لبنان
14 حزيران 2021, 13:30

إيليّا عون كاهن جديد على مذابح أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك

تيلي لوميار/ نورسات
منح راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش سرّ الكهوت للشّمّاس الإنجيليّ إيليّا عون، خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، شارك فيه لفيف من الإكليروس، بحضور عدد من الفعاليّات وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران درويش عظة قال فيها: "عندما قرّرت مع المسؤول عن الدّعوات في الأبرشيّة الأب جوني أبو زغيب والشّمّاس إيليّا عون تاريخ الرّسامة الكهنوتيّة، بدأت أمازح الشّمّاس وأسأله من وقت إلى آخر: هل أصبحت جاهزًا للذّبح وهل أصبحت مستعدًّا لتقبل الوديعة وفي كلّ مرة كان يبتسم ويجيبني أنا جاهز منذ زمن.

الحقيقة أنّ الكاهن هو فعلاً رجل ذبيح على هيكل الرّبّ، على مثال يسوع يقدّم ذاته ذبيحة من أجل الآخر، يُضحّي ويعمل من أجل أن تكون لهم حياة الله بوفرة.  

الرّبّ هو الّذي يختار الكاهن كما يقول أرميا النّبيّ: "قال لي الرّبّ: "قبل أن أصوّركَ في البطن اخترتكَ، وقبل أن تخرجَ من الرَّحِمِ كرَّستكَ" (أر1/4).  

كلمات الرّبّ لإرميا تتوجّه اليوم للكاهن الجديد قبل أن يرتسم على مذابح الأبرشيّة، فالرّبّ أحبّه ودعاه وحمله في قلبه وربطه بحبّه وأخذه بيده منذ صغره وهيّأ والده ووالدته لكي يقدّماه إلى الكنيسة.

ليس من السّهل أن يصير الإنسان كاهنًا في هذه الأيّام، فالمدعوّون كثيرون، كما يقول يسوع، لكنَّ الّذين يلبّون الدّعوة هم قليلون.

الأب إيليّا هو الكاهن التّاسع الّذي أرسمه خلال هذه السّنوات العشر وهذا فرح كبير لي أن أقدّم لكنيستنا ولأبرشيّتنا كاهنًا جديدًا مليئًا بالحماس ومستعدًّا للتّفاني بالخدمة. فمنذ الصّباح أفكّر بماذا أشبّه لكم الشّمّاس إيليا المزمع أن يصير اليوم وفي هذه الذّبيحة كاهنًا. لم أجد أجمل من قصّة التّلميذين اللّذين كانا متّجهين سيرًا على الأقدام إلى بيتهما من أورشليم إلى بلدتهما عمّاوس، والبلدة تبعد بحدود (10 كلم) عن أورشليم. آمن التّلميذان بأنّ يسوع هو المخلّص لكنّه عندما صُلب شعرا بأنّ رجاءهما ذهب مع الرّيح went up in smoke فقد كان صلب المسيح يناقض المنطق البشريّ، لكن غريب انضمّ فجأة إليهما وهما في الطّريق وقال لهما: "ما هذا الحديث الّذي تخوضان به وأنتما سائران" (لو24/16) فأخبراه عن يسوع النّاصريّ وعمّا فعله وتكلّم به وكيف صلبه رؤساء كهنة اليهود.

إنّ رسالة الكاهن تقوم بأن يرافق النّاس مثل يسوع في طرقهم الحزينة والموحّدة والمفرحة، يسمعهم، يُصغي إليهم، يؤاسيهم، يبثُّ فيهم الرّجاء، يشرح لهم الكتب المقدّسة، يفتح أعين إيمانهم ويساعدهم ليتعرّفوا عند كسر الخبز على المسيح القائم. هل يوجد أجمل من هذه الرّسالة؟ أن تكون مثل يسوع..

عندما يتكلّم بولس الرّسول عن دعوته، يتهلّلُ فرحًا، فقلبه هو الّذي يتكلّم، فالمسيح استولى عليه ودعاه لِيُبشّر: "دعاني بنعمته وكشفَ ابنه فيَّ لأبشر" (غلا1/15).

وضع بولس الرّسول خطًّا واضحًا للكاهن فعليه أن يتذكّر دائمًا أنّ الله دعاه ليبشّر بتعاون وثيق وتضامن مجّانيّ مع أبناء الكنيسة فهو مؤتمن على البشارة. كما عليه أن يكون خادمًا لا يتأثّر بحكم النّاس وانتقاداتهم، فلا مديحهم ولا كلامهم البطّال يؤثّران به ولا يزعزعان ثقته بالله ولا بكهنوته.

أهنّئ الشّمّاس برسامته، كما أهنّئ والديه جوزف ورولا وأشكرهم على هذه الهديّة الّتي قدّماها للكنيسة، كما أشكر أخويه ساسين وشربل، والشّكر الكبير لزوجته باتريسيا الّتي ستكون إلى جانبه في خدمته الرّسوليّة.

برسامتك اليوم ينتهي دورنا، أريد أن أسلّمك للعذراء مريم، أمّ الكنيسة وأمّ الكاهن وأقول لها: "هوذا أبنكِ" وأنت بدورك خذها إلى خاصّتك...  

الشّكر لله لأنّه قاد الشّمّاس إيليّا، الكاهن الجديد إلى المذبح والشّكر للأخوة الكهنة الّذين رافقوه ليصل إلى هذه الدّرجة السّامية. لكم جميعًا أيّها الأخوات والأخوة سلام الرّبّ ونعمته. آمين".

وفي نهاية القدّاس، شكر الكاهن الجديد عائلته والمطران درويش والكهنة وأهل زحلة على دعمهم ومحبّتهم، وسأل الجميع الاستمرار بالصّلاة من أجل لكي يبقى أمينًا لهذه الدّعوة الّتي دعاه الله إليها.

يُذكر أنّ قدّاس الأب إيليّا عون الأوّل سيكون يوم الأحد المقبل، عند الحادية عشرة صباحًا، في كنيسة سيّدة النّجاة، في مسقط رأسه غدراس.