الأراضي المقدّسة
21 تشرين الأول 2024, 08:20

إعلان قداسة شهداء دمشق "علامة أمل للمسيحيّين"

تيلي لوميار/ نورسات
قبل إعلان قداسة شهداء دمشق في القدّاس الذي احتفل به البابا فرنسيس في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر، قال الأب لوقا غريغوريوس، حارس الأراضي المقدّسة إنّ شهادتهم تقدّم علامة أمل ومسكونيّة للمسيحيّين في كلّ مكان، وخصوصًا في سورية، حيث يشكّل المسيحيّون حوالى 2٪ من السكّان، كما ورد في "فاتيكان نيوز".

 

في ليلة 9 تمّوز/يوليو 1860، قُتل أحد عشر رجلًا - ثمانية رهبان فرنسيسكان وثلاثة موارنة علمانيّين. هم المعروفون مجتمعين باسم شهداء دمشق الأحد عشر - وفي عام 1926، قام البابا بيوس الحادي عشر بتطويبهم.

وبعد مرور أكثر من 160 عامًا على وفاتهم، أعلن البابا فرنسيس قداسة هؤلاء الرجال في القدّاس الذي أقيم في ساحة القدّيس بطرس في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024.

في مقابلة مع "فاتيكان نيوز"، وصف الأب لوقا غريغوريوس، وهو كاهن فرنسيسكانيّ في حراسة الأراضي المقدّسة، إعلان قداستهم بأنّه علامة أمل في خضمّ الصراع المستمرّ في الشرق الأوسط.

إنّ الاستشهاد الذي تعرّضوا له لا يختلف كثيرًا عن وضع العديد من المسيحيّين في الشرق الأوسط اليوم.

دمشق، الواقعة في منطقة سيرا، هي موطن لواحد من أقدم المجتمعات المسيحيّة في العالم، لكنّ هذا المجتمع لا يشكّل سوى حوالى 2٪ من السكّان السوريّين. على مدى العقد الماضي، واجه المسيحيّون الاضطهاد في سورية، في أعقاب الحرب الأهليّة في البلاد التي بدأت في عام 2011.

تمّ إعلان قداسة الرجال الأحد عشر جميعهم، على الرغم من أنّ المجموعة تتكوّن من طقوس كاثوليكيّة مختلفة، وكان البابا فرنسيس أنشأ، في عام 2023، "لجنة الشهداء الجدد - شهود الإيمان" لفهرسة المسيحيّين الذين ماتوا من أجل إيمانهم بالمسيح. ومن خلال اللجنة تمّ أيضًا إدراج عدد من المسيحيّين غير الكاثوليك في قائمة الشهداء، ومن بينهم المسيحيّون الأقباط الذين قتلوا في ليبيا.

قال الأب غريغوريوس إنّ التأمّل في حياة هؤلاء الرجال يعطي، للمسيحيّين في الشرق الأوسط "علامة رجاء لأنْ بعد سفك الدماء يأتي ربيع جديد".

وأوضح أنّ الفرنسيسكان في حراسة الأراضي المقدّسة يأملون أن تؤدّي شفاعة هؤلاء الشهداء إلى إنهاء الصراع في هذه الأرض وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط. وأضاف أنه يصلّي ليكون مثالُهم، وإعلان قداستهم وسيلة لفتح خطّ تواصل بين المجموعات الدينيّة المختلفة والمساعدة في تحقيق السلام.

 

يوجد مزار في باطومة لتكريم الرجال الأحد عشر وهنا أشار الأب توما إلى إمكانيّة تجديد هذا المزار وإتاحته للجمهور.

وفي تمّوز/يوليو 2024، تمّ الكشف عن خمس لوحات كبيرة تحمل صور الشهداء يعود تاريخها إلى عام 1926 عندما صير إلى تطويبهم.

وأعرب الأب غريغوريوس عن أمله في أنْ، بمجرّد انتهاء الصراع في الشرق الأوسط، يستأنف الحجّ إلى الأراضي المقدّسة ويتمكّن المزيد من الناس من زيارة مكان هؤلاء الشهداء في دمشق.