لبنان
19 حزيران 2023, 13:20

الأباتي نجم مفتتحًا مقرّ كاريتاس في خربة قنافار: الحبّ لا يحتاج إلى العقل فقط بل أيضًا إلى الفعل والكيان

تيلي لوميار/ نورسات
في الذّكرى الخمسين لتأسيس كاريتاس- لبنان ولمناسبة افتتاح مقرّها الجديد في منطقة خربة قنافار- البقاع الغربيّ بتقدمة من الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة، ترأّس الرّئيس العامّ للرّهبانيّة الأباتي بيار نجم القدّاس الإلهيّ أمس الأحد في كنيسة مار الياس- خربة قنافار، بمشاركة رئيس كاريتاس الأب ميشال عبّود الكرمليّ، وكاهن الرّعيّة الخوري وسام بو ناصر ورئيس دير ومدرسة مار يوحنّا الأب الياس طربيه ولفيف من الكهنة والرّهبان والمكرّسين، وبحضور حشد من المؤمنين على رأسهم فعاليّات المنطقة.

وللمناسبة، ألقى الأباتي نجم عظة قال فيها: "أمّا المعرفة الحقيقيّة، فليست إلّا معرفة جوهر الله الّذي هو الحبّ. والحبُّ لا يحتاج إلى العقل فقط بل أيضًا وخاصّة إلى الفعل والكيان. والتّعبير عن هذا الحبّ يكون بالعمل والانطلاق نحو الآخر والقريب. هذا ما قام به القدّيسون؛ هذا ما تقوم به مؤسّسة كاريتاس، مشكورة برئيسها الأب ميشال عبّود الكرمليّ، ورئيسة قسم البقاع الغربيّ- خربة قنافار السّيّدة كارول عبّود، على ما يقدّمونه للأشخاص المنسيّين.

وعملُ هذه المؤسّسة الكنسيّة لا يقتصر على توفير الطّعام والأدوية أو أيّ نوع من المساعدات الأخرى... بل رسالتها الأساس إظهار محبّة الله لكلّ إنسان محتاج أو متروك. فالمحبّة (و Caritasكلمة لاتينيّة تعني المحبّة) لم تكن يومًا إلّا عطاءٌ وبذل للذّات تجاه جميع النّاس. المحبّةُ الّتي ترى وتسأل وتُصغي، وتُعطي وتبذلُ ذاتها، المحبّةُ لا تتردّد ولا تبخل لأنّها نبعَ الخير والحقّ والجمال. المحبّة (Caritas) لا تنسى من هو محتاج إلى حضور الله وإلى رحمته. رسالتها الأولى هي الوقوف إلى جانب الأشخاص الأكثر حاجة ليعرفوا أنّهم غير منسيّين، بل هم حاضرون في فكر الله وفي قلب كنيسته. لذلك شاءت رهبانيّتنا المارونيّة المريميّة أن تتعاضد مع كاريتاس لبنان، عبر وضعِ مقرٍّ جديدٍ في خدمتها، نفتتحه اليوم بعد هذه الذّبيحة المقدّسة، ليكون لكاريتاس مكانُ خدمة وتعاضد، في سبيل دعم الإخوة في هذه المنطقة الحبيبة.

وإن كنّا مجتمعين اليوم، في هذا الأحد المبارك حول الإفخارستيّا، إنّما لنتذكّر ونحمل في صلاتنا مؤسّسة كاريتاس وكلَّ العاملين والمتطوّعين فيها، في اليوبيل الخمسين لتأسيسها في لبنان، خمسون عامًا من بذل وعطاء وتعاضد ووقوف إلى جانب إخوة المسيح الصّغار. أتوجّه باسمكم جميعًا إلى أخي الغالي، حضرة الأب ميشال عبوّد الكرمليّ، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، ومن خلاله إلى جميع مساعديه والعاملين في خدمة الرّابطة، طالبًا من الرّبّ أن يبارك جهودكم، وأن يمدّكم بالنّعم الكثيرة لكي تبقوا منارة في لبنان وفي هذه المنطقة العزيزة، تحملون في قلوبكم وفي عملكم محبة الله والقريب، نحو خمسين عامًا آخَر من خدمة ومحبّة."