إفتتاح مركز TERRA SANTA TAUSPORT - مار فرنسيس والسلطان في الميناء
بداية النشيدان الوطني والأراضي المقدسة عزفهما كورال جامعة اللويزة بقيادة المايسترو خليل رحمة، ثم ألقت عريفة الاحتفال الإعلامية ليا معماري كلمة شكرت فيها كل المشاركين، "بخاصة الأب كاليلا الذي كان له دور ريادي وجهود جبارة في تحقيق هذا الحلم لأهالي وشباب وشابات مدينة الميناء وجوارها"، وقالت: "هذه الملاعب الرياضية والقاعات الثقافية سيستفيد منها كل ابأناء المنطقة، وستحدث تغييرًا نوعيًّا على الصعد كافة، لاسيما في المجالات الرياضية والاجتماعية والثقافية، وستكون القاعات الثقافية مساحة للتلاقي والحوار والتفاعل بين مختلف المجتمعات المدنية والأهلية والرياضية".
كاليلا
ثم ألقى الأب كاليلا كلمة قال فيها: "بكلمات قليلة اليوم، أريدها أن تكون كلمة شكر، وبما أن كل خير يأتي من الله، نريد أن نشكره معًا لأننا وصلنا إلى هذا اليوم. إن تدشين مركز رياضي هو ترويج لهذا النشاط ويترجم الرغبة في السير معًا، كما الفن والموسيقى هما لغتان مشتركتان بين الشعوب، بالإضافة إلى الرياضة".
أضاف: "أردنا تسمية مركز Terra Santa Tausport - مار فرنسيس والسلطان لنتذكر اللقاء التاريخي منذ ثمانمائة عام بين مار فرنسيس والسلطان الملك الكامل في دمياط ليكون مثالًا للأخوة لنا جميعًا".
وشكر "كل الذين تعاونوا معنا والتزموا لإنجاح هذا المشروع".
وتمنى أن تكون هذه المناسبة "أمنية في التعايش الأخوي الدائم والسلام في طرابلس، في لبنان، في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع".
باتون
بدوره حيّا الأب باتون "باسم حراسة الأرض المقدسة جميع السلطات المجتمعة الحاضرة في هذه المناسبة"، شاكرًا للحضور "الدعم المقدّم لتحقيق ذلك المركز لتنمية وتطوير الشباب المرتبط بديرنا الفرنسيسكاني ووجودنا التاريخي هنا في طرابلس".
ووصف هذا المركز بأنه "مركز تطوير مهارات الشباب، وهو مرجع لشباب طرابلس والميناء حتى يطوروا قدراتهم وطاقاتهم وينموها".
وتابع: "نحن نعلم أنه بوسع الرياضة أن تساعد الشباب على التعبير عن إمكاناتهم في اتجاهات متعددة: الاتجاه الأول هو التطوير الذاتي من خلال التدريب والتمرين، والذي لا يقتصر على ممارسة الرياضة البدنية فحسب، بل هو أيضًا تدريب ما هو أبعد من حدود الذات. إنه تمرين يعبر عن جميع الإمكانات الموجودة في الشخص، مع قبول التعب والالتزام اللذين يؤديان إلى تحقيق أهداف المرء نحو أسلوب حياة أفضل.
- الاتجاه الثاني هو التعاون الذي يتم اكتسابه بخاصة عندما نمارس الرياضة بروح الفريق. من المهم جدًا تثقيف الشباب حول انضباط في روح الفريق، وتثقيفهم للتعاون، وقبول بعضهم البعض، وتثقيفهم حول الثقة المتبادلة والاستدامة المتبادلة من أجل الوصول إلى هدف مشترك. اتجاه النمو هذا مهم جدًا لأنه يذكرنا بأن الرياضة هي مدرسة لفن العيش معًا.
- الاتجاه الثالث هو التنافس المخلص مع الاحترام الواجب للآخرين ضمن احترام القواعد. تذكرنا الرياضة بأن أبعاد التعاون والمنافسة لا يستبعد أحدهما الآخر. ومع ذلك، يجب أن تتم المنافسة أيضًا مع احترام الآخرين الذين هم خصوم في الرياضة، ولكن ليسوا أعداء. في الرياضة، يساعدنا الخصم على النمو لأنه – بالتحديد - يجبرنا على مواجهة أنفسنا معه. إن التعاون يجعلنا ننمو، ولكن المنافسة أيضًا تساعد في نمونا عندما يكون الأمر صحيًا، لأن الآخر يصبح هو الشخص الذي يساعدنا على تطوير أنفسنا تحديدًا، لأننا ملزمون بمواجهة أنفسنا والتنافس مع الآخرين. إلى جانب ذلك، يجب أن تعلمنا المنافسة في الرياضة احترام القواعد، وقبل كل شيء قاعدة الولاء. أولئك الذين يفوزون بدون احترام قواعد اللعبة، هم الذين يفوزون بالغش أو الاحتيال، هم في الواقع خاسرون ويخسرون في الرياضة. من ناحية أخرى، من يفوز باحترام القواعد يساعد الآخرين على تقدير قيمة المنافسة المخلصة التي، في نهاية المطاف، تجعل الجميع ينمون، حتى أولئك الذين لم يفوزوا، لكنهم ساعدوا أنفسهم على العيش بشكل أفضل؛ أي الحياة بفضل منافسة مخلصة".
