الأب طوني غانم الأنطونيّ: في خميس الغسل غسل الرّبّ خطايانا
"في الجوّ الحارّ في الشّرق يكون الاستحمام عادة متواترة في الصّباح ومرّة ثانية أثناء اليوم، ولا يتبقّى في المساء سوى غسل الأرجل للتّأكّد من النّظافة بعد السّير في الطّرقات. ولقد استعمل يسوع تلك الصّورة ليعلّم أتباعه أنّهم بعد أن غسلوا خطاياهم الكبيرة فما زالوا يحتاجون لتنقية نفوسهم من الخطايا الصّغيرة والهفوات الّتي قد فعلوها في حياتهم اليوميّة العاديّة.
إنّ عادة غسل الأرجل كانت أيضًا عمل العبيد لسادتهم بعد رجوعهم للبيت لغسل أرجلهم من الأتربة العالقة بها. فما صنعه المسيح هنا يشير إلى أنّه أخلى ذاته آخذًا صورة عبد، فهو خرج من عند الله، أيّ تجسد وصار في صورة عبد، ثمّ يمضي إلى الله ليأخذنا فيه إلى الله. فالمسيح نزل لصورة العبد ليرفع الإنسان إلى الكرامة والمجد، وهذا بأن يطهّره (غسل الأرجل) ويوحّده فيه (التّناول). فغسل الأرجل هنا هو من صميم عمل الفداء أيّ التّطهير والتّقديس. والعجيب أنّ المسيح غسل رجلي يهوذا وهو عالم أنّه سيسلّمه.
إخوتي إنّ التّطهّر وغسل الخطايا ضروريّ لنقترب من قدّوس القدّيسين ونغسل قلوبنا ونفوسنا بدم الحمل حتّى نتمكّن بطهارة القلب ونقاوته من أن نقف أمام الرّبّ مسبّحين ومرنّمين ومتّحدين معه. آمين."