الفاتيكان
27 آب 2024, 07:00

الابتعاد عن حبّ الظهور، والأبوّة والتنبّه إلى احتياجات الآخرين: ثلاثٌ من صفات القدّيس يوسف

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان المشاركين في أعمال المجمع العامّ الثامن عشر لرهبنة القدّيس جوزيبيه ماريلو، المعروفين باسم Giuseppini di Asti ووجّه إليهم كلمة تمحورت حول صفات ثلاث ميّزت حياة القدّيس يوسف ألا وهي الابتعاد عن حبّ الظهور، والأبوّة والتنبّه لاحتياجات الآخرين، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

إستهلّ البابا خطابه مرحبًا بضيوفه ومعربًا عن سروره بلقائهم في الفاتيكان لمناسبة انعقاد مجمعهم العامّ.  

لفت البابا إلى أنّ هذه الجمعيّة الرهبانيّة أبصرت النور في أستي مشيرًا إلى القاسم المشترك الذي يجمعه بها لكون المدينة مسقط رأس أهله. وذكّر بأنّ أعضاء الجمعيّة ملتزمون بالحفاظ على المواهب التي نالوا وبجعلها تثمر، واضعين إيّاها في خدمة الإخوة والأخوات المحتاجين.

انتقل البابا فرنسيس مع ضيوفه إلى الحديث عن القدّيس يوسف مربّي يسوع فقال: "إنّ الامتنان والمسؤوليّة صفتان ميّزتا حياة القدّيس يوسف الذي كان حاميًا للعائلة المقدّسة ومثالًا وهو اليوم مصدر إلهام للجمعيّة.

توقّف البابا في حديثه عند ثلاثة أبعاد من حياة القدّيس يوسف تكتسب أهمّيّة كبرى بالنسبة إلى حياة الرهبانيّة والخدمة المقدّمة للكنيسة ألا وهي الابتعاد عن حبّ الظهور، الأبوة، التنبّه لاحتياجات الآخِرين.

1- الابتعاد عن حبّ الظهور:

سلّط البابا الضوء على ضرورة أن تكون الحياة الإيمانيّة متجذّرة في المكوث يوميًّا مع الربّ. من دون يسوع لا نستطيع الوقوف على رجلينا. لذا، من الأهمّيّة بمكان أن تُنمّى حياة الصلاة من خلال المشاركة في الأسرار والإصغاء إلى كلمة الله والتأمّل فيها، فضلًا عن السجود للقربان، فرديًّا وجماعيًّا.

ذكّر البابا الحاضرين بأنّ القدّيس يوسف تجاوب مع الهبة العظيمة أي أن يكون ابن الله المتجسّد، في بيته، فقد عاش معه، وأصغى إليه وتقاسم معه الحياة اليوميّة. يظهر هذا الموقف جليًّا من خلال الرسالة التي يقوم بها ضيوفه، لا سيّما وسط الشبيبة. الشبيبة، وفق البابا، لا يحتاجون إلينا، بل إلى الله. وكلّما عشنا حضوره كلّما ساعدناهم على اللقاء به، وهكذا نبقى حريصين على خلاصهم وسعادتهم.

أضاف البابا: "شبّان اليوم يعيشون في مجتمع يصبّ الاهتمام على الأمور السطحيّة والخارجيّة، مشيرًا إلى أنّ الحياة التي تُعاش بشكل سطحيّ تترك فراغًا في الداخل. وحثّ ضيوفه على أن تكون جماعاتهم وبيوتهم أماكن يشعر فيها الشبّان بدفء العلاقة مع الله ومع الإخوة.

2- الأبوّة:

تحدّث البابا هنا عن القدّيس المؤسّس الذي كان يحرّكه قلب أبٍ يتأثّر أمام اللامبالاة التي تُلحق الذلّ بأبنائه، خصوصًا عندما تصدر تلك التصرّفات عن أشخاص ينبغي أن يساعدوهم. وقد كان يستاء جدًّا عندما يسمع من يكتفون بانتقاد الشبيبة الضائعة والتي فقدت البوصلة، عوضًا عن مساعدتها.  

توقف البابا كذلك، عند ضرورة قبول الأجيال الفتيّة لأنّها تتمتّع بقدرات كبيرة في صنع الخير، ويمكن أن تثمر بوفرة، إذا ما تمّت مرافقتها بحكمة وصبر وسخاء. وعبّر عن امتنانه للجهود التي يقوم بها ضيوفه الذين يهتمّون بالشبّان ويقفون إلى جانبهم وإلى جانب أسرهم، لافتًا إلى أنّه عمل شاق ومتعب لكنّه ضروريّ جدًّا خصوصًا في زماننا الراهن.

3- التنبّه لاحتياجات الآخِرين:

قال البابا إنّ القدّيس يوسف تعرّف على حضور الله وسط الفقر، واتّحد مع هذا الحضور. وهذا هو معنى قبول الضعفاء والآخِرين لأن ينبغي أن نتقاسم معهم فقرنا عوضًا عن الانحناء عليهم ومعاملتهم بفوقيّة. وأضاف فرنسيس أنّ هذا كان أيضًا في صلب تعاليم القدّيس جوزيبيه ماريلو، الذي ترك فسحة خاصّة في قلبه للفتيان المحتاجين والفقراء، وهذا ما يدعونا إليه الربّ اليوم.