العالم
13 حزيران 2024, 11:30

إنهاء عمالة الأطفال: دعوة لحماية الفئات الأكثر ضعفًا

تيلي لوميار/ نورسات
يسلّط اليوم العالميّ لمكافحة عمالة الأطفال الضوء على القضيّة المستمرّة المتمثّلة في تعرّض ما يقرب من 1 من كلّ 10 أطفال في أنحاء العالم أجمع لعمالة الأطفال، وهي آفة تؤثّر بشكل خاصّ على المجتمعات المهمّشة مثل المهاجرين واللاجئين والأطفال المتجر بهم، كما نقلت "أخبار الفاتيكان".

 

الطفل الذي لا يستطيع أن يحلم، والذي لا يستطيع أن يلعب، لا يمكن أن يكبر. هذا هو سلْبُ الأطفال مستقبلهم وبالتالي سلب الإنسانيّة مستقبلها. وهذا انتهاك لكرامة الإنسان".

تردّد صدى كلمات البابا فرنسيس هذه، التي تفوّه بها ضمن مؤتمر حول عمالة الأطفال في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، في 12 من حزيران/ يونيو 2024، حينما احتفل العالم باليوم العالميّ لمكافحة عمالة الأطفال.

احتفل العالم، هذه السنة، بهذا اليوم بمرور 25 عامًا على اعتماد الاتّفاقيّة حول "أسوأ أشكال عمالة الأطفال"، تحت عنوان "دعونا نعمل على الوفاء بالتزاماتنا: إنهاء عمالة الأطفال!"

على الرغم من أنّنا نحتفل باعتماد الاتّفاقيّات الموضوعة لمكافحة الواقع المروّع لعمالة الأطفال، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، علمًا أنّ طفلًا من بين كلّ عشرة أطفال حول العالم، يعاني بسبب هذه الآفة، مع إجبار بعضهم على القيام بأعمال خطرة من خلال الاتّجار.

ما هي عمالة الأطفال؟ من هم ضحاياها؟ ما الذي تمّ القيام به وما يمكن فعله لمنعها؟  

وفقًا لمنظّمة العمل الدوليّة، "عمالة الأطفال" هي العمل الذي يسلب الأطفال طفولتهم وإمكاناتهم وكرامتهم، ويضرّ بنموّهم البدنيّ والعقليّ. وتشمل المهام التي تكون خطرة عقليًّا أو جسديًّا أو اجتماعيًّا أو أخلاقيًّا وضارّة بالأطفال، و / أو تعطّل تعليمهم عن طريق منع الحضور إلى المدرسة، أو إجبارهم على ترك المدرسة مبكرًا، أو جعلهم يتغيّبون عن المدرسة بسبب العمل المفرط والشاق. ويعتمد تصنيف العمل على أنّه "عمالة أطفال" على عمر الطفل، وطبيعة العمل وساعاته، وظروفه، وأهداف البلد المحدّد، وتختلف عبر البلدان والقطاعات وداخلها.

وكالعادة، فإنّ الأطفال الأكثر عرضة لخطر الوقوع ضحايا عمالة الأطفال هم الذين يشكّلون جزءًا من المجتمعات المهمّشة. ووفقًا لليونيسيف، يشمل هؤلاء الأطفال المهاجرين واللاجئين، الذين اقتلع الكثير منهم بسبب الصراع أو الكوارث أو الفقر. وهم يخاطرون بإجبارهم على العمل وحتّى الاتّجار بهم، خصوصًا إذا كانوا يهاجرون بمفردهم أو يسلكون طرقًا غير نظاميّة مع أسرهم.

بالمثل، كثيرًا ما يقع الأطفال المتجر بهم ضحايا لعمالة الأطفال ويتعرّضون للعنف وسوء المعاملة وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان. وبالنسبة إلى الفتيات، فإنّ خطر الاستغلال الجنسيّ يلوح في الأفق بشكل كبير، في حين أنّ جماعات القوّات المسلّحة قد تستغلّ الفتيان، خصوصًا في مجال التجنيد.

تعمل منظّمات مثل اليونيسف ومنظّمة العمل الدوليّة بلا كلل لضمان أن يكون الأطفال جميعهم في مأمن من العنف وقادرين على النموّ مع أسرهم.

وتدعو الكنيسة الكاثوليكيّة إلى ما لا نهاية إلى وضع حدّ لعمالة الأطفال حول العالم. وكثيرًا ما كرّر البابا فرنسيس أنّ الأطفال يجب أن يكونوا أطفالا. وقال: "دعونا نفكّر في هؤلاء الأطفال، الذين يجوبون في مقالب القمامة بحثًا عن شيء مفيد للتجارة أو البيع".  

واختتم قائلا: "لا يسعني إلّا أن أؤكّد أنّ هذا يؤثّر على كلّ واحد منّا لأنّنا جميعًا أعضاء في عائلة إنسانيّة واحدة كبيرة".