الأباتي نجم: إلى متى جلجلة لبناننا؟ متى تكون قيامته؟
وللمناسبة ألقى الأب العامّ نجم عظة استهلّها بسؤال المريميّات وهنّ في طريقهنّ لتطييب جثمان المسيح في القبر: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟"، معلنًا أنّ يوم القيامة هو يوم الخلق الجديد، والمنطق الجديد، وهو يوم التّحدّي والدّعوة إلى التّتلمذ الحقّ، بالرّغم من كلّ الصّعوبات، فلا ضمانات ملموسة، ووحده كلام الرّبّ يكفي، والقبر الفارغ يشهد".
وأضاف الأباتي نجم: "القيامة دعوةٌ لقبول ما لا يُفهَم على نور العقل، هي دخول في علاقة مع إله قائم من بين الأموات يتحدّانا لا لنؤمن بقيامته فحسب، بل لنحيا واقع القيامة في حياتنا اليوميّة."
كما شدّد مضيفًا: "لا إمكانيّة للتّعايش بين الخوف وفرح الإيمان، إن كنت أؤمن أنّ المسيح قد قام، وأنّه يشركني في قيامته، فما من أمر يخيفني، لا الموت ولا الألم ولا الإضطهاد ولا الظّلم الاجتماعيّ ولا الفقر ولا الأمراض، فهي كلّها شرور نسبيّة تعبر ويبقى الإنسان القائم من بين الأموات، متّحدًا بيسوع القائم."
وعن لبنان الوطن الجريح والمتألّم قال الأباتي نجم معبّرًا: "ونحن اليوم في لبنان نحتفل بحدث قيامة السّيّد، ووطنا لا يزال على صليبه معلّقًا، منتظرًا الخلاص، مطعونًا برماح الفساد، مجلودًا بسياط قلّة الاكتراث، مكلّلة هامتهُ باكليل شوكِ قلّة العدالة الاجتماعيّة، دون رئيس يشكّل رمزَ وحدة شعبه بكافّة أطيافه، ومسؤولونا يستجدون العالم التّدخّل، وينتظرون مبادرات الدّول، غير قادرين على اللّقاء والتّفاهم بمفردهم، كأطفال قصَّرٍ ينتظرون كلمة الخارج، لا يعنيهم صراخ الأطفال الجياع، ولا دموع الأهل غير القادرين على تأمين خبزٍ يسدّ رمق أطفالهم، ولا المرضى يستجدون الدّواء على أبواب المستشفيات، ولا معدّل الجرائم الّذي يرتفع كلّ يوم أكثر. كلّهم، مثل بيلاطس، غسلوا أيديهم من دماء هذا الوطن الجريح، وكلٌّ يلقي تبعة دمه على الآخرين. إلى متى جلجلة لبناننا؟ الى متى يبقى هذا الحجر على قبرنا؟ متى تكون قيامته؟ متى يكون لوطننا الخلاص؟". وإختتم برجاء القيامة معلنًا: "لقد قام المسيح حقًّا، ومعه نقوم نحن ويقوم وطننا، حين نتخطّى معًا لحظات فشلنا ويأسنا وفسادنا وقلّة اكتراثنا بالآخرين الأكثر حاجةً. نقوم اليوم مع السّيّد القائم، حين نعرف كيف نحوّل صلبان حياتنا من آلة عذاب ويأس الى وسيلة خلاص".