لبنان
12 حزيران 2023, 13:50

الأب عبّود: سنقدّم أفضل ما لدينا رغم كلّ الظّروف الصّعبة ولن نتعب

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل إقليم رابطة كاريتاس لبنان المتن الثّالث بالقدّاس الإلهيّ السّنويّ في كنيسة بعبدات- الجديدة .

ترأّس الذّبيحة الإلهيّة رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبّود عاونه فيه منسّق الأقاليم الأب رولان مراد، كاهن رعيّة بعبدات الخوري طانيوس خليل. كما شارك ممثّل المطران بولس عبد السّاتر ومرشد الإقليم الخوري كميل غانم، رئيس اتّحاد المؤسّسات التّربويّة الخاصّة في لبنان الأب بطرس عازار وعدد من كهنة الرّعايا المجاورة، أعضاء مجلس إدارة كاريتاس، رئيس بلديّة بعبدات الدّكتور هشام لبكي وأعضاء المجلس البلديّ إضافة إلى عدد من رؤساء بلديّات المنطقة ومخاتيرها وفعاليّاتها.

بعد الإنجيل المقدّس ألقى الأب عبّود كلمة شدّد فيها على "إصرار  كاريتاس على مدّ يد المساعدة للمحتاجين الّذين يزداد عددهم بفعل الظّروف الصّعبة"، وقال: "القدّاس الّذي نحتفل به اليوم هو مناسبة لاقتسام القربان المقدّس وحمل الله إلى منازلنا. القدّاس هو لقاء مهمّ جدًّا لأنّه لقاء مع الله ومن يلتقي بالله يتغيّر ويتبدّل إلى الأفضل. نحن هنا لنتقاسم الكلمة من العهد القديم أو من الإنجيل أو من الرّسائل، اليوم نتحدّث عن الحكمة الّتي يطلبها الإنسان والّتي تجسّد الله، وهذا ما ذكره القدّيس بولس مؤكّدًا أنّه أتى ليبشّرنا بيسوع المسيح الّذي أتى إلى العالم ومات لأجلنا. من هنا فإنّ الإنسان الّذي يريد أن يعيش المحبّة لا يستطيع عيشها من دون يسوع الحيّ القائم من بين الأموات، الإنسان المسيحيّ يعطي الحياة لأنّه يعرف المسيح الحيّ أمّا الإنسان الّذي لا يكتشف الله فيعطي النّقمة ويشحذ الحياة والكرامة والشّكر من الآخرين."

أضاف: "في الإنجيل يطلب يسوع ممّن يحبّه أن يحفظ كلامه وعلى المسيحيّ أن يسأل عن مدى اهتمامه  بكلام الله لأنّ الله سيحاسبنا عن مدى قراءتنا للإنجيل الّذي أعطانا إيّاه كرسالة تتضمّن كلّ كلامه، كما عليه أن يسأل عن الوقت الّذي يعطيه لقراءة هذا الإنجيل في اليوم ليتغذّى بكلام الله. ولمن لم يتصالح مع كلمة الله بعد، ننصحه بأن يتصالح معه ليرتاح لأنّ يسوع كان واضحًا عندما قال "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله"، هذه هي الصّلاة المسيحيّة الحقيقيّة الّتي تكتشف حضور الله في الإنسان وتجعله مختلفًا عن كلّ الكائنات. إذا راجعنا الكتاب، نرى أنّ الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه كلّ شيء وسلّطه على كلّ المخلوقات، لكن ذكّره بأنّه إذا لم يأكل من ثمرة الخير لا يستطيع أن يعرف كلّ شيء في الحياة. وهنا دخل الشّرّ إلى قلب الإنسان وطالبه بعدم تصديق الله وما زلنا حتّى الآن نعاني من هذه المشكلة حيث أنّنا بين إنجيل يؤكّد على بعض الأمور وعالم يؤكّد على أمور أخرى مختلفة تمامًا، فلمن نسمع؟ الإنسان الأوّل سمع للشّيطان فسقط، فجاء الله ليسأل عنه عندما خاطب آدم قائلاً: أين أنت؟ فردّ آدم: وجدت نفسي عريانًا فاختبأت. سأله هل أكلت من ثمرة الشّرّ؟ فقال له: نعم. ولمّا سأل حوّاء ردّت هذا هو الشّيطان. وهنا بدأ الله بإرسال الأنبياء لتخليص الإنسان حتّى أنّه أرسل ابنه الّذي لم يجد له مكانًا في العالم فولد في مزود ثمّ تشرّد بعد أن قرّر هيرودوس قتل أطفال بيت لحم لكنّه بقي مصرًّا على البحث عن الإنسان في كلّ مراحل حياته".

