لبنان
22 شباط 2021, 10:30

الأب عبّود مطلقًا حملة كاريتاس: في كلّ مرّة تعطي فيها تكون تدّخر في "إجّة" السّماء

تيلي لوميار/ نورسات
"كاريتاس تعمل جاهدة حتّى لا يجوع أحد"، هذا ما أكّده رئيس رابطة كاريتس لبنان الأب ميشال عبّود في كلمته خلال قدّاس إطلاق الحملة السّنويّة الّذي ترأّسه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في بكركي، فقال:

""معكم بتبقى الحياة" هو الشّعار الّذي أردناه هذا العام في رابطة كاريتاس لبنان. غبطة أبينا البطريرك الرّاعي قال "لبنان مريض"، وإذا بقي مريضًا فلا شكّ أنّه سيموت. وأنواع المرض في لبنان هي الجوع، وكاريتاس تعمل جاهدةً حتّى لا يجوع أحد.  

لا يمكننا الاستمرار والبقاء في رسالتنا إلّا معكم. معكم، أنتم أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب المعطاءة الّتي تنبض بالأمل والحبّ، والّذين لم تكلّوا يومًا عن دعم كاريتاس بسخائكم؛ فعندما نرى كرم الأشخاص الّذين يلتفّون حول كاريتاس بملايين الدّولارات، بملايين الهبات، ومن خلالهم نصل إلى مئات آلاف المحتاجين، يكبر الرّجاء والأمل في قلوبنا، ونقول "الدّنيا بعدًا بألف خير".

أنتم، الموجودون في لبنان وخارجه، والّذين تعتصر قلوبكم في كلّ مرّة ترون حالة فقيرة، أقول لكم: تعالوا لا نسمح لعيوننا أن تغمض في مساء هذه الحياة، فنندم يومًا لأنّنا لم نقم بعمل الخير، وحتّى لو كنّا بحاجة للّيرة الّتي نعطيها. الأرملة الفقيرة بالإنجيل ليست أفضل منّا.

أقول لكم، أنتم من أظهرتم أينما كنتم أنّ رابطة كاريتاس شريكة معكم، يحقّ لكم وبكلّ شفافيّة، أن تعرفوا أين تُصرف كلّ ليرة تدفعونها معنا، فنحن لسنا إلّا ساعي بريد: يدٌ تأخذ ويدٌ تعطي.  

نشعر بالعزاء في كلّ مرّة نسمع كلمة شكر أو كلمة دعاء، ولكنّنا نقول "صلّوا لكلّ من يعطي، ففي كلّ مرّة تعطي فيها، تكون تدّخر في "إجّة" السّماء من وتحصل على الصّلاة من جهة أخرى.

أفتخر بالعمل معكم هذا العام، أنتم أعضاء رابطة كاريتاس لبنان، مجلس الإدارة، كلّ المتطوّعين الّذي يفوق عددهم الألفين، وشبيبة كاريتاس الألف، وكلّ الموظّفين الّذي يفوق عددكم الثّمانمئة موظّف.

نحن نعلم أنّ خسارة عدد كبير من المعارك والحروب حصلت ليس لأنّ العدوّ كان قويًّا، وإنّما لأنّ الجنود كانوا ضعفاء وكان بينهم خونة. ومن هذا المنطلق، يجب علينا أن نكون أقوياء لمواجهة كلّ أزمة في الحياة.

يجب أن نكون أمناء على مال الفقير الّذي يصل إلى أيدينا. هذا مال وقف، هذا مال الفقراء، هذا مال مقدّس. لذلك، نحن نجهد حتّى تكون الأمانة موجودة. ونشكر الله على كلّ شخص يبذل ذاته لهذه الغاية.

نحن معكم أنتم الفقراء، معكم أنتم الأشخاص الّذين يمرّون بظروف صعبة، وخاصّة الفقراء الجدد، فكم تدمع عيوننا أمام الاشخاص الّذين كانوا يساعدوننا، وها هم يقصدوننا اليوم لطلب المساعدة.

إعتدنا مؤخّرًا على ترداد مقولة إنّ أوضاع كلّ النّاس أصبحت متشابهة، وإنّ من يملك المال بات كمن لا يملكه، لأنّ المصارف تحجز على أمواله. كلّا هذا ليس صحيحًا، ولا نقبل بهكذا مقاربة، لأنّ من يملك مالاً في المصرف، يستطيع على الأقل أن يسحب منه مبلغًا أسبوعيًّا أو شهريًّا لتدبير أموره. في المقابل، هناك أشخاص لا تملك المال بأيّ شكل من الأشكال، حتّى لتأمين لقمة عيشها، وهؤلاء هم من نقف إلى جانبهم.

يجب أن نعلم أنّنا نمرّ بنفق لا بدّ أن يكون له مخرج في يوم من الأيّام، بإذن الله. عندها، إن شاء الله، سنخرج من فلسفة الأخذ إلى فلسفة العطاء. ولكن، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. نعم هناك أشخاص فقراء بالمادّة، إلّا أنّهم للأسف، فقراء أيضًا بالحياة الرّوحيّة، يفتقرون للصّلاة والإيمان. من هنا، دورنا، كأعضاء كاريتاس، يكمن في أن ننقل لهم، بالإضافة إلى لقمة الخبز، كلمة الله أيضًا. فنحن نعمل بإسم الكنيسة وبإسم الرّبّ. فما أجمل من أن نسمع ممّن قصدناه لتقدمة عطيّة، عبارة "جيت والله جابك"! أيّ أنّني بالنّسبة إليه، مرسلٌ من الله، وهذا أمر بغاية الأهمّيّة! لذلك نحن لا نخاف، وسنتجاوز الأزمة الحاليّة، بإذن الله وبإشراف مسؤولينا، لأنّ الرّبّ معنا، وله المجد إلى الأبد".