لبنان
11 نيسان 2019, 11:57

إطلاق فيلم "على خطى المسيح" من المركز الكاثوليكيّ للإعلام

عُقد قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، مؤتمرًا صحافيًّا، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، أطلق خلاله فيلم “على خطى المسيح”، إنتاج المؤسّسة المارونيّة للانتشار بالتّعاون مع جمعيّة “على خطى المسيح في جنوب لبنان”، ومن إخراج فيليب عرقتنجي الّذي عمل ليكون فيلمًا وثائقيًّا سياحيًّا دينيًّا، بمواصفات سينمائيّة فنّيّة، يحقّق الهدفين التّسويقيّ والتّوثيقيّ، ويصلح للعائلة، وينطلق الفيلم في صالات سينما “أبراج” في فرن الشّبّاك في 15 نيسان/ إبريل الجاري.

 

شارك في المؤتمر رئيس أساقفة بيروت ورئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، رئيس أساقفة صيدا ودير القمر وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حدّاد، راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران مارون العمّار، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الأمين العامّ لجمعيّة “على خطى المسيح في جنوب لبنان” السّيّد سمير سركيس، المخرج فيليب عرقتنجي. بحضور أمين عامّ المدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب بطرس عازار الأنطونيّ، الأب أنطوان عطالله، من المؤسّسة المارونيّة للانتشار السّيّدة هيام البستاني، السّفير السّابق فارس عيد، ومن جمعيّة على خطى المسيح د. ناجي كرم، والممثّلين ستيفاني غفري، سارا عبدالله، وشربل عون، المحامي ميشال فلاح، وحشد من الإعلاميّين والمهتمّين.

مطر

بداية رحّب المطران بولس مطر بالحضور وقال:

"يشرّفنا ويسعدنا هذا الصّباح أن نرحّب في هذا المركز الكاثوليكيّ للإعلام  بأخوينا المطران إيلي حدّاد والمطران مارون العمّار وهما في بيتهما ويرحبّان معنا بكم جميعًا، وأيضًا بالسّيّد سركيس والمخرج عرقتنجي بصفتين كريمتين وانطلاقًا من هاتين الصّفتين سننتعرّف على جمعيّة مباركة هي “جمعيّة على خطى المسيح” الّتي تسعى بحثًا مع أهل التّاريخ والاختصاص والأركيولوجيا عن الطّرق الّتي مرّ بها السّيّد المسيح  في جنوب لبنان والأماكن الّتي باركها من جبل الشّيخ إلى صور وصيدا. وهذا عمل مشكور وعمل مقدّس أيضًا. قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قال إنّ “لبنان هو أرض قداسة وقدّيسين” أوّلاً لأن ّالرّبّ زاره شخصيًّا وباركه في ذلك الزّمان المبارك.

ثمّ هذه الجمعيّة الّتي سنتعرّف عليها نحن وإيّاكم مع الأشخاص المسؤولين مباشرة عنها قد أوصت بأن يقام الفيلم اسمه “على خطى المسيح” أيضًا وهذا الفيلم صار ناجزًا وسوف يعرض للمشاهدين في أسبوع الآلام إن شاء الله".

الحدّاد

ثمّ تحدث المطران إيلي بشارة الحدّاد فقال:

"على خطى المسيح في جنوب لبنان" مؤسّسة وضعها أناس مؤمنون بأنّ أرض الجنوب في لبنان قد داستها أقدام السّيّد المسيح والعذراء مريم وبعض الرّسل كبطرس وبولس. لذا كان الدّافع بإطلاق هذه المؤسّسة للتّأكيد بأنّ الأراضي المقدّسة تمتدّ أيضًا إلى الجنوب في لبنان، وقد اعتمدت على الأبحاث العلميّة التّاريخيّة والكتابيّة والأركيولوجيّة والجغرافيّة وسواها، لبلوغ حقيقة الأمر بأنّ أرض جنوب لبنان هي أرض مقدّسة.

