علوم
19 تشرين الثاني 2021, 10:03

إكتشاف "حاجز" هائل بين مركز درب التبانة وبحر الأشعة الكونية

تيلي لوميار/ نورسات
فريق من علماء الفلك يتوصلون إلى اكتشاف يتمثّل بوجود حاجز في مجرة درب التبانة، والباحثون يصفون التأثير بأنه "حاجز" غير مرئي يلتف حول مركز المجرة ويحافظ على كثافة الأشعة الكونية.

قام فريق من الباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم في نانغينغ بالتحقيق في خريطة لأشعة غاما المشعة - وهي أعلى شكل من أشكال الطاقة في الكون، والتي يمكن أن تنشأ عندما تصطدم جسيمات عالية السرعة تسمى الأشعة الكونية. مادة عادية - نسف داخل وحول مركز مجرتنا.

وكشفت الخريطة أن شيئاً ما بالقرب من مركز المجرة يبدو أنه يسرع الجسيمات إلى سرعات مذهلة - قريبة جداً من سرعة الضوء - ويخلق وفرة من الأشعة الكونية وأشعة غاما خارج مركز المجرة. ومع ذلك، حتى عندما "ينفخ" مركز المجرة عاصفة مستمرة من الإشعاع عالي الطاقة في الفضاء، فإن شيئاً ما بالقرب من قلب مجرة ​​درب التبانة يمنع دخول جزء كبير من الأشعة الكونية من أجزاء أخرى من الكون.

وصف الباحثون التأثير بأنه "حاجز" غير مرئي يلتف حول مركز المجرة ويحافظ على كثافة الأشعة الكونية هناك وهي أقل بكثير من مستوى خط الأساس الذي شوهد في جميع أنحاء مجرتنا. بعبارة أخرى، يمكن للأشعة الكونية أن تخرج من مركز المجرة، لكنها تجد صعوبة في الوصول إليها.

يقع مركز المجرة على بعد حوالى 26 ألف سنة ضوئية من الأرض في كوكبة القوس. وهو مكان كثيف ومليء بالغبار، يضم أكثر من مليون مرة عدد النجوم لكل سنة ضوئية مثل النظام الشمسي بأكمله - وكلها ملتفّة حول ثقب أسود هائل تبلغ كتلته حوالى 4 ملايين ضعف كتلة الشمس.

ولطالما اشتبه العلماء في أن هذا الثقب الأسود ، المسمى Sagittarius A ، أو ربما بعض الأجسام الأخرى في مركز المجرة، تقوم بتسريع البروتونات والإلكترونات إلى سرعة قريبة من سرعة الضوء، ما يخلق أشعة كونية تنطلق في جميع أنحاء مجرتنا وما بعدها إلى الفضاء بين المجرات.

وتنتشر هذه الأشعة عبر الحقول المغناطيسية لمجرتنا، ما يخلق محيطاً من الجسيمات عالية الطاقة والتي تكون متماثلة تقريبا في الكثافة في جميع أنحاء مجرة ​​درب التبانة. ويعرف هذا باسم "بحر الأشعة الكونية".

وقارن الباحثون في دراستهم الجديدة كثافة الأشعة الكونية في هذا البحر بكثافة الأشعة الكونية داخل مركز المجرة. حيث لا يمكن رؤية الأشعة الكونية بشكلٍ مباشر، ولكن يمكن للعلماء العثور عليها في خرائط أشعة غاما للفضاء، والتي تُظهر بشكلٍ فعّال مكان اصطدام الأشعة الكونية بأنواع أخرى من المادة.

 

المصدر: الميادين نت