لبنان
08 حزيران 2021, 07:50

الأب الياس كرم يحذّر من موجة خطرة، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
يضع الأب الياس كرم مرّة جديدة الأصبع على الجرح الّذي أضحى ينزف أكثر فأكثر بسبب الأوضاع المعيشيّة، وهذه المرّة حذّر من موجة خطرة تطرق أبواب المؤمنين، ظاهرة قديمة جديدة، وتقودهم في نهاية المطاف إلى الانتساب إلى طائفة جديدة وتغيير مذهبهم.

في هذا السّياق، كتب الأب كرم: "تطالعنا في بيوت المؤمنين نشرات دينيّة مصحوبة ببعض الهدايا المغرية، يوزّعها بعض المبشّرين الجدد، الّذين يسعون إلى اقتناص أبناء الكنائس وقطعهم عن بيئتهم التّقليديّة.

طبعًا الظّروف المعيشيّة الحاليّة تؤثّر في جذب عدد كبير من أبنائنا، الّذين قست عليهم ظروف الحياة، وبالتّالي يتأثّرون بأساليب المبشّرين، الّذين يستغلّون الأزمة الاقتصاديّة والوبائيّة، وهم مدعومون من جهات دوليّة، مادّيًّا ومعنويًّا، فيدخلون البيوت من هذا الإطار، ويقومون بعمليّة غسل دماغ، فيسقط أبناؤنا أمام هذه الأساليب. تبدأ القصّة بكتاب ومنشور وسلّة غذائيّة، وينتهي الأمر بمعموديّة وانتساب إلى طائفة جديدة وتغيير مذهب.

أنا لا أنكر تقصير الكنائس والكهنة، بالحدّ الأدنى، في هذه الأوضاع، لكن الحقّ يقال إنّ عددًا لا بأس به من الإخوة الكهنة، وببركة أساقفتهم، يقومون بمبادرات كبيرة وجبّارة، ليغطّوا تقصير الدّولة العاجزة عن القيام بدورها على أتمّ وجه.

كما أنّ بطاركة الشّرق يسعون إلى مواكبة أبنائهم على كافّة الصّعد والمستويات، لكن للأسف الظّروف تعاكسهم، وتعاكس أبناءنا الّذين ينشدون الهجرة بقوّة، من جهة، والتّأثّر أحيانًا بالاقتناصيّين من جهة ثانية، وتشريع أبوابهم لهم.

من هنا أنادي أبناء الكنائس إلى التّنبّه من هذه الموجة الخطرة، القديمة الجديدة. فالكنيسة الجامعة المقدّسة الرّسوليّة والمستقيمة، ليست كنيسة عابرة، أو كنيسة ناقصة، فهي تحمل حقيقة المسيح ونعمة الرّوح القدس، والمسكوبة في كلّ واحد نزل جرن المعموديّة منذ مولده. وهذا الرّوح يعمل في الكنائس من خلال رجالالتها وشبابها وشيبها، الّذين يسهرون على أبنائهم سهر مَن سيعطي حسابًا أمام الله.  

أنا لا أدّعي إنجازًا، إنّما أقول وأكتب وأشهد، أنّ كهنة الرّعايا يعملون ليلًا نهارًا على خدمة أبنائهم، ماديًّا ومعنويًّا وروحيًّا، ويحملون الوديعة بأمانة وإخلاص. لذلك على أبنائنا أن لا يخونوا الوديعة، ويتركوا كنائسهم الأمّ، ويلتحقوا بكنائس نحترمها ونحترم المنتسبين إليها، وبالتّالي يجب أن يكون الإحترام متبادلًا، أم يلتحقوا بجماعات وبدع مهرطقة.  

لا يجوز استغلال هذه الظّروف للاقتناص، فلننتبه ونستيقظ قبل فوات الأوان.  

أزمة ندفع ثمنها غاليًا، من هجرةٍ وفقرٍ وعوز، ومشاكل عائليّة، ألا يكفينا مصائب، ليأتي فقدان أبنائنا بطرق ملتوية، تستفيد منها جماعات تدّعي حصريّة الإيمان والخلاص، على حساب قضم إيماننا وعقائدنا ومكانة القدّيسين عندنا.  

فلننتبه، مجدّدًا، قبل فوات الأوان، ونحصّن إيماننا الّذي التصق بنا ولبسناه مرّة واحدة في معموديّتنا، فالأزمات مهما طالت لا بدّ أن تنجلي، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وليس بالمال يُشترى المؤمن ويباع، ولا بالإغراءات المادّيّة الاقتناصيّة. فلا نفقد هويّتنا الإيمانيّة والرّوحيّة والعقائديّة، ولنبقى أوفياء إلى بطولات القدّيسين والشّهداء والمعترفين والأبرار، بشفاعة العذراء مريم، ولنتذكّر دائمًا أنّنا بالرّبّ به "نحيا ونتحرّك ونوجد"."