متفرّقات
28 نيسان 2022, 05:15

إفتتاح المعرض التكنولوجي التربوي الخامس في عين نجم

الوكالة الوطنيّة للإعلام
إفتتح المعرض التكنولوجي التربوي الخامس تحت عنوان Edutech 2022: مستقبل التربية، برعاية وزير التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عباس الحلبي، في مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في عين نجم، بحضور عضو لجنة التربية النيابية النائب إدغار طرابلسي، رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة، عضو اللجنة الأسقفية الأم ندى طانيوس والهيئة التنفيذية، مستشار وزير التربية للشؤون التربوية البروفيسور منير ابو عسلي والفريق العامل في وزارة التربية والمركز التربوي، نقيب المعلمين رودولف عبود ، رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو، المدير العام لجمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله، عمداء ومدراء كليات التربية في الجامعات الخاصة في لبنان، رؤساء المؤسسات التربوية وممثليهم في اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، رؤساء إتحادات لجان الأهل، المعلمين، أصحاب الشركات الداعمة للمعرض وشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وروحية وتربوية، ممثلي وسائل الإعلام.

بداية، قالت عريقة الإحتفال الإعلامية ريتا شمعون: "إننا نعيش في عصر تكنولوجي يتطور بسرعة ومن لا يواكب التطور يفوته القطار، لذلك علينا أن نتطور معه بسرعة لكي نواكب إستخدام الإبتكارات الحديثة ونستفيد من منافعها من أجل صمود ونجاح مؤسساتنا التربوية أمام المنافسة العالمية. وهذا يتطلب منا إكتساب الخبرات والمهارات التطبيقية واستخدام التقنيات وحل المشاكل التي لم توجد بعد في مناهجنا فيما التوجه العالمي هو نحو التعلم الذكي الذي يستخدم أحدث طرائق التعليم لإنتاج جيل يستطيع أن يواكب تطورات العصر".
رحمة 
بدوره، قال رحمة: "نحن نضع هذا المعرض وكل عملنا تحت عناية الله. عندما يموت الإنسان ويتوقف قلبه يشتعل دماغه ولا سيما الذاكرة فيه. حضور الله في حياتنا اليوم يجعلنا نرى أن ربنا موجود، وبنظري هو موجود لأن وحدها العناية الإلهية تحفظ وجودنا ووقوفنا على أقدامنا لأن كل الظروف المحيطة بنا كلبنانيين، طبيعية أو متعمدة، هي غير طبيعية البتة، لكننا لا نزال صامدين ونعتصم بالرجاء لحضور الله في وطننا ووسط شعبنا، وفي حياتنا، بإيماننا".
أضاف: "الطفل الذي أعطانا إياه الله في العائلة والذي نحمل مسؤوليته في الحقل التربوي هو مستقبل لبنان. وتبين أنه قادر على اكتساب المعارف وتنطبع فيه المعلومات بطريقة أسرع عبر وسائل التكنولوجيا، منه بالوسائل التقليدية العادية؛ من هذا المنطلق هو يسبقنا ويسبق الكبار بإمكانية الإستيعاب والإستفادة والمتابعة".
وتابع: "أتمنى على مجلس البحوث والإنماء أن يتجه بجرأة ومن دون خوف نحو استعمال التكنولوجيا في برامجنا التربوية، وتشجيع من يكتبون وينجزون المناهج على إدراج التكنولوجيا فيها، كي نتمكن من توفير عناء سنة أو سنتين من حياة التلميذ، فدول كثيرة سلكت هذا المسار".
وحيا "كل المؤسسات في لبنان والخارج على جرأتهم وقوتهم ونضالهم على استعدادهم لتطوير إمكانيات الطالب اللبناني من أجل تربية أجيال على مستوى آمال وتحديات لبنان".
وختم: "نحن على مفترق طرق فإما نستسلم أو تصمم على الوقوف مجددا واضعين أيدينا بيد الرب والعناية الإلهية. علينا التشبث بسر الله لكي نكون أكثر إنسانية والإستقاء من العلم لأنه يساعدنا على بلورة الإنسان الذي فينا".

