فنّ
18 تشرين الثاني 2016, 11:15

افتتاح معرض الأعلام اللبنانية في جونيه: إرادة الحياة للوصول إلى وطن حر أقوى من المؤامرات والمحن

افتتح مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس - الكسليك وبلدية جونيه، معرض الرايات والأعلام اللبنانية منذ البدايات حتى إعلانه علما رسميا للدولة اللبنانية، بعنوان "العلم اللبناني" عبر التاريخ، في مبنى القصر البلدي في جونيه، في حضور المطران أنطوان نبيل عنداري ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، العميد ميشال عواد ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، النائبين نعمة الله أبي نصر ويوسف خليل، سامي خويري ممثلا النائب سامي الجميل، شربل العلم ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش، ممثل رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك الأب جورج حبيقة حافظ المكتبة العامة مدير مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في الجامعة الأب جوزيف مكرزل وفاعليات.


بعد النشيد الوطني، تحدثت سهى تحومي وشددت على "أهمية العلم وعلى دور جامعة الروح القدس ومركز فينيكس في الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية وعلى دور رئيس بلدية جونيه في النهضة الإنمائية والثقافية لقضاء كسروان".

نعمه
ثم ألقى العميد الركن المتقاعد أدونيس جوزف نعمه كلمة أعرب فيها عن محبته لمدينة جونيه "هذه المدينة العزيزة على قلبي، جونيه، التي لعائلتي فيها جذور وذكريات، منذ أن كان أنسباؤنا الأقربون، آل عكر نعمه الديريون، يسكنون فيها، وكذلك عائلة صفا نعمه بشخص القاضي الراحل اسكندر صفا ونجله أديب مدير التشريفات في القصر الجمهوري على عهد رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري، وقائمقام كسروان الراحل يوسف عباس نعمه، فضلا عن أن والدتي، إبنة هذه المنطقة الكسروانية، قد تلقت علومها في مدرسة راهبات العائلة المقدسة في جونيه، ووالدي جوزف نعمه سكنها مطولا بحكم وظيفته فيها كضابط في الدرك".

وأشاد "بلفتة جامعة الروح القدس في الكسليك نحو هذا العيد بإقامتها هذا الاحتفال إحياء له، وهو ما يدل على تعلق اللبنانيين بعلم بلادهم الذي كان لوالدي ولي اهتمام خاص به بكتابتنا سوية تاريخ هذا العلم منذ نشأته في العصور البعيدة حتى اليوم، هذا التاريخ الذي يتجلى أمامكم الآن من خلال هذا المعرض الذي تقيمه الجامعة وتفسح له بلدية جونيه صدر قاعاتها، مما ليس غريبا عن بلدية يترأسها سليل العائلة الحبيشية الشيخ جوان، هذه العائلة التي لا يمكن كتابة تاريخ كسروان، لا بل تاريخ لبنان، دون الإشارة إلى دورها فيه، ومآثرها خصوصا في حقل الدين. كما كرمت هذه العائلة القديس جرجس بإقامتها ديرا على إسمه ما زال صرحا شامخا برعاية وليه الشيخ جوان، ويحمل صفة الدير البطريركي لأنه كان مقاما، في وقت من الأوقات للحبر الجليل الحبيشي البطريرك يوسف".

وهنأ اللبنانيين "بعيد علمهم الذي هو، مع النشيد الوطني، رمز بلادهم ورافع صورة أرزتهم على الصروح العوالي"، راجيا "أن يعود هذا العيد ولبنان منعتق من ظروفه الحرجة وعائد إلى حياة الرغد والسعادة والهناء".

يونس
بدوره القى المدير المساعد للمركز كارلوس يونس كلمة وقال:"أن نكتب تاريخ لبنان فهذا أمر ضروري وأساس. أما أن نجمع ونحافظ على التاريخ فهو واجب أخذناه على عاتقنا في مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس - الكسليك منذ العام 2008، لنفض الغبار والرماد عن ذاكرتنا الوطنية ورجالها ومؤسساتها، هادفين إلى الحفاظ على الماضي والتحضير للمستقبل وتكريم من أعطوا الكثير ولم يأخذوا إلا القليل".

تابع:"في هذا الإطار، لا بد لنا من تقديم أسمى آيات الشكر وعرفان الجميل للأستاذ جوان حبيش الذي واكب مشاريع مركز فينيكس منذ البدايات، وكان خير صديق لجامعتنا وللمركز حتى قبل ان يكون رئيسا للبلدية. فدعمنا في حفظ التراث اللبناني وما يزال وهو اليوم، يواصل عطاءاته البناءة في مدينة جونيه وعبر رئاسة إتحاد بلديات كسروان".

