الفاتيكان
25 تشرين الأول 2024, 07:00

الباباوات منذ الحرب العالميّة الثانية: حوالى قرن من الكفاح من أجل نزع السلاح (2)

تيلي لوميار/ نورسات
بينما يحتفل العالم بأسبوع نزع السلاح، ننظر إلى الوراء في بعض النداءات العديدة من أجل السلام التي وجّهها الباباوات منذ الحرب العالميّة الثانية، كما تنقل لنا "فاتيكان نيوز"، ونظرًا إلى وفرة المادّة، قسمنا الخبر إلى ثلاثة أجزاء، بين يدينا الآن الجزء الثاني.

 

البابا بولس السادس والصرخة من أجل المال المهدور على السلاح.

في عام 1965، بعد عامين من انتخابه لكرسي بطرس، خاطب البابا بولس السادس الأمم المتّحدة، موجّهًا نداءً تاريخيًّا من أجل السلام. أعلن مقولته الشهيرة: "لا مزيد من الحرب، لا الحرب أبدًا مرّة أخرى!"

ودفع من أجل نزع السلاح، بحجّة أنّ الموارد الهائلة المخصّصة للجيوش يمكن استخدامها بدلًا من ذلك لمحاربة الفقر وتحسين حياة الملايين. وقد كرّر منشوره البابويّ "تقدم الشعوب" (1967) هذه النقطة، وربط نزع السلاح بالتنمية العالميّة.

"ملايين لا حصر لها يتضوّرون جوعًا، وعدد لا يحصى من الأسر معدمة، وعدد لا يُحصر من الناس غارقون في الجهل. تحتاج أعداد هائلة من الناس إلى البشر ومستشفيات ومنازل. وفي مثل هذه الظروف، لا يمكننا أن نتسامح مع النفقات العامّة والخاصّة ذات الطابع المسرِف؛ ولا يسعنا إلّا أن ندين العروض السخيّة للثروة من جانب الأمم أو الأفراد؛ ولا نقدر إلّا أن ندين الثراء الباذخ من جانب الأمم أو الأفراد. ولا يمكننا أن نوافق على سباق تسلّح مُنهِك. ومن واجبنا الرسميّ أن نتكلّم ضدّ هذه كلّها. ليت قادة العالم يستمعون إلينا، قبل فوات الأوان!".

 

كان البابا يوحنّا بولس الثاني أيضًا مدافعًا صريحًا عن السلام، خصوصًا إبّان الحرب الباردة. ودعا باستمرار إلى نزع السلاح النوويّ ووقف تصعيد الصراعات العسكريّة.

في خطابه أمام الأمم المتّحدة عام 1982، حذّر من أنّ تكديس الأسلحة النوويّة سيؤدّي إلى دمار لا يمكن تصوّره. "إنّ العالم، شأنه شأن السلام، يريد نزع السلاح. العالم بحاجة إلى نزع السلاح"، قال في أثناء مخاطبته الجمعيّة العامّة. كما شدّد على أنّ الأمن الحقيقيّ لا يأتي من القوّة العسكريّة بل من العدالة والحوار واحترام كرامة الإنسان.

 

"إن إنتاج الأسلحة وحيازتها هما نتيجة لأزمة أخلاقيّة تمزّق المجتمع بأبعاده كلّها السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. والسلام، كما سبق أن قلت مرّات عدّة، هو نتيجة احترام المبادئ الأخلاقيّة. إنّ نزع السلاح الحقيقيّ، الذي سيضمن فعلًا السلام بين الشعوب، لن يتحّقق إلّا بحّل هذه الأزمة الأخلاقيّة. وبقدر ما لا يقابل الجهودَ الراميةَ إلى تخفيض الأسلحة ثمّ نزعَ السلاح الكاملَ تجديدٌ أخلاقيّ مواز، فإنّ هذه الجهود محكوم عليها مسبقًا بالفشل".

وقد عزّزت رسالة البابا العامّة المنشور البابوي التي أصدر في عام 1991 بعنوان "السنة مئة" فكرة أنّ السلام والتنمية يسيران جنبًا إلى جنب، وأنّ الالتزام بنزع السلاح ينبغي أن يكون جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لإقامة نظام دوليّ عادل.