الأب بعقليني: الأخوّة الإنسانيّة تصنع قادة الإنسانيّة
أضاف: "لا بدّ من أن يأخذ المبادرة قادة العالم والحكّام بمعونة القادة الرّوحيّين ومساعدتهم، إلى إعادة تنظيم الحياة البشريّة، بالاستناد على تعاليم الخالِق في التّنظيم والفحوى، لإيجاد حلول على مُستوى الإنسانيّة جمعاء؛ لأنّ المشاكل المُتشعّبة في المجالات المختلفة، لا يُمكن فصلها عن بعضها البعض. من شأن الانفتاح على الله الخالق أن يُساهم في الدّعوة إلى "الأخوّة الإنسانيّة" أيّ إعادة أنسنة الإنسان. لا تتحقّق "الأخوّة الإنسانيّة" إذا لم يكن الله حاضرًا ببركاته وهباته وتعاليمه لأنّه محور حياة الإنسان وخلاصه.
لذا علينا أن نؤنسن الدّين في كلّ حقبة من الزّمن، والتّاريخ، خصوصًا الخطاب الدّينيّ والتّشريع والتّأويل. كلّ ذلك يتطلّب تعارفًا متبادلًا ، لأنّ العيش معًا ليس تسامحًا فحسب، بل قدرة على العيش في إطار التّنوّع والاستجابة إلى مشروع الله للإنسان حول عيشه بأمان وسلام مع البشريّة على كوكب الأرض. ستظلّ الأخوّة هي الرّابط العالميّ للإنسان، تجمع ما عملت الدّيانة أو السّياسة أو العنصريّة أو الطّبقيّة الواهية على تفريقه. رغم ما يضمر الإنسان، لا بدّ من أن يتفوّق العقل على الجهل وعلى عقل القوّة، وأن تتفوّق الإنسانيّة على اللّاإنسانيّة، والسّلام على الحرب والسّلام الأمن على أمن السّلام والدّيموقراطيّة على الاستعباد والحرّيّة على العبوديّة. لهذا سار قسم (بعض) من بلدان العالم بالدّيموقراطيّة".