الأباتي رزق صلّى في الميلاد من أجل الأطفال والمسنّين والعائلات
بهذه الكلمات استهلّ الرّئيس العامّ للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الأباتي إدمون رزق عظته في قدّاس ليلة عيد الميلاد في دير سيّدة اللّويزة- زوق مصبح، واصفًا ثمار هذا العيد المجيد.
وفي هذه الرّوحيّة تابع قائلًا: "تعب وإرهاق من السّفر: طريق طويل، وليل بارد، أمّ شارفت أن تلد، وأب ساهر يبحث عن ملجئ يأويهم... ولكنّنا لا نسمع أيّ تذمّر! لأنّ هذه العائلة الصّغيرة أسلمت نفسها للعناية الإلهيّة ولا تشكّ بأنّ الله معها، وتعرف أنّ في تدبير الله، سيكون كلّ خير وحقّ. ولا يجد الطّفل "العمّانوئيل" سوى مغارة صغيرة ومزود حقير يستقبل الهديّة السّماويّة.
هكذا كانت بداية حياة الرّبّ يسوع بين البشر، يرفضونه قبل أن يعرفوه...
لو علم أهل بيت لحم من هو طفل يوسف ومريم، أتظنّون أنّهم كانوا سيفتحون بيتهم له؟
من تكلّم عنه الأنبياء وانتظره شعب إسرائيل، "جاء إلى خاصّته، وخاصّته لم تقبله" (يو1:11). واليوم، هو يأتي إلينا. هل نقبله؟ وهل نفتح باب بيتنا له؟ يأتي إلينا بتواضع الحملان وبراءة الأطفال، وهو"الإله الجبّار، أب الأبد، رئيس السّلام!" يأتينا صغيرًا كي نقترب منه ولا نخاف. يأتينا بردانًا ومهجّرًا لأنّه بحاجة ليأوي عندنا. يعلّمنا ألّا نخاف من البرد والتّهجير. يأتينا نورًا كي تنير ظلمتنا به، يأتينا في عائلة كي يفهمنا أنّ العائلة لا تقهرها المحن إذا تماسكت بالإيمان والرّجاء والمحبّة.
في هذا العيد، تعالوا نجدّد لقاءنا بالمسيح، طفل المزود: نأتي إليه كما نحن، هكذا أتى الرّعيان إليه. نهلّل له مع ملائكة السّماء "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام". نسجد أمامه كالملوك المجوس ونهديه أجمل ما عندنا.
بولادة الابن، يصبح الله الآب قريبًا منّا جميعًا، ويصبح بالعمّانوئيل حاضرًا معنا وبيننا. فليمجّده كلّ واحد منّا ولنشكره ولنطلب منه السّلام الّذي ينادى به بنوع خاصّ في هذا اللّيل.
إنّ السّلام الحقيقيّ ليس توازنًا بين القوى المتعارضة. السّلام هو التزام يوميّ، وهو ليس بحالة بل عمل، دعينا لنشارك به.
اللّيلة نتأمّل بمغارة النّور والمحبّة، نقف أمام العائلة المنتصرة على الظّلمة لأنّ الله اختارها ليسكن بيتها. نصلّي من أجل كلّ الأطفال الّذين هم ضحايا الحروب والمسنّين الّذين يتعرّضون لسوء المعاملة والعائلات الّتي تشرّدت وتفرّقت. نضع عند المغارة ما يحزننا وما يعذّبنا، وننتصر بالّذي ترك عرش السّماوات ليكون أقرب منّا.
فليكن عيد الميلاد عيدنا جميعًا ولنفرح ولنشكر الرّبّ، ولنفتح له أبواب قلوبنا وبيوتنا ونلاقيه بطهارة فكرنا ونفسنا. ولد المسيح، هلّلويا!".