وأكمل الأب عبّود : "لقد قال يسوع: إذا حفظ أحدهم كلامي أحبّه أبي، فإليه نأتي ونجعل لنا عنده مقامًا. إنّ الله حاضر فينا وهذا أعظم اكتشافات القدّيسين. من يكتشف نفسه يكون قادرًا على الانتقال للآخرين وإعطائهم لأنّنا نشكّل بحدّ ذاتنا وقفًا لله. وإذا استطاع الإنسان أن يكشف ذلك يعرف قيمة نفسه ويكون قادرًا على مواجهة الرّبّ، وهو ما يعلّمنا إيّاه الله في كنيسته الّتي لم يتركها أبدًا عبر الأجيال والسّنوات. ونحن في رابطة كاريتاس لبنان الّتي تأسّست منذ خمسين عامًا منذ العام 1972 في صيدا وهي منتشرة في كلّ لبنان من خلال 36 مركزًا إضافة إلى 162 دولة في العالم، جئنا إلى هنا مع الجميع، مع نائب الرّئيس الدّكتور نقولا حجّار ومنسّق الأقاليم الأب رولان مراد وأعضاء مجلس إدارة الرّابطة لنشكركم على كلّ ما تقومون به ولكلّ ما يقدّمونه. نحن اليوم نسأل: هل نستطيع أن نلبّي كلّ الطّلبات؟ الجواب هو كلّا. لأنّ الفقر ازداد ولدينا ما يسمّى "الفقراء الجدد". لكنّنا نبذل كلّ الجهود وننسّق مع كلّ الجمعيّات والله كان معنا منذ خمسين عامًا وهو لن يتركنا. وهنا نطلق نداء للجميع لأنّنا مصدومون بما وصل إليه شعبنا وكم تغيّرت طريقة حياته. نحن سنقدّم أفضل ما لدينا رغم كلّ الظّروف الصّعبة ولن نتعب ولن تتوقّف شبيبة كاريتاس عن العطاء والتّضحية لخدمة الله والإنسان، وليحمِ الله كاريتاس والكنيسة الّتي حماها منذ تأسيسها ولا تزال تحت رعايته المباركة".

أمّا رئيسة إقليم بعبدات ماري تيريز لبكي فألقت كلمة رحّبت فيها بالحضور وشكرت مؤسّسة روبير معوّض الّتي لا تتأخّر أبدًا عن مدّ يد المساعدة، خصوصًا أنّ المنطقة بحاجة إلى المساعدة في هذا الوضع الأليم حيث تكثر الطّلبات وتتنوّع المشاكل ويرتفع النّقص في المجالين الصّحّيّ والاجتماعيّ."

وإذ أكّدت لبكي أنّ "كاريتاس حريصة على مدّ اليد للجميع من دون أيّ تمييز ضمن إمكانيّاتها"، شدّدت على أنّ "الرّابطة تبحث عن المحتاجين وتجهد لتأمين حياة أوفر لهم".

في الختام، تبادل الجميع التّهاني لمناسبة اليوبيل الخمسين والوعد بأنّ هذه "الرّسالة مكمّلة... في عمل الخدمة".