الأباتي محفوظ: ينبغي علينا ونحن نعيش في قلب العالم أن نحمل عالم الله معنا والآخرين
وفي عظته، انطلق محفوظ من السّنة الإيمانيّة للكنيسة والّتي فيها "نتذكّر أحداث الرّبّ يسوع أو الأحداث الّتي تتعلّق بنا وبإيماننا، والّتي تبدأ اليوم بزمن الميلاد، ومن بعده زمن الدّنح، ونتابع لنصل إلى زمن القيامة والأزمنة الأخرى"، وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "هذا الأمر يجعلنا نفكّر أكثر فأكثر بحياتنا ومسيرتنا الزّمنيّة، أيّ الأيّام العاديّة وكيف علينا أن "نلوّن مسيرتنا اليوميّة بإيماننا. فلكلّ واحد منّا همومه ومشاغله ومصاعبه اليوميّة العاديّة. بأبسط أمورها، يدرك أنّه بحاجة لأن يتذكّر الله ويلتجئ لمراجع إيمانيّة بيوميّاته لتتلوّن بحضور الله، وهذا أهمّ الأسباب لتذكّر السّنة الطّقسيّة، فنؤكّد فيها ارتباطنا الإيمانيّ بالله ولتتلوّن يوميّاتنا بنكهة إيماننا ونكهة حضور الله معنا، لأنّنا بحاجة إلى هذا الأمر، ففي حياة كلّ واحد منّا مصاعب ومشاكل وهموم وعلينا أن نواجهها بالإيمان والرّجاء كمؤمنين لا أن نحبط أمامها.
من الطّبيعيّ أن نخاف، ومن الطّبيعيّ أيضًا أن نعيش همومنا ومصاعبنا اليوميّة ومشاكلنا اليوميّة، ولكن ليس طبيعيًّا أن نبقى راسين تحتها. وإذا كنّا مؤمنين حقيقيّين علينا أن نتذكّر وجود الله الدّائم في حياتنا إلى نهاية الدّور، وعلينا أن لا نخاف وأن نكمل مسيرة حياتنا بفرح ونلوّنها بحضور الله، كي لا يكون ديننا وإيماننا في مكان ويوميّاتنا العاديّة في مكان آخر، إنّهما معًا لايفترقان. ينبغي علينا ونحن نعيش في قلب العالم أن نحمل عالم الله معنا والآخرين.
إنّنا كمؤمنين حقيقيّين نملك مرجعًا أساسيًّا وثابتًا وقويًّا جدًّا كما سمعناه في الإنجيل قبل قليل أيّ "الصّخرة". قال يسوع لبطرس "أنت الصّخرة وعلى هذه الصّخرة سأبني كنيستي". ما يعني أنّ مرجعنا هو إيماننا. إيمان الكنيسة الّذي نتنوّر به من بطرس ومن خليفة بطرس عبر قداسة البابا أسقف روما وكلّ أسقف، مطران، شريك مع قداسة البابا، الّذي هو بشراكة معه في الإيمان. وهنا يتجلّى عمق الإيمان الّذي منحه لخلفاء بطرس عندما توجّه إليهم بقوله "كلّ ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السّماء، وكلّ ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السّماء".
وفي الختام، دعا الأباتي محفوظ إلى الصّلاة على نيّة البابا فرنسيس والبطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي وكلّ الأساقفة والرّهبانيّات وكلّ المؤمنين في الكنيسة "لنتجدّد يوميًّا بالتّقديس والإيمان والرّجاء".