نصر 
وقال الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر: "إن عنوان المؤتمر يحمل تساؤلات عدة: ما هو مستقبل التربية في لبنان؟ أنستمر في التدهور الحاصل أم نستفيق من كبوتنا لنحافظ على التربية كسد مينع في وجه كل معتد على أرضنا وكرامتنا؟".
أضاف: "إني وانطلاقا من هذه الأسئلة الإستراتيجية، أستغل المناسبة لأوكد موقف الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية من الأمور التالية:
أولا: إن الأمانة العامة تحيي جهود معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي وتقدر له كل مساعيه الحميدة لتبقى التربية قلبا نابضا بالحياة رغم الفرملة العامة التي يعيشها البلد في مختلف القطاعات. وإذا ما استمر نبضان قلب التربية، فلا خوف على حياة لبنان. نعم يا معالي الوزير، أنتم رجل إستثنائي في زمن إستثنائي، تعالج كل شيء بالصبر والحكمة والحوار والتروي وتسعى الى بث روح التوافق والإلفة بين كل مكونات الوطن الواحد وتعطي كل ذي حق حقه ولا تتردد في اتخاذ القرار حيث ومتى وجب.
نحيي جهود كل العاملين في حقل التربية والتعليم وكل ذوي الإرادة الصالحة والنوايا الطيبة الذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية دفع عجلة التربية الى الأمام. وهذه المسؤولية لا تبدو بالأمر السهل في ظل الأزمة الإقتصادية الحادة التي يمر بها الوطن. لا بل إنها تتطلب جهودا إستثنائية وإرادة صلبة وإنتماء متجذرا في الهوية الوطنية وقناعة واضحة بأن لبنان هو وطن نهائي لكل أبنائه وتعاليا فوق جراح الماضي وتصفية للقلوب وتشابكا للأيدي. ولبنان لا ينقصه من يجمعون بين الكثير من هذه الصفات ولا تنقصه لا الكفاءات ولا الأدمغة ولا المخططون ولا الرؤيويون.
ثانيا: إن الأمانة العامة تعود لتؤكد اليوم وأكثر من أي يوم مضى على الحاجة الماسة لبناء رؤية مشتركة لتسهيل مهمة تطوير المناهج الحالية وهي تبقى أبوابها مشرعة للتشاور الدائم مع وزارة التربية والمركز التربوي والمؤسسات التربوية بغية التوصل الى تسوية وحل يرضى به جميع الأطراف ولا يكون لمصلحة فريق دون الآخر. فلبنان لا يحكم إلا بالتوافق والتفاهم الداخلي. وقد تكون الفرصة ما زالت سانحة لنقوم بخطوات جريئة وتفاهمات غير مسبوقة لننقذ التربية من دياميس الجمود والتردي والتدهور الحاصل.
ثالثا: إن الأمانة العامة تعتبر أن التكنولوجية اصبحت وسيلة ضرورية وحتمية لتطوير التربية والأرتقاء بها الى أعلى قمم الجودة والعبقرية والإبتكار، والوصول الى تعلم أفضل وأكثر فعالية ومرونة وإدراك، وإستشراف مستقبل واعد وتحسين نظام التعليم بطرق متنوعة ومتعددة تبعاً للأهداف الموضوعة ومحتوى أكثر جاذبية، وتأمين حق التربية على الإبتكار للجميع وتحقيق العدالة الرقمية الرشيدة. فالتكنولوجيا تتيح للمعلم أن ينوع طرقه ليبدع في عطائه ويبتكر في أساليبه ويقنع في شروحاته، وتنمي عند الطالب مهارات القرن الحادي والعشرين فتعده الإعداد الحسن لينخرط بكل جدارة في سوق العمل وتسهل أيضا على الأهل  مهمة بلوغ الهدف في الجصول على تربية نوعية لأولادهم وهي تعطي المؤسسات القدرة على المكننة والمأسسة والمحاسبة والحوكمة الرشيدة.
