علوم
10 تشرين الأول 2022, 06:45

إلتهاب المفاصل الروماتويدي والحمل

تيلي لوميار/ نورسات
إليك ما تجب معرفته عند تفكيرك في إنجاب طفل ثم أثناء الحمل وبعد الولادة.

يعد التخطيط لإنجاب طفل حدثًا مهمًا في حياة المرأة.هناك بعض الأسئلة المتداولة عالميًا التي تطرحها المرأة باستمرار حول الحمل: هل سأعاني من غثيان الصباح الشديد؟ 

هل يجب أن أنجب بولادة طبيعية أم ولادة قيصرية بتأثير التخدير الموضعي؟ 

أي نوع من الحفاضات هو الأفضل؟ 

لكن إذا كنت مصابةً بالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، فمن المحتمل أن يكون لديك بعض الأسئلة المختلفة عن تلك التي ذكرت سابقًا، مثلًا: 

هل سيؤثر مرضي أو دوائي على نمو طفلي؟ 

هل ستزداد الأعراض سوءًا أثناء الحمل؟ 

هل سيؤثر التهاب المفاصل على ولادتي؟ 

هل سأكون قادرةً جسديًا على رعاية طفلي الجديد؟ 

تقول ميهريت بيرو تلابي أستاذة أمراض الروماتيزم والمناعة السريرية بجامعة بيتسبرغ: "في معظم الحالات، قد تكون الإجابة على هذه الأسئلة مُطمئِنة تمامًا". 

التخطيط للحمل 

يقول الدكتور بيرو طالبي: "تشير الأبحاث إلى أن بعض النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي يجدن صعوبة في الحمل أكثر من النساء غير المصابات بالمرض، مع ذلك عليكِ دائمًا افتراض أنكِ تتمتعين بالخصوبة إلى أن يقيّمك الطبيب". 

إن التخطيط لما قبل الحمل مهم ويجب أن يشمل كلاً من أخصائي أمراض الروماتيزم وأخصائي أمراض النساء والتوليد، كما تقول الدكتورة بيرو طالبي: "نحن نعلم أنه يُسيطَر على التهاب المفاصل الروماتويدي عند العديد من النساء، لكن تجب السيطرة على التهاب المفاصل الروماتويدي لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر قبل محاولة الحمل لتجنب المخاطر. 

قد تكون النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي غير المنضبط أكثر عرضةً لخطر الإصابة بمضاعفات مثل الولادة المبكرة والأطفال الصغار مقارنة بعمر الحمل. قد يزيد هذا من احتمالية أن يحتاج الطفل إلى مزيد من الرعاية الطبية في وقت مبكر من الحياة. 

يقول الدكتور بيرو طالبي عن تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي والأدوية على الطفل: "نظرًا لأن السيطرة على التهاب المفاصل الروماتويدي تتطلب عادةً عقاقير مضادة للروماتيزم معدلة للمرض (DMARDs)، فهناك دور لاستخدام DMARD الآمن قبل وأثناء الحمل". مع ذلك ليست كل DMARDs آمنة، الميثوتريكسات على سبيل المثال يجب إيقافه قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل بسبب قدرته على التسبب في تشوهات خلقية. تجب مناقشة الأدوية الأخرى مع أخصائي الروماتيزم وموازنة المخاطر والفوائد الفردية. 

رغم احتمال إصابة طفلك بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو أي مرض مناعي ذاتي آخر، من المهم جدًا أن تتذكري أن العديد من النساء المصابات بأمراض المناعة الذاتية لديهن أطفال أصحاء لا يصابون بالتهاب المفاصل أو أي نوع آخر من أمراض المناعة الذاتية. 

نشاط المرض أثناء الحمل 

قد تكون السيطرة على المرض أسهل عندما تكونين حاملاً. وجدت مراجعة للدراسات المنشورة في عدد 1 مارس/آذار 2019 من مجلة أمراض الروماتيزم أن نشاط المرض قد تحسن عند 60٪ من مريضات التهاب المفاصل الروماتويدي أثناء الحمل وانتشر عند 46.7٪ بعد الولادة. يعتقد الأطباء أن هذا يرجع إلى التغيرات الهرمونية وتغيرات الجهاز المناعي التي تحمي الجنين والتي تعد مفيدة لمرض التهاب المفاصل الروماتويدي أيضًا. 