بدأت المؤسّسة عملها منذ بضعة أعوام جامعة بادىء ذي بدء أساقفة الجنوب على مختلف كنائسهم. فوضعتهم بأجواء تحرّكها كي تكون خطواتهم مباركة من المسؤولين الكنسيّين. ثم انضمّ إليهم باقة من الاختصاصيّين في العلوم المذكورة أعلاه، البعض كأعضاء ثابتين في المؤسّسة والبعض الآخر كمساعد.

إنطلقت ورشة العمل من مطرانيتيّ صيدا للكاثوليك والموارنة، وبحضور جميع أساقفة الجنوب، حيث اتّخذت المؤسّسة مركزًا ثابتًا لها في مطرانيّة الرّوم الكاثوليك. فعملت على جمع المعلومات على كافّة الاصعدة وأصبحت مزدانة بأرشيف هامّ حول المواقع الدّينيّة الأكيدة بأنّ السّيّد المسيح والعذراء والرّسل قد زاروها.

مؤخّرًا أطلقت المؤسّسة فيلمًا سينمائيًّا أسمته على اسمها “على خطى المسيح في جنوب لبنان”. ويشمل هذا الفيلم معظم المواقع الدّينيّة المسيحيّة والّتي تثبت أنّ أرض الجنوب هي مقدّسة.

من ناحية أخرى يجري الإعداد لمعرض ثابت لصور تمثّل هذه المواقع الدّينيّة في الجنوب بشكل قد يصبح متحفًا ثابتًا يزوره المؤمنون والرّاغبون الإطّلاع بغرفة أو أكثر على مسرح جنوبيّ كبير ملأته الأحداث والأعاجيب والصّلوات بركة وقداسة.

تعمل مؤسّسة “على خطى المسيح في جنوب لبنان” أيضًا على وضع خطّةً لصيانة هذه المواقع الدّينيّة وإنقاذها من التّلف. وكذلك تطويرها لتصبح قادرة أن تجذب الحجّاج إلى لبنان بكثافة أكبر. وهذا ما شهدناه مثلاً في مزار سيّدة المنطرة في مغدوشة حيث ساهمت المؤسّسة برفعه على خارطة السّياحة الدّينيّة العالميّة.

يا ليت عمل هذه المؤسّسة يطال كلّ مرافق الحياة اللّبنانيّة، سياحة دينيّة أو سواها، وتنظيمًا إداريًّا في الدّولة والمؤسّسات، فنوفّر على وطننا كلّ أشكال الفوضى والهدر الغارق بهما.

عمّار

ثمّ كانت كلمة المطران مارون العمّار فقال:

"كَرَّرَ الكتابُ المقدسُ اسمَ لبنانَ مرارًا، ووصفَهُ بالجبلِ الجميل (تثنية 3/25)، وأُعجِبَ بغابَاتِه الكثيفةِ النَّضِرَة، الّتي تفُحُّ منها الرّوائحُ الذّكيّة (هوشع 14 : 6-7)، وتلعبُ بها الحيواناتُ الطّبيعيّةُ وتسقيها الأنهرُ المتعدّدة." ولمّا تجسّدَ يسوعُ بيننا، لم يُرِدْ إلاَّ أن يزورَ لبنانَ، ويكتشِفَ بذاتِهِ هذا الجمالَ المميّزَ الّذي خلقَهُ الرّبُّ ووضعَهُ في هذه البُقعةِ الصّغيرةِ مِنَ الشّرقِ الأوسط.