رابعا: إن الأمانة العامة تنظر الى التربية المدعومة بالتكنولوجيا كأداة كفيلة بأن تعيد الى لبنان وهجه العلمي والثقافي السابق وموقعه المتميز على خريطة العالم العربي وتحافظ على تراثه التاريخي المشرقي المشرق، بعد أن كان لبنان يعتبر من بين أكثر البلدان تطورا وتقدما في مجال التربية والتعليم. من هنا الدعوة الى كل المؤسسات التربوية لركوب غمار التطور والإستعانة بأفضل الخبرات العالمية لتأمين أفضل حلول للمشاكل الطارئة كالتسرب المدرسي والفاقد التعلمي والتدني في المستوى التعليمي.
خامسا: إن الأمانة العامة تشد على أيدي القيمين على التربية في لبنان للحفاظ على مستوى لائق من الشهادات الرسمية، المتوسطة والثانوية، لضمان جودة التعليم من جهة وتزويد الطالب بجواز سفر يخوله الدخول الى أرقى جامعات العالم. فلا نتعرض، كما حصل في السابق ولأكثر من مرة، لانتكاسات الربع الساعة الأخيرة فيذهب التعب سدى وتتبدد أحلام طلابنا الذين طالما راهنوا على الإستثمار في التربية والتعليم كما في سائر الدول الأكثر تقدما وحضارة".
نخلة 
وقال مدير قسم التكنولوجيا في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية مؤسس ومنظم معرض ومؤتمر Edutech جوزف نخلة: "كي تتحكم بناصية التغيير عليك بمعرفة خريطة الوصول "Know How" وامتلاك الأدوات اللازمة لتطبيق الأهداف. من هنا كانت بداية فصول مؤتمر ومعرض EDUTECH سنة 2017 والمستمر بنسخته الخامسة، كرافعة مستدامة لقطاع التربية والتعليم من خلال تشابك التربية والتكنولوجيا علنا نساعد في سد الفجوة الرقمية، وتعزيز مجتمعات المعرفة الشاملة للجميع".
أضاف: "عكس شعار المؤتمر هذا العام "مستقبل التربية" حرص الامانة العامة على مشاركة الخبرات واستعراض أحدث ما توصلت إليه الابتكارات التكنولوجية التعليمية والدراسات الأكاديمية والميدانية وصولا إلى تفعيل محطات التعليم النوعي في المدارس تحت عنوان الريادة والإبداع".

وعدد أهداف مؤتمر ومعرض EDUTECH 2022 كالاتي:
"اطلاع الرأي العام في المجتمع على مشروعات التربية والتعليم وإشراكه في قضاياه، وإخراج قضايا التربية وما يدور فيها من أفكار وتوجهات من نطاق الغرف المغلقة إلى فضاء التداول العام، ليعرف الرأي العام ما يحدث في أهم مؤسسة من مؤسساته الوطنية، وهي المؤسسة المسؤولة عن إعداد أجيال مستقبله.
تنمية المعلمين المهنية ورفد ميدانهم بالخبرات والتكنولوجيات الجديدة، وقد رسخ المؤتمر على مدى سنين مضت أهمية التنمية المهنية، وكان رافدا مهما لتنمية قدرات المعلمين وتطوير مهاراتهم ومعارفهم، ومشاركتهم في صنع القرار التربوي، وابراز الجهود العلمية الحديثة وآخر ما توصلت الية البحوث والدراسات في مجال مناهج التعليم.
المساهمة في رفع مستوى جودة البحوث العلمية ومواكبة متطلبات العصر في المجال الأكاديمي والانتاج العلمي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطويره والاستفادة من التجارب والخبرات المحلية من قامات ونخب وخبراء وباحثين من الجامعات والمدارس والمؤسسات التربوية اللبنانية بكافة ألوانها وأطيافها والدولية في التعليم الرقمي  ضمن تطوير المناهج وتطبيقها على ارض الواقع.
المساهمة في وضع الاطر العامة التي تساعد في معالجة القضايا التربوية والتعلمية بموضوعية وشفافية وابداع".
