لبنان
06 آب 2019, 08:44

الأب أثناسيوس شهوان في التّجلّي: نحن مدعّوون أن نتغيّر

أضاء رئيس قسم الإنتاج في المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام الأب أثناسيوس شهوان على تجلّي الرّبّ يسوع، فكتب:

 

"يُشدّد اللّاهوت الأرثوذكسيّ على طبيعة النّور غير المخلوق الّذي شعّ من الرّبّ يسوع في هذا العيد، فهو لم يكن إلّا طبيعته الإلهيّة نفسها.

ويشرح بالتّالي أنّه كشف إلهيّ إذ أنّ الرّبّ يسوع يجمع في شخصه الطّبيعة الإلهيّة الكاملة والطّبيعة الإنسانيّة الكاملة، فهو إله كامل وإنسان كامل.

لهذا الكشف الإلهيّ تسميةMetamorphosis ، وهي كلمةُ يونانيّة تعني "تغيّر"، المقصود هنا تغيّر "إلى ما بعد الشّكل- أبعد من الشّكل"، فكلمة Meta تعني "بعد " Beyond، وكلمة μορφή morphe تعني الشّكل. المسيحيّة تنظر وتصبو إلى ما هو أبعد من المنظور، وأبعد من الأرضيّات أيّ إلى السّماويّات.

نحن مدعوّون أن نقوم بهذا التّغيّر، هو تغيّر في العمق وإعادة تصويب هدف حياتنا. هو تركٌ للخطيئة والسّير نحو الرّبّ يسوع. وهذا معنى كلمة Metania الّتي تُترجم باللّغة العربيّة إلى كلمة "مطانيّة".

هذا التّغيّر هو استنارة داخليّة وتركٌ لظلمة السّقوط واستعادة نور ما خُلقنا عليه، وهذا تمامًا ما ترنّمه الكنيسة في سحر العيد: "أيّها المسيح لمّا لبست آدم بجملته، غيّرت الطّبيعة الّتي أُظلمت قديمًا، وجعلتها لامعةً، وألّهتها بتغيير صورتك".

هذا التّغيّر هو تغيّر كامل في الذّهنيّة والاهتمامات والتّصرّفات وعدم إدانة الآخرين والسّعي الدّائم إلى التّوبة من خلال جهادٍ حقيقيّ مكلّل بالصّلاة والصّوم بدون تعبٍ أو كلل.

هذا التّغيّر دعوة قداسة وسعيٌ أبديّ لتألّه الطّبيعة الإنسانيّة بنور الله غير المخلوق من خلال الاتّحاد به. هذا كلّه لا يمكن أن يتمّ بدون أن نموت عن ذواتنا ونولد مِن جديد. وهنا يأتي الصّليب، فنلاحظ بأنّ الكنيسة ترتّل كاطافاسيّات الصّليب ابتداءً مِن سحر عيد التّجلّي، كما أنّ عيد رفع الصّليب الكريم المحيي يأتي بعد أربعين يومًا مِن عيد التّجلّي".