الأب عبّود: نحن نتفاجأ يوميًا من الحالة الّتي وصل إليها لبنان وشعبه
كاريتاس نشأت وبدأت وثابرت على العمل وما زالت تعمل في وقت الأزمات. هي تعمل بإسم الكنيسة، الّتي تتابع ما بدأه يسوع المسيح. يسوع شفى المرضى، ونحن نعمل على تأمين الطّبابة للمرضى. هو أطعم الجائعين، ونحن نحاول تأمين الطّعام للجائعين. يسوع قال لهم: انطلقوا وارموا شباككم، ونحن نحاول أن نؤمّن العمل لكلّ محتاج. يسوع كان قرب المريض جسديًّا ونفسيًّا، ونحن نحاول أن نضع الحياة الرّوحيّة في قلب كلّ إنسان فيعيش باسم ربّنا."
وتابع الأب عبّود: "نحن لن نخاف، لأنّنا نعمل بإسم يسوع الّذي نراه في وجه كلّ إنسان، وهذا فخر لنا.
وإنطلاقًا من مقولة "من نعم الله علينا، حاجة النّاس إلينا"، نحن في هذه الحملة، بحاجة إلى دعم كلّ إنسان حتّى نأخذ منه ونعطي كلّ محتاج يطلب منّا. قد لا يبلّغنا المرضى المحتاجون عن حاجتهم، ولكنّنا نعرف بهم من خلال المستشفيات والعيادات والأطبّاء. فعدد كبير من النّاس لا يعرف الأشخاص المحتاجين وحاجاتهم، في وقت يدقّ الملايين أبواب كاريتاس في كلّ العالم، وعشرات الآلاف يدقّون أبوابها في لبنان. هم يأتون إلينا ونحن نتفاجأ يوميًّا من الحالة الّتي وصل إليها لبنان وشعبه".
وأضاف الأب عبّود: "مهما أحببنا الفقراء، ومهما أحببنا المحتاجين، فلن نحبّهم بقدر ما يحبّهم ربّنا. لذلك نتوجّه بجزيل الشّكر لك، غبطة أبينا البطريرك، لأنّك تدعمنا دائمًا أبدًا بكلماتك ومواقفك وحضورك، نشكرك على دعمك المادّيّ والمعنويّ على كلّ الأصعدة، ونقول لك: إنّ كلّ أفراد عائلة كاريتاس الّذين يعطون من قلوبهم، وكلّ الّذين تراهم على الطّرقات، في مكاتبهم، في أقاليمهم وفي كلّ مكان، "بيكبروا القلب". لا داعي للخوف على كنيستنا، لأنّ فيها قلوبًا معطاءة تعطي من ذواتها. ونردّد القول إنّنا لسنا بحاجة للمال بقدر ما نحن بحاجة لأشخاص يعطون من ذواتهم."
وتابع: "قد تسألون: ماذا يمكن للفرد أن يقدّم وسط الحاجة الكبيرة؟ وأنا أقول لكم: المال والمساعدات الّتي وصلتنا، لم تنزل من السّماء ولم تنبت من الأرض، بل قدّمتها لنا أياد فعلت السّماء فعلها في قلوبها. وهكذا، من القليل، أصبح بحوزتنا الكثير." وقال: "لا يجوز أن يأتي الإنسان إلى هذه الحياة من دون أن يزرع ويجهّز زوّادته للسّماء، من على هذه الأرض."
وشكر الأب عبّود "كلّ من وثقوا بنا من الجهات المانحة، المحلّيّة والدّوليّة، الّذين يأتون إلينا حتّى نكون شركاء معًا. كما نريد أن نشكر كلّ الأشخاص الموجودين على أرض لبنان لدعمهم، فلم يكد يمرّ أسبوع على وضع حواجز حملة كاريتاس على الطّرقات، حتّى فوجئنا بمدى تجاوب النّاس معنا، وهو ما نحمد الرّبّ عليه. وكلّ الشّكر للمغتربين اللّبنانيّين المنتشرين في أصقاع العالم، والّذين يدقّون أبوابنا ويتّصلون بنا ويساعدوننا، ولولاهم ولولاكم جميعًا، لما استمرّينا."
وإختتم رئيس الرّابطة بالقول: "كاريتاس تريد أن تكمل مسيرتها. ونحن نريد أن نعمل مع بعضنا البعض، قلبًا واحدًا، ويدًا واحدة، واتّجاهًا واحدًا، ونريد أن نرى يسوع الواحد في قلب كلّ إنسان، حتّى يبقى هناك نور يشرق، مهما كانت الحياة ظالمة. هو ليس نور القذائف ولا نور الأسلحة، وإنّما نور القلوب الّتي تعطي، نور سيستمرّ بالإشراق بإذن الله.
ونحن نشكركم ونشكر كلّ من وقف ويريد أن يقف معنا.
"ومعكم بيبقى لبنان!".
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأقاليم بدأت جمع التّبرّعات من خلال حواجز المحبّة في الطّرقات والأماكن العامّة.
كما تتوجّه الرّابطة للجمعيّات والهيئات المحلّيّة والدّوليّة والمغتربين إلى دعم حملة المشاركة السّنويّة."
للتّبرّع :
+961 79 182 477
www.caritaslebanon.org.lb/donate-form.php
@OMTLeb locations