وقال: "من هنا يتطلع المؤتمر إلى جمع التجارب والخبرات الوطنية والعالمية حول كيفية استخدام التعليم كوسيلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، علما ان أهداف التنمية المستدامة المقترحة مطروحة للتطبيق في العالم اجمع على نحو متزايد، فقد انتقل التركيز بعيدا عن الوجهة الاقتصادية فقط للتنمية، انما لعرض أكبر شمل الركائز الثلاث للاستدامة الا وهي: البيئة والمجتمع والاقتصاد. ومع هذا التركيز الجديد، يأتي الاعتراف بأن أدوات السياسة أو الحلول التكنولوجية وحدها لن تكون كافية، فإن التعليم أمر بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة. وبات دور التعليم، بما في ذلك، التدريب وبناء القدرات، والتواصل وزرع الوعي العام، والبحث العلمي، وادخال واستخدام التكنولوجيات الحديثة، وتبادل الحصول على المعلومات والشبكات والشراكات، الاستراتيجية الرئيسية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة".
وعرف باللجنة التي أشرفت على محاور ندوات المؤتمر: ألاخت مارلين يوسف، الدكتور ميلاد سبعلي، الدكتور فوزي بارود، الدكتورة كاتيا ليان "متغيبة"، وزينه أبو مارون.
مكرزل 
وتحدث رئيس جمعية المعلوماتية المهنية كميل مكرزل عن الشراكة الإستراتيجية ل PCA (شركة كمبيوتر متخصصة) في ال Edutech، وقال: "اتصل بي الاستاذ نخلة من نحو شهرين، لإعلامي بتنظم المؤتمر كما في كل عام، فقلت له إن هذا يشكل تحديا كبيرا في الظروف التي يعيشها لبنان، ولكني كما أعلم جيدا أن الصعوبات اليومية التي تواجه الأب يوسف نصر والأستاذ جوزف نخلة هي للتجاوز والبرهان هو حضورنا هنا اليوم مفتتحين Edutech على أمل أن يكون معرضا مفيدا ومثمرا للجميع".
ثم تطرق الى الشراكة الإستراتيجية، فأشار الى "محاولة ال PCA (تقديم الدعم لبناء تكنولوجيا التربية في هذا القطاع تحديدا"، وقال: "بدأنا العمل في هذا النطاق من نحو أربع سنوات مستعينين بخبراء تكنولوجيين عديدين في لبنان وشكل باكورة المبادرات التي نفذناها توقيع مذكرة تعاون مع مؤسسة تربوية بالغة الأهمية هي(BESA). وهي تضم 400 شركة بريطانية متخصصة في تكنولوجيا التربية والتعليم وسمحلت لنا مذكرة التعاون أن نكون على تماس مع هذه الشركات ومكنت الشركات اللبنانية المتعاطية بتكنولوجيا التربية والمعلومات من أن تحصل على تبادل خبرات واسع النطاق مع أهل الإختصاص العالميين".
أضاف: "تلا ذلك في العام 2020 وللمرة الأولى أن يكون ل PCA مشاركة في أهم معرض للتكنولوجيا في العالم، معرض BeT المتخصص، شاركنا فيه للإطلاع على أحدث التقنيات واستقدامها مع الخبرات من لندن. وشاركت في المعرض تسع شركات لبنانية وحظيت مشاركتنا بأصداء أجنبية وعربية إيجابية. بعد ذلك وقعنا مذكرات تعاون عديدة مع كبرى المؤسسات التربوية في العالم الذين أتوا بالإفادة الكبيرة لقطاع التربية في مجال التكنولوجيا كي نكون على إطلاع بأحدث ما هو متداول تكنولوجيا في العالم. تبع ذلك مشاركة في Expo 2020 في دبي، حيث أقمنا تشبيكا مع حوالى عشرين دولة عربية برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وسنقوم بزيارات لهذه الدول من أجل نقل أحدث التقنيات المتبعة تربويا من البلدان العربية الى لبنان، ومن لبنان إليها".
وأعرب عن "فخر PCA بكونها شريكا استراتيجيا في معرض Edutech 2022".
