لبنان
29 أيلول 2017, 09:42

إفتتاح الجلسة الثّانية من المؤتمر المسيحيّ الثّانيّ تحت عنوان "الإعلام المسيحيّ والمجتمع"

إنطلقت الجلسة الثّانية من المؤتمر المسيحيّ الثّاني "الإعلام المسيحيّ... نحو الاتّحاد" برئاسة منسّق العلاقة بين الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة وكنائس الشّرق الأوسط وأمين عام مجلس كنائس الشّرق الأوسط الفخريّ، ومدير قسم العلاقات المسكونيّة والحوار بالمركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ وأستاذ العهد القديم بالكلّيّة الإكليريكيّة اللّاهوتيّة ومعهد الدّراسات القبطيّة جرجس إبراهيم صالح الّذي قال:

 

"الإعلام المسيحىّ يعاون على بناء شخصيّة الفرد وشخصيّة الجماعة وبناء المجتمع.. ويسعى لبناء مجتمع السّلام والعدالة والمحبّة والإخاء وكذلك الأمن والأمان. كما أنّه يدافع عن المظلوم ويساند الفقير ويحمي المجتمع من الشّرّ.

 

كما أنّ الأعلام المسيحيّ يبث روح التّفاهم والحوار البنّاء ويرفض التّعصّب ويسعى لغرس المحبّة بين أبناء الوطن الواحد ويسعى أيضًا لتثبيت وغرس القيم الإنسانيّة الّتي يقوم عليها المجتمع.

 

ومن هنا أجد أنّ هناك نقاطًا يجب أن يركّز عليها:

 

الإعلام المسيحيّ ودوره في ترسيخ مبدأ المواطنة.
الإعلام المسيحيّ ودوره في تعزيز العيش المشترك.
الإعلام المسيحيّ ودوره في قبول الآخر.
الإعلام المسيحيّ ودوره في ترسيخ السّلام في المجتمع.
الإعلام المسيحيّ وترسيخ العدل.

 

وهنا أقول إنّ الإعلاميّ صاحب رسالة خيّرة. ويتوجّب عليه أن يسأل نفسه ما هي رسالته في الحياة.

 

وأرى أنّ رسالته يجب أن تركّز على المحاور الخمسة الّتي ذكرتها:

 

الإعلام المسيحيّ ودوره في ترسيخ مبدأ المواطنة

 

إن كان الإعلاميّ المسيحيّ المثاليّ هو قائد مفكّر ورجل خير وصلاح له أهداف سامية يحترمها ومن أهمّها غرس حبّ الوطن وترسيخ مبدأ المواطنة وأنّ المواطن كما له حقوق عليه واجبات أهمّها حبّ هذا الوطن والإخلاص له.

 

ومبدأ المواطنة هو الّذي يرسّخ السّلم الأهليّ واذكر عبارة علّمها لنا قداسة البابا شنودة عن مصر "مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه "، وهكذا كلّ مواطن يجب أن يشعر أنّ محبّته لوطنه كالدّمّ الّذي يجري في عروقه.

 

وهنا فدور الإعلاميّ ألّا يبلبل الأفكار ولا يعكّر صفو قلوب السّامعين له أو القارئين لمقالاته فهو يدفع لبناء مجتمع السّلام والعدالة والمحبّة.

 

وترسيخ مبدا المواطنة يجعل الجميع يشعر بكرامته ويسهم فى نهضة بلاده والدّفاع عنها. وفي المواطنة تعود كرامة الإنسان ككائن رفعه الله تعالى على جميع الكائنات وأودع فيه روحه وأقامه سيّدًا على الأرض.

 

الإعلام المسيحيّ وتعزيز العيش المشترك:

 

إنّ للإعلام دور كبير في ذلك فالتّأكيد على أنّنا في منطقتنا العربيّة، نقدّم أمثولة حضاريّة راقية على إمكانيّة التعّايش بين الأديان بل حتميّة هذا التّعايش متى أكّدنا على أنّ المساحات المشتركة في القيم تفوق بأشواط الفوارق والاختلافات ونؤكّد على نقاط مضيئة مثل:

 

استمرار التّعايش الطّيّب في غالبيّة الدّول العربيّة وتمتّع المسيحيّين بحرّيّة العبادة والنّشر والكتابة واستخدام القنوات التّلفزيونيّة في معظم البلدان.
حسن العلاقة بين المراجع الدّينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة في جميع الدّول العربيّة وقيام هذه المراجع بتطويق أيّ حادث سلبيّ يطرأ على مسيرة العلاقات بين المسيحيّين والمسلمين.
تعمّق القناعة لدى الشّريك المسلم بأنّ المسيحيّة العربيّة شريك أساسيّ في العيش والمصير وجسر حوار مع الغرب يمكن للإسلام العربي أن يستفيد منه إيجابيًّا، وهنا يمكن عرض ما يجمع وليس ما يفرّق وألّا يركز الإعلام على حوادث فرديّة تغرس مبدأ إثارة الفتن الطّائفيّة.

 

الإعلام المسيحيّ ودوره في قبول الآخر:

 

نحن في عصر العمل المسكونيّ والمجالس المسكونيّة الّتي تأسّست طيلة القرن العشرين، جاءت نتيجة جهود طويله لأناس سعوا لتحقيق كلمات السّيّد المسيح "ليكون الجميع واحد"  (يوحنّا 17: 21).   

 

فعلى الإعلام المسيحيّ ترسيخ الفكر المسكونيّ والتّعرّف على الآخر والعمل معه من أجل الكنيسة ومن أجل الوطن.

 

ولا يجب أن يركّز الإعلام المسيحيّ على النّقاط الّتي تدعو إلى الفرقة والتّحزّب بل على الإعلام المسيحيّ أن يسعى إلى نشر رسالة الخلاص والمصالحة بالرّبّ يسوع المسيح والمحبّة والسّلام والعدالة في منطقة الشّرق الأوسط وبين شعوبها.

 

وليعمل على دعم التّعاون والعمل المشترك بين الكنائس في سبيل الخدمة الإنسانيّة وتحقيق العدالة والدّفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز الحضور المسيحيّ للتّمكّن من الثّبات بحرّيّة وسلام ومساواة في المواطنة والحقوق والواجبات.

 

إذا تحقّقت هذه الثّلاثة فإنّ الإعلام المسيحيّ يكون قد حقّق ترسيخ السّلام في المجتمع وكذلك تحقيق العدل والمساواة.

 

الإعلام المسيحيّ ودوره في ترسيخ السّلام بالمجتمع:

 

إن قلنا إنّ الإعلام المسيحيّ يبثّ روح التّفاهم والحوار البنّاء ويرفض التّعصّب ويسعى لغرس المحبّة بين أبناء الوطن ويسعى لتثبيت وغرس القيم الإنسانيّة.

 

فإنّ هذا يدعو لترسيخ السّلام في المجتمع.

 

وإن كان السّلام هو ثمرة الإيمان الأولى "فإذ قد تبرّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1).

 

إذًا فالسّلام أعظم عطايا الله للإنسان والإعلام المسيحيّ يجب أن يرسّخ السّلام في المجتمع.

 

فإن سعى الإعلام المسيحيّ لترسيخ السّلام فسوف يكون المجتمع مجتمع سلام وسوف يكون الجميع سفراء سلام يسعون لنشر السّلام في العالم".