وأردف: "يعدّ المركز الذي نفتتحه ثمينًا ليس فقط لما يقدّمه في مجال الرياضة، ولكن أيضًا لما يقدّمه وسيقدّمه لاحقًا من خلال الجوانب الشاملة للثقافة والتعليم. أما الثقافة فتعني على وجه التحديد مساعدة الإنسان، وخاصة الشباب، على إبراز القدرات والمواهب التي تلقوها. إن التعليم من خلال الثقافة يعني المساهمة في تطوير وعي الفرد وقدرته على قبول جمال الفن والتعبير عنه، على سبيل المثال، جمال الموسيقى. إن التثقيف من خلال الثقافة يعني أيضًا أن نقدّم للشباب الأدوات التي تساعدهم على تطوير قدراتهم حتى يتمكنوا من الحصول على المزيد من سبل الادماج في المجتمع كأبطال، وبالتالي تقديم مساهمتهم في نمو وتقدم بلدهم. إن التعليم من خلال المعرفة يعني مساعدة الشباب على تنمية هذا الانفتاح في العالم بأسره، وهو ما تفضّله وسائل الإعلام ودراسة اللغات في الوقت الحاضر. التثقيف يعني مساعدة الشباب على توجيه قدراتهم وحريتهم وإرادتهم نحو مصلحتهم الشخصية ونحو الصالح العام. وبالتالي، فإنّ المركز التعليمي والثقافي هو مبادرة ذات قيمة كبيرة للمجتمع وهدية ثمينة يجب أن نرحب بها بامتنان، ونساعد على النمو مع تحمل هذه المسؤولية ومزاولتها بشغف".
وقال:" باسم حراسة الأرض المقدّسة، أودّ أن أتقدّم بأطيب تمنياتي لجميع الشباب الذين سيأتون إلى هذا المركز للرياضة والتعلم والتعليم والثقافة، حتى يتمكنوا من الاستفادة القصوى من هذه المناسبة التي يتم تقديمها لهم، وهي أن ينموا بطريقة أكثر انسجامًا وكاملة".
وختم: "يبدو لي أنه من المهم أن يعرف المعلّمون كيفية الترحيب بالشباب الذين يأتون إلى هنا، ولكن أيضًا يجب عليهم الذهاب والبحث عن أولئك الشباب الذين يحتاجون إلى ما يمكن أن يقدّمه هذا المركز لنموهم. بالنسبة إليّ، من المهم أن يعرف أخصائيو التوعية كيفية إشراك أولئك الذين يترددون على هذا المركز بحيث لا يشعر أي شخص بأنه غريب أو مُستبعَد، ولكن يمكن للجميع الشعور بالأهمية والتقدير، حتى أولئك الذين لديهم قدرات أقل أو الذين يتعين عليهم بذل جهد أكبر، حتى أيضًا أولئك الذين هم أكثر هشاشة. باسم حراسة الأرض المقدسة".
بومباردييري
وفي الختام، ألقت السفيرة بومباردييري كلمة حيّت فيها "السلطات المدنية والرئيسية الحاضرة، بخاصة الأب باتون حارس الأرض المقدّسة والأب كويريكو لتحقيق هذه المبادرة، في مدينة الميناء التي تعاني مثل مدينة طرابلس، وهذه المدينة ليست فقط مدينة الإيمان إنما هي أكثر من ذلك، هي مكان للقاء والتجمع والحوار، مكان يعبّر عن قيم التكافل، للنشاطات المتعددة التي تقيمها للمعوزين، كما يعبر أيضًا عن قيم حرّيّة الروح والنفس والتعبير الفنّي والثقافي" .
أضافت: "يستقبل هذا المكان ويخصّص مساحة للرياضيين والموسيقيين أو الفنّانين، والفن هو لغة خاصّة لا يتقنها إلّا أصحابها، وهو أيضًا فرصة للقاء وتعبير سليم وتطوير الذات في روحيّة المجموعة".
وتابعت: "أريد أيضًا أن أقول أن طرابلس وشبابها يستحقون أكثر من هذه المبادرة، علينا أن نرتب مناسبات عديدة للقاء، للتعاطي الثقافي كما أيضًا لتدريب حرفي وعملي ونشاطات اجتماعية واقتصادية وثقافية، وهذه المدينة غنية بالمواطنة الطرابلسية التي علينا بلورتها ودعمها" .
وأشارت إلى أن "السفارة (الإيطالية) هي بصدد دراسة مبادرات جديدة لطرابلس، منها ثقافية واقتصادية" .
وأردفت: "إن دير الأرض المقدّسة حاضرة ومستمرة لكونها شريكًا في هذه الأوقات الصعبة، حيث الأزمة الاقتصادية تسيطر وبقساوة على الناس الأكثر فقرًا، وحين يسيطر اليأس يصعب العيش ويسهل الرحيل من هذه الأرض بطرق سويّة للبقاء على قيد الحياة" .
وختمت السفيرة الإيطالية: "أنا أؤمن بأنّ واجب الجميع هو المساهمة لإعطاء حجّة أكبر للبقاء في أرضنا - في الوطن- حجّة صالحة أكبر من تجربة الرحيل من الوطن ومواجهة الخطر أو مواجهة قدر غير أكيد وغير مستقر" .
بعد ذلك، جال الجميع على المنشآت، ثم أقيم كوكتيل على شرف المشاركين.