الحلبي 
أما وزير التربية فقال: "هذه المرة الثانية التي تتيح لي فيها الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أن أقف على منبرها. المرة الأولى غداة تسلمي حقيبة وزارة التربية والتعليم العالي وهي كانت أول مناسبة أطل فيها. ويبدو، عشية الرحيل، دعتني مرة ثانية. يبدو".
أضاف: "الحقيقة، ماذا عساي أن أقول في حضرة أركان العائلة التربوية؟ ما سمعته اليوم أعطاني الإلهام للتحدث بمواضيع أخرى غير تلك التي حضرتها وأردت التطرق إليها".
وتابع: "سئل أحد المشايخ في ضيعتنا: كل جيل يأتي أفضل من الجيل الذي سبق. فقال: لأن أقل المائتين يحمل شهادة بريفيه. وفهمكم كفاية".
وقال: "يبدو في المشهد التربوي أن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تذهب عكس السير. البلد يتخبط في أزمات بالغة العمق، وهو خرج حديثا من فاجعة إنسانية كبرى، الزورق الذي غرق بمن فيه والعناية الإلهية التي أنقذت البعض، البلد مشدود عصبه عشية الإنتخابات النيابية، وقد لا تغير كثيرا في المشهد السياسي والإنتخابي ولكن هذه التجارة الرابحة في كل موسم انتخاب، نشد العصب لنستجمع الصفوف، لتعود الطبقة السياسية تنتج أفرادها".
أضاف: "وإذا بي بقدومي على الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في هذا المبنى الأنيق والموقع الرحب، فأجدها تطرح مواضيع تربوية في هذا الجو، الذي لا يبدو جو تربية، في البلد، بل جوا سياسيا، جو نكد، جوا تخريبيا ممنهجا لضرب المؤسسات في الدولة، في هذا الجو أرى الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تجمع كل أركان العائلة التربوية وكنت مرتاحا لحضور كل هذه الأسماء التي جمعها أبونا يوسف، للبحث في موضوع. وأنا كوزير تربية علي أن أطرح أمامكم وتحت أنظاركم ما أشعر به من مخاطر في استمرار النظام التربوي في لبنان، ما قبل الجامعي والتعليم العالي  لأننا تلهينا كثيرا في الفترة السابقة في مواجهة متطلبات المعيشة ومعالجة تداعيات الأزمة المعيشية على أوضاع المعلمين والمدارس والأهل والتلامذة، ولا سيما التلاميذ الذين يدفعون الضريبة في التعليم الرسمي نتيجة الإضطراب الذي حدث في السنة الدراسية الحالية. لاحظنا ان تلامذة التعليم الرسمي قاصرون عن اللحاق بكامل المنهاج، وأنا أجول على المدارس الرسمية في كل المناطق، فهناك عدم مساواة في نسب تحصيل العلم بين المدارس".
وتابع: "المدرسة الخاصة بفضل معلميها وصبرهم توصلوا الى استكمال المناهج المطلوبة ولكن في كلا القطاعين الرسمي والخاص السؤال الأساسي والمركزي: ما هو مصير العام الدراسي المقبل؟. نحن قلقون مما يمكن أن يكون عليه وضع تلامذتنا ومدارسنا، مؤسساتنا التربوية بشقيها العام والخاص، وهم الذين يتحملون القسم الأكبر من هذا العبء الكبير نتيجة الظروف الإقتصادية والمالية والنقدية، ولم نر الى الآن أفقا لحلول ناجعة تؤمن للمدرسة الخاصة الإستمرار وللتعليم الرسمي الإستقرار".
وأردف: "أتمنى عليكم مساعدتي في التفكير إزاء هذه المخاطر التي تواجهنا بشأن السنة المقبلة وهي على الأبواب. هل يستطيع المعلم في المدرسة الرسمية أو الخاصة الإستمرار؟ هل يستطيع الأهالي في المدارس الخاصة تحمل زيادات الأقساط؟ هل المؤسسات التربوية الخاصة تستطيع أن تستمر بموازنات تتغير فيها كلفة الأعباء كل يوم؟ هل يستطيع التعليم الرسمي أن يصمد في ظل إنهيار مفهوم الدولة في مؤسسات الدولة؟ أسئلة لا يستطيع وزير التربية أن يجد لها الحلول وحده".
