لبنان
10 شباط 2021, 11:20

الأب عبدو أبو كسم لتيلي لوميار- نورسات: المهمّ المحافظة على هويّة لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
موقف جديد وجريء أطلقه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ألا وهو طرح قضيّة لبنان في مؤتمر دوليّ خاصّ برعاية الأمم المتّحدة، وكأنّ في هذا الاقتراح الّذي يكمل المبادرة السّابقة الّتي أطلقها في العام 2020 والّتي طالب فيها بإعلان حياد لبنان، تأكيد لفشل كلّ المبادرات وإبداء التّخوّف الصّريح من أن يكون المشروع هو التّدمير الكامل لما تبقّى من لبنان المهدّد بالزّوال.

مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم أكّد في حديث لتيلي لوميار- نورسات أنّ "صرخة البطريرك الرّاعي ستجد تأييدًا واسعًا لها خصوصًا بعدما بات معلومًا من أنّ الأزمة لا يبدو أنّها قابلة للوصول إلى حلّ، ولم تعد تقتصر على تعطيل تشكيل الحكومة لدرجة أنّ معظم اللّبنانيّين باتوا يستشعرون أنّ هناك نوع من تغيير وتحريف لهويّة لبنان الرّسالة الّذي تحدّث عنه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني ".

أضاف: "إنّ السّبب في الاستشعار هذا يعود إلى فشل كلّ المبادرات الّتي تقام من أجل انتشال لبنان من قعر الوادي، وعوضًا عن أن يكون منصّة للإصلاحات المادّيّة الاجتماعيّة والسّياسيّة ورسالة عبور في هذا الشّرق، نراه ينهار تدريجيًّا مع تصاعد كرة الفقر كلّ يوم وتدهور أمنه الإنسانيّ والاجتماعيّ."

ورأى الأب عبدو أبو أيضًا "أنّ مبادرة البطريرك الرّاعي تؤكّد وجوب اضطلاع الكنيسة بدورها في الشّأن العامّ، لأنّ رسالتها لا تقتصر على النّواحي الدّينيّة فحسب، كما أنّ البطريرك الرّاعي يطرح أفكاره انطلاقًا من مراجعة لتاريخ لبنان وأوجاعه الإنسانيّة وما لبكركي من دور وطنيّ لذلك نقول: "كفى مزايدات ومقالات يمينًا وشمالاً وتحويرًا لمواقف البطريرك."

وعمّا إذا كان المجتمع الدّوليّ سيتعاطى بجدّيّة مع طرح البطريرك الرّاعي قال الأب عبدو أبو كسم: "أنّ الوضع بات لا يحتمل، ولبنان في العناية الفائقة وعندما يطلق البطريرك الرّاعي مبادرة لعقد مؤتمر دوليّ  يطرح قضيّة لبنان برعاية الأمم المتّحدة يعرف تمامًا أنّ صاحبة الرّعاية هي منظّمة دوليّة محترمة معترف بها من الجميع، وبالتّالي إنّ كلّ ما حصل ويحصل يؤكّد أنّ لبنان بات على الخارطة الدّوليّة ويحظى باهتمامات كبيرة، من أبرزها دور الفاتيكان الّذي يحمل القضيّة اللّبنانيّة منذ زمن بعيد".