العراق
21 آب 2024, 05:40

الأسقف المؤمن والرسول

تيلي لوميار/ نورسات
لا زالت الرياضة الروحيّة التي يشارك فيها عددٌ من الأساقفة والكهنة الكلدان جاريةً في مقرّ المجمع البطريركيّ في عنكاوا برعاية الكردينال مار روفائيل لويس ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم وحضوره، وللمرّة الثالثة نوجز بعضًا من المحاضرة التي ألقى على المشاركين وفي هذا القسم حدّد باقتضاب صفات الأسقف كما الكاهن المؤمن والرسول، بحسب ما ورد في موقع الكنيسة الكلدانيّة الرسميّ.

 

إستكمل مار روفائيل لويس ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم المحاضرة التي ألقى أمام الأساقفة والكهنة المجتمعين في خلوة روحيّة وأوضح معنى الدعوة الكهنوتيّة، فقال:

"الدعوة الكهنوتيّة والأسقفيّة بطبيعتها، هي أن يكون الشخص رجل الله، أي مؤمنًا مُشبَعًا بروح الله، ما يساعده على أن يتكلّم باسم الله ويُنصت إلى ما يلهمه إيّاه، ويحوّله إلى وقت للصلاة والتأمّل وخدمة المحبّة بتجرّد.

الأسقف المؤمن راسخ في إيمانه بضميرٍ حيّ. هو شخصٌ محبٌّ، متواضع، غيور، هو ملتزمٌ بالمبادئ والقيَم الثابتة، يُؤثِر الخير العامّ على الخاصّ. هو شخصٌ شجاع، يدافع عن الحقّ وبعيدٌ عن أيّ "فوبيا السلطة" والتحزّب وكسب المال والجاه. يعرف كيف يوجّه الناس في الظروف الصعبة ويحمل إليهم الرجاء".  

تابع البطريرك ساكو كلامه قال: "وبمقدار ما يُصغي الكاهن إلى كلمة الله، ويجسّدها، بمقدار ذلك بوسعه أن يشهد، بالحياة، لِما يبشّر به، وأن يجتذب الناس إلى الله.

من دون هذه المسؤوليّة والعلاقة الوجدانيّة، يفقد الشخص دعوته ولا يبقى منها سوى الشكل".

أكمل البطريرك: "نشكر الله على وجود كهنة وأساقفة مشرقين في كنيستنا الكلدانيّة في الماضي والآن، ويعيشون في سلام وفرح.

لكن بالمقابل، يوجد من يعتقد أنّ الحقّ معه وحده، ويبسط سلطته خارج الشركة الكنسيّة، ويهتمّ بإدارة أبرشيّته وكأنّها "جزرة"، ناسيًا الطاعة التي أعلنها يوم رسامته للبابا والبطريرك.

أذكر بألم مثالًا على ذلك: مقاطعة بعض الأساقفة السينودس في تمّوز/يوليو 2024، وقرار سحب تلاميذ أبرشيّة أربيل ودهوك والقوش من المعهد الكهنوتيّ، وإرسالهم إلى لبنان لتكميل دراستهم، وعدم المشاركة في الرياضة الروحيّة الحاليّة (19-22) آب/أغسطس 2024.

هذه خطوات خاطئة وعصيان مُعلَن، يُقسِّم الكنيسة كما أكَّد آباء السينودس المنعقد في بغداد بتاريخ19-23  تمّوز/يوليو 2024. هذه فخاخ شيطانيّة!

المعهد الكهنوتيّ ليس مُلكًا للبطريرك، اليوم أنا وغدًا غيري. إنّه الشريان الحيويّ للكنيسة. المعهد لن يُغلَق كما يروِّجون لأنّ الكنيسة هي للمسيح، وهو سيرسل، يقينًا، دعوات جديدة.

الكنيسة تبقى والأشخاص يرحلون

والربّ سوف يحاسب كلّ واحد على أعماله