مصر
26 تشرين الثاني 2019, 06:55

إفتتاح المؤتمر السّابع والعشرين لمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك في المعادي- القاهرة

تيلي لوميار/ نورسات
إنطلقت أعمال المؤتمر السّابع والعشرين لمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك، بعنوان "الإعلام في خدمة الإنجيل"، والّذي يُعقَد بضيافة بطريركيّة الأقباط الكاثوليك، في دار مار إسطفانوس بالمعادي- القاهرة، مصر.

شارك فيه: بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الموارنة الكاردينال بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك السّريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك كريكور بيدروس العشرون، بطريرك بابل على الكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو الّذي أناب عنه المدبّر البطريركيّ للكلدان في مصر الأب بولس ساتي نظرًا للظّروف الصّعبة في العراق، نائب المدبّر الرّسوليّ لبطريركيّة اللّاتين في القدس المونسنيور يوحنّا كلداني، أمين عامّ مجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك الأب خليل علوان، القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة السّريانيّة الكاثوليكيّة الأب حبيب مراد، الأب نادر حدّاد، ولفيف من المطارنة.

سبق افتتاح المؤتمر، إقامة صلاة الغروب في كنيسة القدّيس لاون شفيع الإكليريكيّة- المعادي- القاهرة، شارك فيها، إلى جانب البطاركة، المطارنة أعضاء مجلس المطارنة الكاثوليك في مصر، وممثّلون عن مختلف الكنائس في مصر ورهبان وراهبات.

بعد الصّلاة، ألقى البطريرك ابراهيم إسحق سدراك كلمة رحّب فيها بالبطاركة وقال فيها:

"مع التّرحاب أوَدّ أن أؤكِّد لكم تضامننا في الصّلاة من أجل كلّ ما يجري في بلادنا بالشّرق، وخاصّة في العراق ولبنان وسوريا والقدس طالبين من الرّبّ أن ينعم بسلامه وأمانه وأن تؤول كلّ الأمور إلى خير أبناء أوطاننا وكنائسنا.
فرحة كبيرة أن نلتقي معًا بمناسبة اجتماع مجلس بطاركة الشّرق السّابع والعشرين، وأن تحظى كنيستنا الكاثوليكيّة في مصر بهذا الشّرف وهذه الفرحة، وأن يكون موضوع اجتماعنا هو "الإعلام في خدمة الإنجيل".
جزيل شكري وتقديري لكلّ مَنْ ساهم في الإعداد لهذا الاجتماع على كلّ المستويات. الرّبّ يكافئ تعب محبّتهم بكلّ بركة ونعمة وصحّة".
ثمّ عرّف بمجلس بطاركة الشّرق الكاثوليك مستعرضًا أعمال المؤتمر والموضوع المطروح قائلاً:
إنّ موضوع اللّقاء: "الإعلام في خدمة الإنجيل".

يوم اخترع الهاتف قيل إنّ العالم أصبح "قرية صغيرة"، واليوم فإنّ تقنيات وسائل الاتّصال الاجتماعيّ تقدّمت بشكلٍ مذهل جعل الكون "غرفة مستديرة" لا يخفى فيها شيء على أحد.
ومن ثمّ فإنّ هذا التّقدُّم الرّقميّ أصبح واقعًا يفرض ذاته علينا وعلى العالم أجمع. وهو هبة للبشريّة، وبالتّالي للكنيسة المكلّفة بإعلان الخلاص للخليقة كلّها، متى كان استثماره محفّزًا على التّواصل البنّاء من أجل نشر حضارة المحبّة والسّلام وثقافة الاحترام المتبادل والتّكامل بين الأشخاص والثّقافات.
والكنيسة كأمّ ومعلِّمة واعية بأهمّيّة ومسؤوليّة وسائل التّواصل الاجتماعيّ وكذلك بما تمثِّله من تحدّيّات ومخاطر على الأفراد والجماعات.
وقد أولى المجمع الفاتيكانيّ الثّاني هذا الموضوع أهمّيّة، ترجمها بإصداره وثيقة خاصّة له بعنوان "وسائل الإعلام الاجتماعيّ".

ومن هذا المنطلق تتابعت جهود البابوات في إصدار الرّسائل بمناسبة اليوم العالميّ لوسائل الاتّصالات الاجتماعيّة، علاوة على الرّسائل الرّسوليّة ووثائق المجلس الحبريّ لوسائل الإعلام والاتّصال الاجتماعيّة.
يبدو جليًّا من الاطّلاع على هذه الوثائق أنّ الكنيسة فيما يتعلّق بهذه الوسائل ترغب في تشجيع تطوُّرها واستعمالها الصّحيح في سبيل النّموّ الإنسانيّ والعدالة والسّلام وبناء المجتمع على الصّعيد المحلّيّ والوطنيّ وبناء الجماعات في ضوء الخير العامّ بروحٍ من التّضامن.
وقد أكّد قداسة البابا فرنسيس على أنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّة الشّفّافة، يمكنها أن تقدِّم فوائد عديدة وخيرًا كبيرًا، ولكنّه حذّر من تجارب قد تهدِّدها عند الاستخدام السّيّء لها مثل الافتراء، الحفر والتّنقيب في الماضي، التّضليل والتّغذّي على الأخبار السّيّئة.
في هذا الصّدد نوّه البابا بندكتوس الـ16 عن التّحدّيّات الصّعبة الّتي تشكِّلها الشّبكات الاجتماعيّة للّذين يرغبون في التّكلُّم عن الحقيقة وعن القيم.
فيذكر مثلاً: "يبدو أنّ الدّلالة والفعاليّة لأشكال التّعبير المختلفة مقيّدة بمدى شعبيّتها أكثر من أهمّيّتها الذّاتيّة وصلاحيّتها. ترتبط الشّعبيّة كثيرًا بالشّهرة أو باستراتيجيّات إقناع أكثر من ارتباطها بمنطق الحُجّة، ففي بعض الأحيان يغرق صوت العقل الهادئ تحت ضجيج سيل المعلومات الجارف، فيفشل في جذب الانتباه".

بعد أخذ الصّورة التّذكاريّة، بدأت أعمال المؤتمر بالجلسة الافتتاحيّة الأولى الّتي استهلّت بالصّلاة.
ألقى القائم بأعمال السّفارة البابويّة في مصر المونسنيور جان توماس كلمة تطرّق فيها إلى موضوع المؤتمر أبرز ما جاء فيها: "إنّ إيمانكم العميق يساعدنا في مسيرننا نحو السّماء، وأنّ هذا اللّقاء الأخويّ يغني روح المحبّة والتّعاون والتّضامن. مؤكّدًا أهمّيّة وسائل التّواصل الحديثة في إعلان الإنجيل وخلق وسيلة للتّلاقي والتّواصل".
بعد ذلك، وجّه الآباء رسالة إلى البابا فرنسيس أطلعوه فيها على موضوع المؤتمر والتمسوا بركته لأعمال مؤتمرهم ولكنائسهم. كما عُرض تقرير حول أعمال مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، إضافة إلى جدول أعمال المؤتمر وإقراره.

هذا وتستمرّ أعمال المؤتمر حتّى مساء يوم الجمعة، ويصدر عنه بيان ختاميّ تنبثق عنه عدّة توصيات تخدم الإعلام في عالم اليوم.