وقال: "من هنا أستغل هذه الفرصة، وأتمنى أن تخصصوا لذلك محورا، وأنتم تتحدثون عن مستقبل التربية، فهو يختلف بين ظروف عادية وظروف خطيرة واستثنائية كالتي نجتازها  ولا حلول قريبة في الأفق. وكل ما كان بصدد التشريع ينتظر المجلس الجديد. أتمنى على منظمي المؤتمر تخصيص وقت لدراسة كيف يمكن مواجهة مخاطر استئناف الدراسة في السنة المقبلة وأنا سأقوم بكامل مسؤولياتي حتى آخر لحظة في الوزارة".
أضاف: "منذ تسلمي لمهامي في وزارة التربية كان الهم العودة الحضورية للتلامذة الى المدارس، وأعتقد أننا كسبنا في هذا بالرغم من كل المعارضة. هناك ضرر يلحق بتلامذة المدرسة الرسمية ومعاناتهم جراء الإضرابات، فهم يتوقون لمتابعة تحصيلهم العلمي الذي تحول الظروف دونه".
ثم تطرق الى موضوع المناهج، شاكرا الحاضرين على إسهاماتهم في عملية تطوير المناهج الرسمية، وقال: "نحن نفتح يدنا وعقلنا لكل ملاحظة، فهذا الموضوع وطني بامتياز، وينبغي أن يحظى برضى الجميع كي يمر. ومن هذا المنطلق أعتقد أن ما سلكنا به الى الآن من انفتاح على كل الآراء، وآمل العودة الى مسيرة تطوير المناهج بعد تجاوز هذه المراحل وبات وقتها قريبا".
أضاف: "موضوع الجامعة اللبنانية بالغ الأهمية، وآسف لأن لا تبت قضايا الجامعة اللبنانية داخل الجامعة، فلو كانت العملية أكاديمية لكانت الجامعة أدرى بشعابها، وقادرة على إيجاد الحلول المناسبة لإنصاف جميع المكونات، دون التفريط بمستوى الكفاءة الأكاديمية".
وكشف عن محاولته "في كل جلسة لمجلس الوزراء، طرح ملفات الجامعة اللبنانية"، واصفا "حظ رئيس الجامعة الذي عين في هذا الظرف بالعاطل، كمثل حظي، ولكننا نتعاون في ما بيننا وأنجزنا مرسوم دخول الأساتذة في الملاك، ومرسوم المدربين، ومرسوم التفرغ، واقترحت تعيين العمداء الذي تأخذ بالاعتبار التوزيعات المناسبة".
وقال: "الآراء الأخرى في هذا الموضوع أدخلتنا في بازار جديد بصراحة، وموضوع العمداء لم يبت رغم مسعاي الذي لا يزال قائما، وجديا، لإنجاز مجلس جامعة تستطيع الجامعة أن تواكب فيه قضاياها وما أكثرها، ولا سيما موازنة الجامعة التي تبلغ 360 مليارا والدولة اللبنانية عاجزة عن زيادة الإعتمادات للجامعة اللبنانية، التي هي في حالة مأساوية وسقوطها، لا سمح الله، فاجعة كبرى للتربية والتعليم العالي والبلد".
ووعد بأن "تطرح مراسيم الجامعة في أول جلسة وزراء تعقد وأن يفصل ملف العمداء العالق بسبب الخلاف على تعيين بعض العمداء".
وقال: "طرحت هذه المواضيع لأقول إنكم مسؤولون مع الوزير عن ملف التربية، وآمل أن يكلل مؤتمركم ومعرضكم بالنجاح وأن تثمر كل جهودكم بما تنتظرونه وأنتم في المدارس الكاثوليكية في طليعة المبادرين".
وفي الختام تسلم الحلبي درعا تقديرية، وتوجه برفقة الحضور لافتتاح المعرض الذي يستمر اليوم ويومي الخميس والجمعة، من الثانية بعد الظهر حتى السابعة مساء.