الفاتيكان
11 آذار 2019, 12:57

الأب جاني: للاعتناء بالقلب من أجل الاعتراف بحضور الله

إستهلّت أمس الأحد الرّياضة الرّوحيّة السّنويّة للبابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرّومانيّة في بيت المعلّم الإلهيّ في أريتشا. وقد كُلّف رئيس دير سان مينياتو آلمونتيه الرّاهب البنديكتانيّ برناردو فرنشيسكو ماريّا جاني بتقديم تأمّلاتها هذا العام والّتي تتمحور حول موضوع "مدينة الرّغبات المتحمّسة: من أجل نظرة وتصرّفات فصحيّة في حياة العالم".

 

وإفتتح الأب برناردو فرنشيسكو ماريّا جاني تأمّله من شعر للكاتب ماريو لوتزي تحت عنوان "نحن هنا من أجل ذلك" وإنطلاقًا من مدينة فلورنسا الّتي تشكّل مكانًا جغرافيًّا للنّعمة كما يصفها جورجيو لابيرا "رئيس البلديّة القدّيس" بحسب "فاتيكان نيوز".

 

وحثّ الأب برناردو "على التّحلّي بنظرة نعمة وامتنان ونظرة إيمان على مدينة غالبًا ما تقدّم رمادًا لنار يبدو أنّها قد خمدت ولم تعد تتّقد. وبالتّالي فالدّعوة هي للتّحلّي بنظرة نحو العلى ليس لكي نقع في تجارب الشّرّير الذي يريدنا أن نمتلك أمور هذا العالم ونسيطر عليها وإنّما النّظرة التي يولِّدها الرّوح القدس وكلمة الرّبّ، نظرة تأمّل وامتنان وسهر إذا لزم الأمر ونبوءة؛ وهي نظرة لا تتعب من رؤية مدننا التي تحوّلت إلى صحاري."

 

 

كلام الأب برناردو يحثّ أيضًا "على إعادة إشعال النّار لكي نعطي مجدّدًا حياة حقيقيّة في المسيح وفي الإنجيل؛ ومدن بفضل محبّة الكنيسة وقداسة الكنيسة يمكنها ويجب عليها أن تتّقد مجدّدًا بنار المحبّة. هذه هي المساهمة المتواضعة التي أريد أن أسلّمها من قلبي لكلِّ فرد منكم نظرة سرٍّ حول فلورنسا لكي يكون عملنا الرّعويّ واعتناءنا بالأشخاص الذين أوكِلوا إلينا والشّعب الذي أوكل إلينا، لا بل يمكنني القول البشريّة التي أوكلها الرّبّ لنا شعلةً حيّة لرغبة متحمِّسة وتعود مدننا لتصبح حديقة جمال وسلام وعدالة وتناغم."

 

وركّز الأب برناردو "على ضرورة التّعرُّف على العلامات والإشارات التي لا يتعب الرّبّ أبدًا من تركها لنا خلال عبوره في تاريخنا وحياتنا. وفي هذه المحبّة بالذّات ينبغي علينا أن نفهم نظرة جورجيو لابيرا إلى فلورنسا ونظرة يسوع إلى أورشليم وجميع الأشخاص الّذين كان يلتقي بهم. وجهة نظر تبعث "ديناميكيّة فصحيّة" وتجعلنا ندرك أنّ اللّحظة التّاريخيّة هي خطيرة لأنَّ النفَسَ الشّامل للأخوّة يظهر ضعيفًا جدًّا، فيما أنّ قوّة الأخوّة هي الحدود الجديدة للمسيحيّة."

 

وشدّد الأب برناردو، على غرار البابا فرنسيس، "على أنّ الأنسنة هي على الدّوام انطلاقًا من المسيح"، داعيًا "إلى توجيه النّظر إلى وجه يسوع المائت والقائم من الموت الذي يعيد تركيب بشريّتنا حتّى تلك المفتتة بسبب تعب الحياة أو المطبوعة بالخطيئة". وأردف: "إنّها صورة وجه الرّحمة، لنسمح له بأن ينظر إلينا. يسوع هو أنسنتنا، لنسمح له أن يسائلنا على الدّوام بسؤاله: "وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟". لنسمح له بأن ينظر إلينا لكي نتعلّم أن ننظر كما ينظر إلينا. على سبيل المثال: نظر إلى الشّاب الغنيّ وأحبه؛ وتبادل النّظرات مع زكّا العشّار الذي صعد إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ. نظرة تزيل أيضًا خوف عدم التّعرّف على الرّبّ الذي يأتي كما يكتب القدّيس أغوسطينوس، نظرة تغيِّر القلب. فإن لم تتنبّه لقلبك فلن تعرف أبدًا إن كان يسوع قد جاء إليك أم لا. وبالعودة إلى القديس أغوسطينوس نظرة اعتناء بالقلب وهو أحد الأهداف المهمّة في هذه الأيام: القلب المتنبّه الذي يتوب وينفتح على إكتشاف حضور الله في تاريخنا وكيفيّة انفتاحه على الرّجاء المنشود."

 

وذكّر "برسالة المكرّسين المدعوّين إلى حياة بسيطة ونبويّة في بساطتها يكون فيها الرّبّ على الدّوام نصب عيونهم وبين أيديهم ويكونون بغنى عن أيّ شيء آخر."

 

وإختتم بقول عن يسو : "هو الحياة وهو الرّجاء وهو المستقبل. والحياة المكرّسة هي هذه الرّؤية اّلنبويّة للكنيسة، إنّها نظرة ترى الله حاضرًا في العالم حتّى وإن كان العديد لا يتنبهون لحضوره، هكذا قال لنا البابا فرنسيس في الثّاني من شباط الماضي ولكنني أعتقد أن صدى هذه الكلمات يتردّد اليوم هنا لنا جميعًا ".