الإنتظار والإيمان في تعليم تواضروس الثّاني لهذا الأسبوع
وفي عظته، تناول تواضروس الثّاني عبارتين من قانون الإيمان، هما: "وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، الّذي ليس لملكه انقضاء"، "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدّهر الآتي"، وأوضح أنّ السّيّد المسيح في المجيء الأوّل تجسّد وأخلى ذاته، أمّا في المجيء الثّاني وهو مجيء العظمة ليدين الأحياء والأموات.
وشرح لماذا ننتظر حياة الدّهر الآتي، كالتّالي بحسب ما نقل عنه "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":
"1-المسيح قام: تنتهي حياتنا على الأرض لكن سنقوم في اليوم الأخير، وإن لم يكن قد قام فباطل هو إيماننا، "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (١كو ١٥: ٢٠).
2- الموت صار عبورًا للأبديّة: فالحياة على الأرض مؤقّتة، "لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ" (عب ١٣: ١٤).
3- الله خلقنا للأبديّة: الله أعدّ لكلّ منّا نصيبًا في السّماء، "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو ٣: ١٦).
4-مجيء الدّيّان: المسيح سيأتي ليفصل بين الأبرار والأشرار، ويكرّم الأبرار، "لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا" (٢كو ٥: ١٠)."
وعن "كيف تحيا الكنيسة (الشّجرة المغروسة) حياة الانتظار والإيمان"، فشرح:
1- "قبّلوا بعضكم بعضًا": فالكنيسة تعطي فرصة في كلّ قدّاس أن نصطلح مع كلّ أحد في صورة قبلة مقدّسة كتعبير سامي وراقي.
2- "أيّها الجلوس قفوا": كلمة قفوا تعني قفوا من الخطيئة، "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ" (مز ١: ١)، فالوقوف علامة استعداد وانتظار.
3- "إلى الشّرق انظروا": الشّرق هو موطن الضّوء ومصدره، ولذلك تُبنى الكنائس في اتّجاه الشّرق، ومن الشّرق يأتي المسيح، "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ" (مت ٢٤: ٢٧).
4- ليلة أبو غالمسيس: تبدأ الصّلاة في اللّيل والّذي يْمثل العالم، وتنتهي مع ظهور النّور، وهذا تعبير مُصغّر لـ"وننتظر قيامة الأموات"، ونقرأ في هذه اللّيلة سفر الرّؤيا كاملًا للاستعداد للأبديّة، "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يو ٨: ١٢).
5-حياة السّهر: فالسّهر هو وسيلة تعليم وانتظار، ففي خدمة نصف اللّيل نقرأ مَثَل العذارى الحكيمات والجاهلات، والفرق بينهم هو استغلال فرصة الوقت، "فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ" (أف ٥: ١٥، ١٦).
6- "يُعطى عنّا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبديّة لمَنْ يتناول منه": كلّما نتقدّم للتّناول كأنّنا نتقدّم نحو الأبديّة، "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦)."
وعن كيفيّة الاستعداد للأبديّة على أعتاب سنة قبطيّة جديدة، دعا بابا الأقباط إلى مراجعة النّفس على أساس مبادئ أربعة: الأمانة، المحبّة، الوقت، وخدمة الآخرين.