رعاية المولود الجديد

يقول الدكتور طالبي: "من المحتمل أن تشعري بنوبة شديدة بعد الولادة وتعاني الكثير من التعب. لذلك من المهم أن تفكر النساء المقبلات على الحمل في أنظمة الدعم الخاصة بهن ويتأكدن من وجودها في مكانها قبل الولادة". 

الحمل: تسعة أشهر كاملة 

إن كانت الأدوية التي تتناولينها أثناء الحمل تتحكم في مرضك فمن المرجح أن يطلب منك طبيبك الاستمرار في تناولها طوال فترة الحمل. 

تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي على الولادة 

إن كان التهاب المفاصل يؤثر على ظهرك أو وركيك، فقد تلاحظين المزيد من الألم في هذه المفاصل مع نمو طفلك كما يزداد الضغط عليها. 

يقول الدكتور طالبي: "ما لم يكن لديك تشوهات في المفاصل في منطقة الحوض، يجب ألا يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على قدرتك على الولادة الطبيعية. 

لكن تجدر الإشارة إلى أن الولادة القيصرية ليست أكثر شيوعًا عند النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي". تُظهر الأبحاث أن ارتفاع نشاط المرض أثناء الحمل يزيد من مخاطر الولادة المبكرة وهنا يجب اللجوء إلى الولادة القيصرية. 

إذا أصبح المرض أكثر نشاطًا أثناء الحمل أو ظهرت أية مضاعفات، فتحدثي مع طبيب النساء والتوليد للتعامل مع هذه الحالات عالية الخطورة. 

التخطيط لرعاية مولودك الجديد 

من المهم أثناء الحمل التخطيط للمساعدة التي ستحتاجينها بعد الولادة. حتى إذا تمت السيطرة على مرضك جيدًا، فقد تكونين مجهدةً أكثر من الأمهات الجدد الأخريات، لذلك من المحتمل أن تحتاجي إلى مساعدة إضافية بمجرد ولادة الطفل. 

القدرة على الرضاعة الطبيعية 

يقول الدكتور بيرو طالبي: "لا يوجد دليل على أن التهاب المفاصل الروماتويدي يخفض إنتاج الحليب". مع ذلك، فإن بعض النساء يعانين من الألم عند محاولة حمل أطفالهن للرضاعة الطبيعية، خاصةً إذا لم يتم التحكم في التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل جيد. لا يمكنك نقل التهاب المفاصل الروماتويدي إلى طفلك عن طريق الرضاعة الطبيعية، بينما يمكنك نقل بعض الأدوية. العديد من الأدوية آمنة للاستخدام في الرضاعة، كما أن مرور الأدوية عبر حليب الأم يكون منخفضًا نسبيًا في كثير من الحالات. 

صحة الطفل 

لا تعني إصابتك بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن طفلك قد يصاب بمشاكل صحية. إذ أنه ليس مرضًا وراثيًا. يقول د. بيرو طالبي: "لمجرد أن المرأة مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي لا يعني أن أطفالها سيصابون بالالتهاب". 

نشاط المرض 

إذا تحسن التهاب المفاصل الروماتويدي أثناء الحمل، فقد يتفاقم في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة إذ تعود الهرمونات والجهاز المناعي إلى حالة ما قبل الحمل. 

رعاية الطفل 

يعتبر الاعتناء بنفسك أمرًا مهمًا وذلك عن طريق: 

تناول أدويتك بانتظام

تناول طعام صحي 

أخذ قيلولة عندما يغفو الطفل 

إحصلي على المساعدة من شريكك وعائلتك وأصدقائك الموثوق بهم وحتى المساعدة المدفوعة إن لزم الأمر. 

 

الأمومة مهمة صعبة وتستمر مدى الحياة، ولكنها تمنح أفراحًا فريدةً من نوعها. يمكن أن يساعد الاعتناء بنفسك الآن في ضمان قدرتك على رعاية طفلك في السنوات القادمة.

 

المصدر: ناسا بالعربي