من هذا الإسم. هذا الإسم الذي نستخدمه في العلوم يأتي من الحضارة المصريّة.
مصر وطن مبارك وبلد جميل، مصر بلد للمستقبل. بعد ثورة 30 يونيو 2013 والدّستور الجديد ورئيس مصر الجديد والبرلمان الجديد، كانت البداية الجديدة في حياة مصر. ونحن كلنا كمصريّين نعمل من أجل المستقبل.. لذلك دعم مصر ومساندتها في اقتصادها وعمليّة التّعليم والسّياحة لأمور بالغة الأهمية.
أنا سعيد أني معكم وأفتخر بهذه الجاليّة المصريّة الواسعة، وبهذا النّشاط، وبهذه المحبّة وما أشهى يا أخوتي أن نجتمع بالمحبّة، وما شهدته ووجدته في هذه الزّيارة سواء في سيدني أو في ملبورن أو في كانبيرا من تفاعل وترابط قويّ بين المصريّين المهاجرين في أستراليا، بدأت الكنيسة كصغيرة ثمّ امتدّت تعبيرًا عن الامتداد المصريّ ونمو العمل، واعتقد وجود الأقباط هنا هو امتداد للحضارة المصريّة العريقة القويّة.
ونحن نؤمن أنّ الله هو ضابط الكلّ، وكل شيء في يده ولا يتحرّك شيء إلّا بإرادته فهو الّذي دبّر هجرة المصريّين إلى هذه البلاد رغم أنها بلاد بعيدة عن مصر. والله له هدف وغرض من كلّ شيء فوجود الحضارات والثّقافات المختلفة هنا سبب من أسباب الغنى والتّقدم. ولذلك أحثّ المصريّين جميعًا أن يتفاعلوا أكثر في المجتمع مع الحفاظ على كلّ ما استلموه من الحضارة المصريّة العريقة.
يسرني أيضًا أن يكون معنا هذا الوفد المصري وسيادة الوزيرة نبيلة مكرم وسعادة السّفير وأعضاء من مجلس النّواب المصريّ، مما يزيد الارتباط القويّ بين مصر وأستراليا. شكرًا نيافة الانبا سوريال ولفريق العمل الذي يعمل كلّ هذه الأيّام وشكرًا على اللّوحات الجميلة.
هذه ليلة نعتز بها جميعًا، تشترك فيها مصر مع أستراليا ونقول ليحفظ الله مصر ويحفظ أستراليا. أشكركم كثيرًا".