إنَّ أرضَ لبنانَ الّتي وَطِئَتْها أرجُلَ يسوع، ومِنْ ثمَّ تلاميذُه، فالأنبياءُ والقديّسون، إلى يومنا، هذه الأرضُ تقدَّسَتْ بإيمانِهم وبدماءِ الشّهداءِ القدّيسين، وبالشّهادةِ الحقيقيَّةِ للإيمانِ بالله، منذُ فجرِ التّاريخِ المعروفِ إلى يومِنا. إنَّ أرضَنا هي أرضُ الأنبياءِ الّذينَ حمَلُوا كلمةَ اللهِ وَزَرَعُوهَا في كُلِّ تلَّةٍ وَوَادٍ فَأَثْمَرَتْ ثمرًا مُبارَكًا، فالوَاحِدَةُ أعطَتْ ثلاثينَ وسِتّينَ وتسعينَ ومِئة. لمْ تَذهَبْ رائِحَةُ أقدامِ يسوعَ مِنْ أرضِنَا وَكَلِماتُه ما زَالَتْ تَرَدَّدُ في فَضَائِنا، وعجائِبُهُ غَمَرَتْ أهْلَنا. فالقدِّيسُونَ الّذينَ عاشُوا في أودِيَتِنا وجبالِنا ما زالَتْ صلواتُهم من أجلِنا تنعكِسُ عجائبَ كثيرةً لا تُعَدُّ ولا تُحصَى.

إنَّ يسوعَ يُفاضِلُ إيمانِ أهلِ صورَ وصيدا على إيمانِ المدنِ الّتي جَرَتْ فيها أكثرَ عجائِبه، ليقولَ بأنَّ صورَ وصيدا قابِلتَين للتَّوبَةِ والإيمانِ أكثرَ مِنها.

نأملُ، أيّها الإخوةُ، أن نتعلَّمَ مِنْ إيمانِ أهلِنَا الّذي عظَّمَهُ يسوعُ وفضَّلهُ على إيمانِ مُدُنِ طبريّا. وعلى مَرِّ السّنين، أضافوا إليهِ الكثيرَ مِنْ خِبرتِهِمِ الرُّوحيّة، خلال سكنهم في أرضَ صورَ وصيدا ولبنان. علينا أنْ نَكتَنِزَ مِن قداستِهم لنستطيعَ أن نتابعَ المسيرةَ التّي سبقُونا إلَيها، ونتيقَّنَ أنَّ الأرضَ الّتي مشى عليها يسوعُ وتلاميذُه هي أرضُ وقفٍ ليسَتْ للتّجارةِ بالغالي والرّخيص، بلْ هي لِورثَةِ القدّيسينَ الّذينَ شهِدُوا عبرَ الأجيالِ أنَّ الإيمانَ باللهِ المخلِّص، والعَيشَ حسبَ تعالِيمِه، ومحبّةَ القريبِ والبعيد، هي الرّكائِزُ الأساسيّةُ الّتي علينا اتِّباعُها لنستحِقَّ أن نَرِثَ هذه الأرضَ المقدّسة.

إنّنا نشكُرُ جمعيّةَ “على خطى المسيح” وكلَّ ما تقومُ بهِ لكي تُظهِرَ أهمّيّةَ هذا التّراثِ الّذي لا يتغيَّرُ ولا يتبدّل، بل يبقى عبرَ الأجيالِ مُقدَّسًا بِمنْ قدسوُهُ ومقدِّسًا لمن يؤمنُ بقداستِه. شكرًا على الفيلم الّذي وضعُوهُ بين أيدِينا، لكي نكتشفَ كنائِزَ وطنِنا ونُعلِّمَ أجيالَنا حقيقةَ ما يملِكُون من نِعَمٍ وخيراتٍ روحيّةٍ لا تُثَمَّن. وشكرًا لِكُلِّ عملٍ يقومونَ بهِ، يرفَعُ اسْمَ وطنِنا وكنيسَتِنا على مُستوى الأخوَّةِ الحقيقيَّةِ والإيمانِ المحيي.

سركيس

بدوره السّيّد سمير سركيس قال:

"تأسّست جمعيّة على خطى المسيح في جنوب لبنان سنة 2012 من علمانيّين برئاسة معالي الوزير ميشال إدّه. وهي تعمل منذ نشأتها برعاية أساقفة الجنوب من كافّة الطوائف ومن أهدافها تعزيز السّياحة الدّينيّة في الجنوب مرتكزة إلى البعد المسيحيّ والرّوحيّ.

