فنّ
03 حزيران 2016, 10:30

احتفال ترنيمي مشرقي من الليتورجيات المارونية والبيزنطية والسريانية في الجامعة الانطونية

قدمت كلية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونية مساء أمس حفل سماع ترنيمي مشرقي من الكتاب المقدس ومن الليتورجيات المارونية والبيزنطية والسريانية والقبطية واللاتينية ومن الشعر الصوفي العربي بعنوان "مارانا تا" في كنيسة سيدة الزروع في الحرم الرئيس للجامعة في الحدت بعبدا برعاية مشتركة للمطران جورج خضر وللمطران سمعان عطا الله.

 

حضر الاحتفالية جمع من الشخصيات تقدمها المطران سمعان عطالله ومتروبوليت بيروت وتوابعها للسريان الأرثوذكس المطران مار اقليموس دانيال كورية ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ممثلا بالأب رومانوس جبران والأب الرئيس للجامعة جرمانوس جرمانوس ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي والنائب السابق مروان أبو فاضل ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ممثلا بغابي جبرايل ورئيس دير مار انطونيوس والمعهد الأنطوني الأب المدبر جورج صدقة والشاعر هنري زغيب والأديبة مي منسى والشاعر جوزف أبي ضاهر ووجوه أخرى، وجمع غفير من الناس.

وتسعى هذه الاحتفالية في عصر يهدد الجماعات الكنسية المشرقية في حضورها بحسب ما أكد عميد كلية الموسيقى وعلم الموسيقى الدكتور نداء أبو مراد إلى "الإضاءة على حيوية تلك الكنائس وعلى تجذرها الثقافي الروحي في أرضها ومشرقيتها، متحدة في المسيح يسوع. ويأخذ هذا السعي شكل برنامج ترنيمي مشترك، يحاكي ليتورجيات الكنائس المشرقية، في مسار جامع من البشارة إلى العنصرة، وعبر ترنيم مقتضب لروايات الميلاد والعشاء السري والصلب والقيامة، وصولا إلى النداء الآرامي الختامي للكتاب المقدس (سفر الرؤيا)، مارانا تا، أي "ربي تعال!". هذا وسلكت الاحتفالية مسلك حركية إنشادية تجددية، اعتمدت على أداء مرتجل ترنيمي وعزفي لأيات من العهد الجديد، تتشابك مع إنشاد الأحان التراثية الطقسية. وذهب هذا التشابك إلى حد توليد مساوقة متعددة الأصوات في أداء الترانيم المتنوعة الألسن الطقسية، يمكن اعتبارها نوعا جديدا مشرقيا من البوليفونيا (غير العمودية)، في انحداره من بعض الطقوسيات الكنسية الأنطاكية، واستلهامه مجريات الارتجال المتزامن في التوشيح والذكر. وأدى هذه الاحتفالية التي أعدها ولحنها وأدارها نداء أبو مراد (بالإضافة إلى عزفه على الكمان) أعضاء مجموعة الجامعة الأنطونية للترنيم الكنسي المشرقي، الوافدون من مشارب متعددة، يجمعهم السعي إلى تجدد متأصل عبر مسلك التقليد التأويلي الموسيقي، وذلك في سياق عملهم في كلية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونية، وهم محمد عياش (ترنيم وعود) ومخايل الحوراني (ترنيم بيزنطي)، ونجوى حبشي (ترنيم سرياني) كما كانت مشاركة لافتة أيضا للأب يوسف فخري الأنطوني".

أما برنامج الاحتفالية فاستهل مع الدخول وارتجال التقاسيم وعزف التقديسات الثلاث السريانية المارونية تبعه البشارة مع ترنيم مرتجل من مطلع إنجيل لوقا، وإنشاد من التراث الغريغوري اللاتيني، ثم كان الميلاد وإنشاد أراميس عيد الميلاد الأرثوذكسي، وسلسلة ألحان ميلادية سريانية مارونية ("سبحوا الكلمة"، "عمونو موريو"، إلخ.) وسريانية أرثوذكسية، بالتزامن مع ترنيم من مطلع إنجيل يوحنا، ثم إنشاد قصيدة ميلادية لمحيي الدين بن عربي؛ بعدها كان العشاء السري مع ترنيم الكلام الجوهري بحسب الطقس السرياني الماروني؛ فالصلب وإنشاد وعزف ألحان "سوغيتو" و"بحاد بشبو" المارونيين، بالتزامن مع ترنيم من إنجيل لوقا، ثم لحن "غلغثه" القبطي و"بصفرخ ربو" و"يعقوبيتو" و"دحتو لو نحتي"، ومن إنجيل يوحنا، بالتزامن مع إنشاد لحن "سوغيتو" الماروني، ثم إنشاد من تقاريظ رتبة جناز المسيح الأرثوذكسية ثم كانت القيامة وترنيم من رواية إنجيل يوحنا لقيامة السيد المسيح من بين الأموات، تنتهي بفقرة من قانون الفصح البيزنطي فالعنصرة "مارانا تا" وترنيم مرتجل من خاتمة رؤيا يوحنا.

تجدر الاشارة الى أن هذه الاحتفالية ستقدم في كنيسة القديس روكز في باريس، في 13 و14 تشرين الأول 2016، بدعوة من دار ثقافات العالم.