الأب بو جودة في قداس عيد الرّب في مرجعيون: "هلم نصعد إلى الجبل ونتضرع إلى كلمة الله ليكشف لنا عن ذاته"
سعيد جدا لوجودي بينكم ومعكم في هذه المناسبة وفي هذا المكان تحديدا حيث بدأت رسالتي وخدمتي الكهنوتية بعد سيامتي مباشرة وتنقلت بين عدة رعايا في هذه المنطقة مع إخوتي الرهبان، ووجه تحية محبة وتقدير للأباتي داود رعيدي ومجلس مدبريه لخدمتهم الرهبانية على مدار السنوات الست الماضية. و عن مناسبة تجلي الرب قال: على جبل طابور وأمام التلاميذ الثلاثة، تمجدت طبيعة المسيح الإنسانية للحظات قليلة وظهر المسيح بعدها في طبيعته الإلهية. أراد المسيح بذلك أن يؤكد للتلاميذ بأنه إله حقا، رغم ظواهر الضعف والألم والفشل، وحتى الموت. هو يطلب من تلاميذه أن ينظروا إليه بعين الإيمان وليس بعين الجسد.
تجلي المسيح هو إعلان مسبق لتحقيق ملكوت الله. فالهدف من ظهور المسيح بحالة مجد القيامة قبل حدوثها هو التأكد أن المجد الذي سيظهر في القيامة هو موجود أصلا قبلها، لأنه مجد الألوهية الذي كان يحجبه الجسد، ثم بعد الصليب فاض هذا المجد وظهر في جسد المسيح القائم من بين الأموات وفي هذا المجد عينه صعد يسوع إلى السماء. وأضاف نحن مدعوون للتغيير والتحول، وتجلينا الحقيقي يكمن في الحياة حسب إرادة الله والسير حسب شرائعه ووصاياه. الشيئ الأخير هو أن الرب يسوع تجلى فيما كان يصلي حسبما ورد في إنحيل لوقا. ينعكس هذا فينا فتصير طريق الصلاة الفردية أو صلاة الجماعة هي ظرف لعيشنا في النعمة. ونحن مدعوون في هذا العيد لنكون، كيسوع المسيح، أبناء حقيقيين لله تعالى. الإنسان المتجلي الذي يعيش إرادة الله في حياته إنما يشع نور الله من خلاله، على مثال المسيح الذي أشع نورا وجمالا وبهاء، عند ساعة تجليه المجيدة.
وكما يقول القديس أمبروسيوس: هلم نصعد إلى الجبل ونتضرع إلى كلمة الله ليكشف لنا عن ذاته في مجده وجماله... لنعاين مجد الله بوجوه مكشوفة ونغير أنفسنا إلى تلك الصورة عينها ... وختم بصلاة جاء فيها: *أيها الرب القدير واهب الإستنارة والحكمة، إرفع قلوبنا لتعاين مجدك وأرواحنا لتتحد بك وحواسنا لتعاين بهاء عظمتك وأفكارنا لتستنير بمجد التجلي ... لتكون أنت مصدر أفراحنا ونور حياتنا وشمسنا*. آمين.