الإعلاميّ كلوفيس الشويفاتي في افتتاح الجلسة الثّانية من المؤتمر المسيحيّ الثّاني
"لا بدّ في جلستنا الثّانية "الإعلام المسيحيّ والمجتمع" من طرح جملة أسئلة على كلّ إعلاميّ مسيحيّ وعلى كلّ إنسان في المجتمع...
وقد تكون الإجابات ناجعة إذا عرفنا دورنا ورسالتنا وتمسّكنا بهذه الرّسالة بثبات وإيمان وصلابة...
هل مهمّة الإعلام المسيحيّ نقل الخبر فقط وتغطية مجرّدة للأحداث والمناسبات؟
هل مهمّتنا فقط مواكبة الحداثة وتقنيات وسرعة البثّ والتّلقّي على أهميّتها؟ هل مهمّتنا إرضاء رغبات المشاهدين والمتلقّين فقط؟
هل مهمّتنا في المجتمع استغلال أو خدمة عواطف البشر وغرائزهم وملذّاتهم وشهواتهم لتقديم ترفيه وتسلية أو للتّسويق والتّرويج لجهة أو سلعة أو فكرة؟
إذا أجبنا على هذه الأسئلة وغيرها سنكون رقماً ورقماً متدنّياً بين الأرقام...
لذلك فدورنا في المجتمع لا يمكن أن يحاكي النّمط السّائد في الإعلام اليوم ولو كنّا بحاجة إلى بعض من ذلك...
ففي ظلّ سقطات الأفراد والمجتمعات والانهيارات الّتي تضرب الإنسانيّة في الصّميم، دورنا وقف انتهاك الكرامات ووقف الشّذوذ والخنوع والخضوع، وتثبيت قيم الحقّ والحرّيّة، والقتال لتدعيمها وإعلانها وإعلائها...
دورنا ليس ببثّ أخبار الموت بل بالسّير نحو القيامة...
دورنا أن نسعى لتأمين استقرار وسلام الفرد والمجتمع مهما كانت الأحداث ومهما قست ظروف العيش...
دورنا تحويل مأساويّة الأحداث وظلامها إلى رجاء وأمل...
دورنا نزع فتيل النّزاعات وتوسيع مساحات الحوار والتّلاقي...
عندما يضيؤون الشّاشات دورنا إنارة العقول والقلوب...
عندما يعلون الصّوت علينا نشر الكلمة...
ولنثق أنّنا في النّور نحن روّاد متفوّقون وفي الطّليعة دوماً... ولنثق أنّ بإمكاننا حفر الجبل ولو بإبرة.
دورنا النّطق بالحقّ بالمحبّة بالحقيقة بالحرّيّة...
دورنا كالخمير في العجين...
دورنا في المجتمع التّوغّل في عمق أعماق الإنسان إلى كرامته وضميره والوجدان...
لنقتنع أنّنا لن نسابق لن نحلّق في صراع الصّوت والصّورة والتّشويق...
لنقتنع إلّا مكان مرموقاً لنا في مضمار الابهار... ولكن لنثق أنّنا قد لا نملك سرعة ووهج الضّوء... لكنّنا نملك قبس النّور الّذي لا يخمد ولا ينطفىء".
ويحاضر في الجلسة الثّانية الأب يونان عبيد حول "الإعلام في خدمة البشارة"، ود. كلوديا شمعون أبي نادر حول "همّ الإعلام أن يزيل الهمّ"، والأب أثناسيوس شهوان عن "إعلام الله وإعلام القيصر"، والمونسنيور كميل مبارك حول "الإعلام وقضايا المجتمع".
هذا وتتخلّلها شهادة من العراق للمونسنيور بيوس قاشا.