الأب بو عسّاف في عيد القدّيس فرنسيس: الرّبّ ليس أعمى ولا أخرسًا ولا أطرشًا
انطلق الأب بو عسّاف في عظته من حياة القدّيس فرنسيس الّذي كان ينتمي إلى عائلة ميسورة جدًّا بحيث لم يكن بحاجة إلى أحد ولا ينقصه شيء. وأمام اندفاعه وعنفوانه وغيرته ووجاهته، قرّر أن يشارك كسائر الشّباب في الحرب المقدّسة آنذاك فيكون مصدر فخر لوالديه يرفع إسم عائلته وبلده ويدافع عن الكنيسة. غير أنّ مسار مشروعه تحوّل كلّيًّا حين ظهر له الرّبّ يسوع أثناء توجّهه إلى الحرب، فعاد أدراجه بعد أن طلب من الله أن يكشف له إرادته قائلاً: "يا فرنسيس، رمّم كنيستي"، ويقصد كنيسة البشر لا الحجر!
من هنا أكّد الأب بو عسّاف على تدخّل الرّبّ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ليغيّر كلّ المفاهيم والأفكار والتّصرّفات الّتي لا تتناسب وإرادته، فيحوّل مسلك الإنسان ويُفهمه أنّ إرادته هي الّتي ستتحقّق، فالرّبّ "ليس أعمى ولا أخرسًا ولا أطرشًا، إلهنا يتكلّم، يسمع ويصغي إلى تضرّعاتنا ويجيب في الوقت المناسب ومن خلال الأشخاص المناسبين. لذلك لا يجب أن نخاف في أن نسأل الله كلّ يوم عن إرادته في حياتنا.. فهو يعرقلنا في مكان ما ليرفعنا في آخر حيث المشروع الأفضل".
في الختام، طلب الأب طوني بو عسّاف من الحاضرين أن يسلّموا حياتهم إلى الله على مثال فرنسيس من دون الخوف من الاضطهادات سواء أكانت داخليّة أم خارجيّة طالبين، كما القدّيس، أن يكونوا أداة سلام مردّدين: "يا ربّ إستعملني لسلامك"، فيمضي كلّ واحد، من خلال موقعه، وينقل الكلمة الحلوة وينشر البشرى السّارّة، ويدفن الشّرّ ويزرع الرّجاء...