دينيّة
18 تشرين الثاني 2012, 22:00

إيفان وحده رأى السيدة والجميع شعروا بفرح عارم لحظة ظهورها

(جيهان خوند - نورسات) عندما تتوغل الحروب وتشتد، وعندما تعصف رياح الشك وينسحب التشاؤم على الحياة ويمتص بريقها ورجاءها يصبح من الضروري إيجاد فسحة سلام وهدوء تعود فيها النفس المضطربة لمناجاة ربها والاتكال عليه، فتزول الشكوك وتقوى العزيمة على مواجهة الشر بالخير والتسلح بالايمان والرجاء.

ليس صدفة أن تقبل ماريا، وهي إحدى الشهود الستة على ظهورات العذراء في ميديغورية، المجيء إلى لبنان في آذار الماضي وأن تدعو شخصيا الشاهد إيفان للمجيء هو أيضا، بالرغم من أن الدعوة وجهت له من عشرين عاما و لم يلبها.

تأملوا في سر العذراء التي لا تنفك تقول في رسائلها: لو كنتم تعرفون كم أحبكم لكنتم بكيتم من الفرح. هذا الفرح ملأ بالأمس أرجاء الصرح البطريركي في بكركي، حيث غص بالمؤمنين الذين أموه طالبين نعمة السلام و تلمس الحضور الأمومي الساطع. إيفان وحده رأى السيدة، لكن الجميع شعروا بفرح عارم لحظة ظهورها. صلوا الوردية بحرارة، هذه الصلاة الأحب إلى قلب مريم. رنموا الترانيم و توسلوا أن تمنحهم أم الله نعمها وبركاتها. " انّ القديسة مريم تدعو الى السلام والحقيقة والحب"، هذا ما أعلنه إيفان في شهادته بعد أن ودع العذراء، على أمل لقاء قريب.
 
هذه المشهدية المؤثرة أعادت البطريرك بشارة بطرس الراعي إلى حدث البشارة، إذ شدد في عظته أثناء القداس الذي تلا الظهور، أنه منذ اللحظة التي قبلت عطية الآب أصبحت ملكة السلام لتلد أمير السلام، الذي وبقبولنا له، نلتمس هبة السلام لوطننا وللمنطقة الشّرق أوسطيّة، ونعلن التزامنا ببناء السلام كلّ يوم مع الله ومع ذواتنا ومع كلّ إنسان.
 
إن حضور العذراء ليس مناسبة عابرة بل تجربة يومية وشخصية، والايمان هو تصديق المعجزات الإلهية التي لا تتوقف. إذا دعونا نتخطى كل ما من شأنه أن يحصر إيماننا بالماديات لننفتح فعلا على حب الله.