تعمل جمعيّتنا على أن يكون لبنان أرضًا مقدّسة والتّأكيد على أنّ المسيح كان أيضًا رجلاً تاريخيًّا على علاقة وثيقة بلبنان الأمس ممّا يتطلّب منّا إعادة كتابة تاريخ بلد الأرز من هذا المنظار المضيء.

لا بدّ من الإشارة أنّ جمعيّتنا تعمل بالتّعاون التّامّ مع المؤسّسة المارونيّة للانتشار وكانت الدّاعمة الدّائمة لكافّة مشاريعنا وكذلك مع جامعة الرّوح القدس– الكسليك. ولقد قامت هذه الجمعيّة حتّى تاريخه:

أوّلاً بمسح أثريّ في قانا (بالتّعاون مع مديريّة الآثار في وزارة الثّقافة اللّبنانيّة) والّذي أثبت أنّ مدينة قانا كانت مأهولة بالسّكّان في زمن المسيح. وستقوم جمعيّتنا بالتّحضير لمؤتمر دوليّ حول قانا. ثانيًا بالعمل على الاعتراف بسيّدة مغدوشة، “سيّدة المنطرة”، من قبل الكرسيّ الرّسوليّ ودوائر السّياحة العالميّة كمحجّ مريميّ عالميّ. وثالثًا بتصوير فيلم وثائقيّ “على خطى المسيح” من إنتاج فيليب عرقتنجي وبدعم شخصيّ من رئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار الصّديق شارل جورج الحاج الّذي آمن بهذا المشروع منذ اليوم الأوّل لاسيّما وأنّه يكمّل دور المؤسّسة الّتي تسعى إلى التّواصل مع المنتشرين لتعرّفهم على تراث بلدهم الأمّ ولتعزّز افتخارهم بلبنان الّذي وطأ أرضه السّيّد المسيح.

تجدر الإشارة إلى أنّ المؤسّسة المارونيّة للانتشار سوف تقوم بترجمته إلى عدّة لغات لتوزّعه لاحقًا على مكاتبها في بلاد الانتشار وعلى كافّة الأبرشيّات والمؤسّسات الاغترابيّة. وأودّ أن أذكّر أنّ البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني في الإرشاد الرّسوليّ “رجاء جديد للبنان”، قد صنّف لبنان أرضًا مقدّسة."

عرقتنجي

ثمّ تحدث المخرج فيليب عرقتنجي عن الفيلم قائلاً:

“تنطلق في صالات سينما “أبراج” في فرن الشّبّاك في 16 نيسان الجاري عروض فيلم “على خطى المسيح”، وهو عمل أنتجته جمعيّة “على خطى المسيح في جنوب لبنان” و”المؤسّسة المارونيّة للانتشار” مع Fantascope production  للمخرج فيليب عرقتنجي، ليكون فيلمًا وثائقيًّاً سياحيًّاً دينيًّا، الّذي تولّى إخراجه بتكليف من الجمعيّة وحوّله إلى فيلم بمواصفات سينمائيّة فنّيّة، يحقّق الهدفين التّسويقيّ والتّوثيقيّ، ويصلح في الوقت نفسه ليكون فيلمًا للعائلة.

لقد أدخلت إلى المضمون الوثائقيّ رابطًا روائيًّا يجمع مختلف فقراته، يتمثّل في رحلة بالباص لتسعة تلاميذ في صفّ المسرح مع ثلاثة من معلّميهم، يتبعون فيها مسار المسيح في جنوب لبنان، والمحطّات الّتي مرّ فيها، على نمط الـRoad movie  الّذي سبق أن اعتمده عرقتنجي في فيلميه “بوسطة” و“تحت القصف”، على مدى ساعة و17 دقيقة، يأخذ عرقتنجي المُشاهِد وركّاب الباص الإثني عشر، على عدد تلاميذ المسيح، في مشوار استكشافيّ يبدأ في قانا، ثمّ تتوالى محطاته، من القلَيلِة حيث مقام النّبيّ عمران، إلى صور ومواقعها الاثريّة وبقايا مرفأها القديم وكنيسة سيّدة البحار، ثمّ قرى رأس العين ومارون الرّاس وتبنين…

لقد اكتشفتُ جزءًا من لبنان لم أكن أعرفه، غنيّ بالتّاريخ في كلّ بلدة من بلداته، وهو تاريخ بعضه مكتوب، في الإنجيل وغيره، وبعضه الآخر تراث شفهيّ تتناقله الأجيال، عن يسوع الّذي مرّ في هذه الأرض، وعن مريم العذراء ووالدتها القدّيسة حنّة. إبراز هذا التّاريخ هو هدف الفيلم.

