اطلاق المحطة الثقافية السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة في الديمان وسط حلة مسيحية اسلامية.
بداية، تحدث أمين سر رابطة قنوبين للرسالة والتراث الاعلامي جورج عرب أوضح في كلمته أن" سنة مريم هي أم الله وأم المؤمنين، واليوم تجمعنا صورة الثقافة الحقيقية، الصورة التي تناهض الخوف والقلق، ولقاء اليوم هو صوت المسيحيين محاطين بأم الله وحب الله لا يتغير. كما ان اللقاء هو صوت المؤمنين المسلمين وهذا ما يدل ان وادي قنوبين كان ولا يزال محطة استشراق تجمع المسيحيين والمسلمين".
بعد ذلك، تحدث الٱباتي أنطوان ضو عن أهمية العيش المشترك التي تجمع المسيحيين والمسلمين مؤكدا ان الديمان ارتدت مع اطلاق المحطة الثقافية لقاء مسيحيا اسلاميا تاريخيا بوجود مفتي طرابلس وسائر الشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار ممثلا بالدكتور هاشم الأيوبي. وهذا يأتي نتيجة الثمار التي أنتجها الشعار البطريركي" الشركة والمحبة".
مقابل ذلك، نوه الدكتور الأيوبي ممثلا المفتي الشعار بمسيرة البطريرك الراعي ومثنيا على مواقفه وثوابته الوطنية. مؤكدا ان ما يجري اليوم في المنطقة يحاول تشويه صورة الاسلام ويصفه بالاسلام المتطرف، لكن الاسلام ليس متطرفا بل هو دين سمح وهذا الوادي يشهد على عراقة العلاقة التاريخية التي تربط بين المسيحيين والمسلمين.
كما تليت العديد من الكلمات التي توجت بكلمة البطريرك الراعي قائلا:" اليوم بيت الذاكرة والأعلام هو للمحافظة على قيمنا وثقافتنا وما يحمي الدول هي ثقافتها. وان ما خلص لبنان من الحرب هو ثقافة العيش المشترك وعندما انتهت الحرب نسي اللبنانيون جراحتهم. لأن الثقافة هي التي تحمي الشعوب.
وأضاف غبطته، ان ما جرى في العراق وسورية واليمن والجرح الدائم في فلسطين هو نتيجة الامكانية الدولية التي تريد ان تطمس ثقافتنا وها هو بيت الذاكرة الذي نطلقه اليوم يدحض هذه الامكانية. وبالتالي علينا أن نقف سدا منيعا تجاه ما يجري كما ان الذيم يتعاطون الشأن السياسي وذات يوم أسميتهم" حطابين" لانهم يشقفون الشعب اللبناني، ومن المؤسف أن يكون العمل السياسي مبني على جهل لهذا التراث والثقافة اللبنانية التي نحييها اليوم. ومن هنا نصر على تربية أولادنا وشبابنا في الجامعات والمدارس، كما نصر أيضا على أن ثقافتنا الأساسية هي الأساس. انطلاقا من أن من ينسى تاريخه يجهل حاضره ويغيب.
وختم غبطته، نأمل من السياسيين ان يتعرفوا على ثقافتهم ويعودوا الى جذورهم وبمجيئكم اليوم تشعون نورا وسنعمل نحن واياكم على بناء هذا التراث مدماكا وراء مدماك".
بعد ذلك، تم اصدار أوبيريت صيف العام ٢٠١٨ من سنة مريم ام الله بعنوان" مرينا ضلي حكينا" من كلمات جورج عرب، وألحان البروفسور فؤاد فاضل، وانشاد جيسي جليلاتي، انطونيو شعيا، طوني بركات، وتقدمة أنطوان بخعازي وعائلته.
كما تم اطلاق الاصدارات الكتابية وتقديمها الى البطريرك الراعي وممثل المفتي الشعار والحضور وهي: مساعدات البطريركية المارونية في الحرب العالمية الأولى للٱباتي أنطوان ضو وتقدمة رشيد رزق، الجزءان الأول والثاني من سلسلة بشري في أوراق البطاركة، املاك دير سيدة قنوبين في العصر المملوكي، يوميات المطران أنطوان عريضة في الحرب العالمية الاولى، مخطوطات كنائس الجبة، قنوبين تأملات وأشعار". وقد تعذر تقديم كتاب أوقاف حدشيت في الحرب العالمية الثانية نظرا للتأخر في طباعته.
في حين، طغى حدث اطلاق" بيت الذاكرة والأعلام" دور المسيحيين في النهضة المشرقية على هذا اللقاء الروحي التاريخي الذي يشكل مساحة لقاء علمي ثقافي، تحييه ذكرى اعلام مغمورين منسيين أثبتتهم بيئة لبنان وسائر المشرق الفقيرة القاسية، ونثرتهم رسلا في العالم يحققون الانجازات.
ويعد هذا البيت، مركز توثيق لاعلام شرقيين ماضيهم فقر ومعاناة وطموح وحاضرهم نجاح والتزام بلبنان، ورسالة الشرق الحضارية المتجلية في حوار الحياة بين المسيحيين والمسلمين وعيشهم الواحد وشراكتهم في بناء تراثهم الانساني الثمين. ويولي المركز عناية بملف الحوار المسيحي الاسلامي.