الأب يوسف نصر: كم يحلو أن نعيش زمن الفصح تحت حماية مريم!
"إنّ الملاك خاطب الممتلئة نعمة أيّتها البتول النّقيّة افرحي وأيضًا أقول افرحي لأنّ ابنك قام من القبر في اليوم الثّالث!
إنّها لنعمة فوق نعمة أن نعيش زمن الفصح مع مريم وإكرامًا لها وتحت حمايتها.
أوّلاً نعيش زمن الفصح مع مريم.
فمريم قبل الفصح كانت واقفة عند أقدام الصّليب تنتحب وتتفطّر أحشاؤها لمشاهدتها ابنها البكر مصلوبًا في ما بين لصّين. ألم يكن هذا هو السّيف الّذي جاز في نفسها تتميمًا لنبوءة سمعان الشّيخ: "وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ" (لو 2: 35). ومريم أيضًا كانت أوّل من سمع بشرى الملاك: "إنّكنّ تطلبن يسوع النّاصريّ المصلوب. إنّه ليس ههنا. قد قام. أنظرن الأكفان موضوعة على حدة. إذهبن وأخبرن تلاميذه بذلك". جرّاء كلّ ما عاشته مريم في حياتها من حزن وآلام، من تفكّر واندهاش، من انتظار وآمال، ألا تستحقّ أن تفرح وتتنعّم بقيامة ابنها بحسب ما قال لها الملاك: وأنت يا نقيّة افرحي بقيامة ولدك. فنحن في زمن الفصح نشارك مريم فرحة قيامة المسيح ونردّد مع الملاك "إفرحي بقيامة ولدك".
ثانيًا إنّه زمن خاصّ يليق فيه الإكرام لمريم العذراء.
ونحن في هذا الزّمن المبارك نخصّص الإكرام لمريم العذراء. إنّها الأمّ الّتي حملت المسيح في أحشائها وعلى ساعديها ورافقته طيلة حياته على الأرض وكانت حاضرة معه وإلى جنبه في كلّ حين وبخاصّة في وقت المحن والضّيق وفي ذروتها عند أقدام الصّليب. فإنّك جرّاء كلّ ذلك، يا مريم، تستحقّين الإكرام والمديح. فالطّوبى لك يا مريم وكلّ الأجيال تطوّبك إلى منتهى الدّهور ونحن اليوم نعظّمك مكرّمين.
ثالثًا كم يحلو ويطيب للمؤمن أن يعيش زمن الفصح تحت حماية وشفاعة مريم.
ألم يسلّمها الرّبّ يسوع وهو على الصّليب مسؤوليّة الكنيسة: "فلمّا رأى يسوع أمّه، والتّلميذ الّذي كان يحبّه واقفًا. قال لأمّه: يا امرأة هوذا ابنك. ثمّ قال للتّلميذ: هوذا أمّك. ومن تلك السّاعة أخذها التّلميذ إلى خاصّته" (يو19: 26، 27). فمريم أصبحت منذ ذلك الحين نصيرة المسيحيّين وسندهم الّذي لا يقهر. فما من أحد يلتجئ إليكِ ويعود من عندك خائبًا. أنتِ قوّة المسيحيّين وحصنَهم الّذي لا يتصدّع. إليكِ نلتجئ ومنك نرجو وإلى كنفك نلتجئ مستمدّين المعونة والقوّة، راجين الخلاص والشّفاء. آمين!".