لبنان
24 نيسان 2020, 11:15

الأرشمندريت عبد الله عاصي: إمّا الله فيك وإمّا ليس فيك

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى الأرشمندريت عبدالله عاصي عظة في قدّاس ترأّسه أمس الخميس في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، لمناسبة عيد مار جرس، قال فيها:

"المسيح قام حقًّا قام .

أيّها الأحبّاء فيما الكنيسة تعيش فرح القيامة، تعيّد اليوم للشّهيد القدّيس جاورجيوس الّذي عاش في القرن الثّالث، وتلقّى العذابات الكثيرة ومات شهيدًا دفاعًا عن إيمانه بالمسيح القائم من بين الأموات.

أعايد جميع الّذين يحملون هذا الإسم، الأديار والكنائس والآباء وجميع المؤمنين بالرّبّ.

المسيح قام وهو سلام المؤمنين.

ما نقوله في المحبّة وما نعيشه يحفر على صخرة قلوبنا وهي الباقية إلى الأبد.

وإذا سألك أحدهم لماذا تُكلّمنا دائمًا عن المحبّة، ليكن جوابك: لم أتعلّم شيئًا آخر لما كنت أضع رأسي على صدر المعلّم، المحبّة ليس لها تفسير لأنّها تدخل القلوب.

المحبّة تدعوك إلى أن تُحِبّ وليس أن تُحَبّ، وما قالوه لك أن يحبّك الآخرون، ولكن تفترض أنّك عندما تحبّ بمجّانيّة يبادلك الآخرون هذا الحبّ.

نحن لا نتوقّع من فضيلة المحبّة مكافأة على الأرض، فأنت تصنع الخير بالمحبّة الّتي فيك.

أنت تحبّ لأنّ الله ساكن فيك، ويخرج من قلبك إلى قلوب الآخرين فتحيا بها فقلبك عرش الله.

صلاحك أخي المؤمن بأنّك لا شيء، وإنّ الله كلّ شيء فيك، أيّ إلهك هو غناك وتؤمن بأنّه يكفيك وتشبع منه إلى الأبد، وبذلك تنزل السّماء على دنياك وتصنع لك كلّ شيء.

إمّا الله فيك وإمّا ليس فيك، واذا سكن الله فيك لا يبقى فيك مكان لشيء آخر. من يتسلّح بالمحبّة والسّلام والحقّ والخدمة يكون حرًّا سعيدًا على الأرض، ويصعد أدراج السّماء بفرح الملائكة والأطفال".