وفي بعض محطّات الرّحلة، جسّدت أعجوبات المسيح الواردة في الإنجيل، كعرس قانا الجليل، بمشاهد تمثيليّة مسرحيّة أدّاها التّلاميذ التّسعة بإشراف معلّميهم الثّلاثة (ستيفاني غَفَري وشربل عون وسارة عطالله). وساهمت هذه المشاهد، مع مشاهد الأولاد وهم يلعبون أو يتصرّفون بشقاوة أو يتحادثون قبل النّوم، في كسر الرّتابة الّتي كان يمكن أن يولّدها السّرد الوثائقيّ التّقليديّ.

أردت أن أعتمد في الفيلم على الأطفال، لأنّهم وحدهم، ببساطتهم وعفويّتهم، قادرون على أن يجسّدوا بكثير من الصّدق، روحيّة مرور المسيح في هذه الأرض قبل ألفي عام، والأعجوبات الّتي حققها، هو الّذي قال "دعوا الأطفال يأتون إلي".

إعتمدت لغة سينمائيّة راقية، تمتزج فيها الكادرات التّصويريّة المميّزة مع الموسيقى الملائمة وأصوات الطّبيعة، إضافة إلى سيناريو عفويّ، من كتابة ريمون أفتيموس وميرنا منيّر ومايا نصّار وفيليب عرقتنجي، تتخلّله لحظات تأمّل بنصوص بسيطة ومؤثّرة، شديدة الرّوحانيّة من دون أن تكون دينيّة.

حاولتُ في الفيلم أن أعبّر عن اعتزاز اللّبنانيّين وتأثّرهم بكون المسيح مرّ في أرض لبنان.

أبو كسم

واختتم المؤتمر بكلمة الخوري عبده أبو كسم فقال:

“الفيلم هو علامة رجاء مسيحيّ لكلّ إنسان في هذا الشّرق، وهو يعود كما يمثّله الأطفال لوضع الفكر بأنّنا نحن أبناء هذا الشّرق في قلوب أولادنا، والقيمة الكبيرة هو تعليم الطّفل في المدارس عن هذا الإرث الكبير وهو سيّدنا يسوع المسيح والرّسل الّذين عاشوا في هذه المنطقة.

من خلال هذا الفيلم نعود إلى 2000 سنة وأكثر،  نشعر بمحبّة الله  الكبيرة، تجسّد على هذه الأرض، وهذه علامة حبّ وسلام، ويخطىء من يظنّ أن هناك خوف على لبنان وعلى المسيحيّين، لأنّ الله بارك هذه الأرض، هي أرض الله والقدّيسين وهي أرض وقف للرّبّ في هذه المنطقة.

وكما قال سيّدنا مارون نحن حبّة حنطة تموت في الأرض ولكن تعطي ثمارًا كثيرة، كنيستنا كنيسة الشّهداء، تعيش على دم الشّهداء وبالتّالي نحن نعيش هذه الرّسالة في هذا الشّرق رسالة المحبّة والسّلام وندفع ثمنها من دمنا وشهادة أولادنا .

أريد التّأكيد أنّ هذا الفيلم يؤكّد لنا أنّنا لسنا أقلّيّة في هذا الشّرق، المسيحيّة انطلقت من هنا، المسيح مشى على أرضنا، على أرض صور وصيدا وقانا والعذراء نذرته في مغدوشة، وهذه الأرض أرض مقدّسة ونحن لن نتخلّى عنها".