اضاف:"إضافة إلى أرشيف متصرفية جبل لبنان والأرشيف التاريخي لقائمقامية كسروان وأرشيف يوسف السودا وموريس الجميل والسفيرين مارون وجورج حيمري واستوديو بعلبك، فقد ضم مركزنا أرشيف المؤرخ جوزف نعمة الذي جمع أوراقه بنفسه ثم تابع نجله العميد أدونيس نعمه الإعتناء بإرث والده وأعطاه قيمةً مضافة عبر دراساته العلمية. وبعد هذا الجهد الأستثنائي وهب العميد نعمه المجموعة كاملة إلى مركز فينيكس حيث يعمل فريق متخصص على حفظها وتوثيقها لتكون بمتناول الباحثين والطلاب. لذا، ومن الأهمية بمكان واجب الاعتناء بالوثائق والسجلات والأفلام والصور. إلا أن هذا الأمر يتطلب جهدا ووقتا وكلفة عالية، وظروف حفظ خاصة على مدار الساعات والأيام".

وأكد "أن المركز يمد يده إلى الأشخاص والمؤسسات وأصحاب المجموعات التي توثق مرحلة هامة من تراثنا الوطني من أجل التعاون لحفظ هذا التراث وذلك، عبر تعقيمه وتصنيفه وترقيمه وتوصيفه، ومن ثم تصويره رقميا على غرار طريقة العمل والحفظ في دور الأرشيف العالمية. كل ذلك تحسبا لغدر الزمن وتواطىء الأيام".

وقال:"لقد أردنا من خلال هذا المعرض توجيه رسالتين: الأولى علمية لنستذكر الرايات والأعلام في مختلف مراحل تاريخ لبنان، والثانية وطنية وهي تذكير بالمراحل الصعبة التي مر بها هذا الوطن، وكم من جيوش مرت على أرضه ونكلت بأهله، عدا العذاب والجوع واللجوء إلى الكهوف والمغاور. إلا أن كل ذلك لم يؤثر في إرادة البقاء والصمود بوجه الغاصب والمحتل، لأن الحق أقوى من الباطل، ولأن إرادة الحياة للوصول إلى قيام وطن سيد حر مستقل أقوى من كل المؤامرات والمحن. فلنأخذ العبر من الماضي ولنكن دوما يدا واحدة وقلبا واحدا حفاظا على تراثنا وهويتنا وعلمنا وديمومة إستقلالنا".

حبيش
اما حبيش فقال:"قد تتغير الحضارات وقد تتنوع السياسات، وقد تتبدل اللغات وقد تختلف الأعلام والرايات لكن لبنان باق لأن ربه صانه لمدى الأزمان. نجتمع اليوم في عشية الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال دولة لبنان الكبير، وفي هذا المعرض للرايات والأعلام، التي رفعت على هذه الأرض - أرض لبنان - منذ أكثر من ثلاث ألفيات، تاريخ حافل يضج بحضارات وشعوب وعائلات، غني بالتجارب الآلهية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وها نحن هنا".

أضاف:"نحن هنا على أرض لا ترتاح، في عين عاصفة لا تهدىء منذ آلاف السنين، في محيط غير مستقر، نجح أباؤنا وأجدادنا أحيانا في منع أضراره عنا، إلا أنه وفي أحيان كثيرة استوردوه إلى الداخل اللبناني. ونحن اليوم على مفترق فيه خيارات عديدة وأمامنا تحديات كبيرة ببناء دولة لبنانية لشعب لبناني على الأرض اللبنانية بالجغرافيا المعهودة وبالنظام الذي يحافظ على كرامة الإنسان ويعطيه أمل بمستقبل. ورهاننا كبير على رأس هذه الدولة الرئيس العماد ميشال عون الذي نتمنى له التوفيق في مهامه التي عبر عنها في خطاب القسم منذ أسبوعين وهي تشكل خارطة طريق يجب أن تتضافر حولها القوى السياسية وتدفع بها إلى الأمام القوى الشعبية".

وختم:"لكي يكون وطني دائما على حق، يجب أن يكون كتاب الدستور عادلا لكل اللبنانيين وأن يشعروا بأنهم سواسية أمام أحكامه وأحكام القانون، وأن تكون الميثاقية مؤشر ثقة وتوازن بين مختلف العائلات، وأن نرى راية واحدة ترفرف على أرض لبنان، تعلو كافة الرايات والأعلام، وأن يكون لنا يوما وطنيا واحدا يختصر كافة الذكريات الوطنية، وأن تكون لنا ذكرى واحدة للشهداء اللبنانيين كل الشهداء اللبنانيين. حينها يكون لبنان، لبنان".

اشارة الى ان المعرض يستمر حتى 25 الحالي.