لبنان
26 أيار 2022, 08:45

الأب جلخ ترأّس قدّاس ختام السّنة اليوبيليّة للجامعة الأنطونيّة في عيد سيّدة الزّروع

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد شفيعتها سيّدة الزّروع، إختتمت الجامعة الأنطونيّة السّنة اليوبيليّة الخامسة والعشرين لتأسيسها في قدّاس احتفاليّة أقيم في كنيسة سيّدة الزّروع في حرم الجامعة- الحدث، ترأّسه رئيسها الأب ميشال جلخ، وعاونه فيه مديرا الفرعين في النّبي أيلا- زحلة ومجدليا- زغرتا الأبوان ريمون هاشم وطانيوس عزيز، فيما شارك بالقدّاس لفيف من الرّهبان وعمداء الكلّيّات والأساتذة والموظّفون الإداريّون والطّلّاب.

بعد القدّاس، قال جلخ بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نختتم اليوم عام الجامعة اليوبيليّ، ونحتفل بطيّها ربع قرن من العمل الدّؤوب الطّموح في خدمة التّعليم العالي والبحث العلميّ والعمل الثّقافيّ والخدمة المجتمعيّة. وعلى الرّغم من كلّ شيء، ما زال في جعبتنا الكثير ممّا قد نفاخر بإنجازه، لكن أظنّ من واجبنا الأخلاقيّ أن نكسر ثقافة التّعمية وإنكار الواقع الّذي نعيش فيه. من واجبنا أن نقرّ أنّه لم يعد بالإمكان الكلام والتّصرّف كما لو أنّ اقتصادنا لم ينهر، ومرفأنا لم ينفجر وجنى أعمارنا لم ينهب وأنّ الباب لم يصفق بوجه أحلام طلّابنا.

من واجبنا الأخلاقيّ، قبل المسارعة إلى أدبيّات الصّمود والنّهوض والتّغلّب على الصّعاب، أن نعترف أنّنا في أزمة عميقة ونبني على الشّيء مقتضاه بدءًا بما نقوله. فالأمانة الأخلاقيّة تقتضي منّا الاعتراف بأنّ عالمًا بكلّ مقدراته ومعانيه وعناوينه قد انتهى، ولن تنفع الشّعارات والطّقوس والنّبرات العالية بتغيير هذا الواقع.

من موقعنا في الجامعة، نشهد بشكل مرعب النّزيف البشريّ الحادّ الّذي يهدّد بنية المجتمع وآماله بالنّهوض يومًا، ونعاين ونعايش الهبوط الحادّ في المعنويّات الّذي جعل اللّبنانيّين يفتّشون عن رزقهم خارج بلدهم، وضيق النّفس الجماعيّ الّذي يكتم كلّ شيء حتّى صرخة النّجدة.

من شأن تزامن يوبيل الجامعة مع أزمات لبنان الكثيرة أن يعيد تصويب أنظارنا إلى معنى اليوبيل الأصليّ، لنعيشه كدعوة تذكّر بجوهر الأشياء. من هذه الزّاوية، قد يكون سلوكنا اللّااحتفاليّ هذا العام أكثر يوبيليّة من أيّ احتفال، فقد عشنا معًا سنة يوبيليّة حقيقيّة، سمتها الأساسيّة التّكافل والتّضامن لتخفيف وطأة الأزمة بعضنا عن بعض، وسهرنا حصرًا على من هم روح الجامعة الّتي لا ينبغي أن تؤخذ منها".

ولفت جلخ إلى أنّ "التّحدّي اليوم يكمن في التّماسك في فترة الاهتزاز هذه"، ودعا إلى "الحفاظ على بعضنا البعض فلا تذهب الأزمة والتّضحيات المرتبطة بها هباء بل تكون فرصة لبناء مستقبل أكثر عدالة وإنسانيّة واستدامة، وعلى أن نجد في الظّلام الحالك الّذي يلفّنا سبلاً للتّلاقي والتّفكير معًا للخروج من النّفق وبناء وطن جدير بالحياة".

وأكّد في الختام أنّ "الجامعة الأنطونيّة لم تتوان عن القيام بكلّ ما من شأنه أن يسكب ولو القليل من البلسم على قلوب أفراد عائلة الجامعة".