لبنان
29 أيار 2023, 11:15

الأب مونّس: مريم سيّدة اللّامعقول!

تيلي لوميار/ نورسات
في نهاية الشّهر المريميّ، يطرح البروفيسور الأب يوسف مونّس مجموعة من الأفكار خاصّة باللّاهوت المريميّ، فيقول:

"في التّيولوجيا أو اللّاهوت المريميّ، هي الّتي حُبل بها بلاد دنس. مريم هي أمّ الله. مريم هي والدة الإله. مريم هي سيّدة الانتقال. مريم هي ملكة السّلام.  

إليها ترمز الإشارات والوقائع والرّموز الّتي أتت في الكتاب المقدّس، فهي سلّم يعقوب، وهي جزة جدعون، وهي باب السّماء، وهي سيّدة الملائكة.

هي الّتي كلّمها الله بلسان الملاك جبرائيل، ولأجلها أوصى الله بالحلم ليوسف أنّها حبلى من الرّوح القدس، وابنها هو ابن الله مخلّص العالم واسمه يسوع.

وهي الّتي آمنت بما قيل لها من قبل الرّبّ بالرّغم من صعوبة الكلام الّذي قيل عنها وهذا الكلام قد يعرّضها للرّجم.  

آمنت بأنّ اللّامعقول سيكون معقولاً بقوّة كلمة الله كيف ستكون حبلى بعد عودتها من زيارة أليصابات نسيبتها.

التّيولوجيا تسير بمنطقها الخاصّ مخضعة الأنتربولوجيا لمبدأ إلهيّ عجائبيّ غير مدرك في مسار منطق الإنسان. كيف تحبل عزباء من غير رجل؟ وكيف هي أمّ بتول وعذراء وابنها بين يديها؟ كيف حبل بها بلا دنس الخطيئة الأصليّة؟

كلّ هذا يدخل في منطق الإيمان وليس منطق الطّبيعة.  

إنّ مريم هي حقًّا سيّدة اللّامعقول والّتي آمنت بما قيل لها من قبل الرّبّ. الإيمان بالله وحده وبكلمته هو أساس الحياة المريميّة. فكيف قدرت أن تؤمن أنّ سيّد  السّماء والأرض لا مكان له ليولد فيه، بل يولد بمزود حقير، كيف يمكن أن لا يكون؟

إيمانها هو وحده مصدر هروبها مع ابنها من أمام هيرودس. إنّها الشّفيعة الدّائمة خاصّة في عبادات وطقوس جميع الكنائس.  

وللموارنة تيولوجيا مريميّة خاصّة غارقة في أنتروبولوجيا الحياة اليوميّة: "يا أمّ الله يا حنونة"، "صلاتك معنا"، "نهديك السّلام"، إليك الورد يا مريم"، "مجد مريم يتعظّم"، "يا مريم سلطانة الجبال والبحار وملكة لبنان"، "يا أرزة لبنان".

ولبنان مكرّس لمريم العذراء ومقاماتها مرتفعة على جميع تلال لبنان أو في عمق أوديته. فالشّعب المارونيّ مريميّ العبادة وصرخته الدّائمة: "يا عدرا".  

هي العروس الّتي لا عروس لها، هي سيّدة لبنان وسيّدة البقاع، وسيّدة الجنوب، وسيّدة الحصن، وسيّدة الشّبانيّة المنمّقة الوجه، وسيّدة الشنبوق، هي سيّدة هذه الأرض والبحر والجبال.

ومن كان لها عبدًا لن يدركه الهلاك أبدًا. دائمًا أنظر إلى مريم وإلى ظلّ حمايتها التجئ.

فيا سيّدة لبنان خلّصي لبنان وساعدينا على انتخاب رئيس للجمهوريّة اللّبنانيّة ولنخرج من هذه الضّائقة المادّيّة القاهرة والمذلّة حيث افتقرت النّاس وجاعت."