أوروبا
09 تشرين الثاني 2020, 12:15

إسبانيا احتفلت بتطويب ابن الـ19 عامًا "شهيد الكفاح من أجل المسيح"

تيلي لوميار/ نورسات
شهدت الكنيسة الإسبانيّة يوم السّبت على تطويب جوان رويغ إي ديغلي "شهيد الكفاح من أجل المسيح"، الّذي قُتل بسبب إيمانه خلال الحرب الأهليّة الإسبانيّة وهو لا يزال في التّاسعة عشرة من عمره، وذلك في قدّاس احتفاليّ ترأٍّسه رئيس أساقفة برشلونة الكاردينال خوان خوسيه أوميلا إي أوميلا.

وفي نبذة عن سيرة حياة الطّوباويّ الجديد، وبحسب "فاتيكان نيوز"، هو "شابّ من برشلونة، أعلن عندما وصلت هذه الموجة القويّة المعادية للمسيحيّة إلى بلاده: "الآن أكثر من أيّ وقت مضى يجب أن نكافح من أجل المسيح".

تنشّأ "Joan Roig i Diggle" لدى إخوة المدارس المسيحيّة، ثمّ التحق بالمدرسة الثّانوية لدى آباء رهبانيّة القدّيس"Josep de Calassanç"، حيث يتذكّره الجميع بجدّيّته واحترامه وتفانيه في الدّراسة. وإنّما أيضًا لإيمانه العميق والمتجذّر، كما يشهد كاهنان كانت تربطهما علاقة مميّزة بـ "Joan Roig i Diggle"وقُتلا كلاهما أيضًا خلال الحرب الأهليّة: الأب فرانسيسكو والأب إغناسي. لم تكن عائلة "Joan Roig i Diggle"  تتمتّع بثروة اقتصاديّة، لذلك اضطُرَّت إلى مغادرة المدينة الكبيرة للانتقال إلى قرية "El Masnou"  القريبة حيث عمل "Joan" أوّلاً في متجر للأقمشة ومن ثمّ في مصنع. لم يشكُ "Joan" من ذلك أبدًا. بل على العكس: كان سعيدًا لتمكّنه من تقديم يد ملموسة لأحبّائه. وعلى الرّغم من الإرهاق، واصل الدّراسة والعمل بالتّناوب لأنّ كان لديه حلم: أن يتخرج في القانون ويصبح محاميًا.

في "El Masnou" تعرّف "Joan" على اتّحاد الشّباب المسيحيّ في كاتالونيا وانضمّ إليه بحماس. لم يكن يصدّق بأنّه قد وجد أشخاصًا آخرين مثله يشاركونه قيمه ويمكّنه التّحدّث معهم عن يسوع. هذه هي السّنوات الّتي أصبحت فيها حياته الرّوحيّة أعمق، وظهرت بالنّسبة للأشخاص المقرّبين منه، شفافيّة فضائله وأصالة إيمانه. بدأ بالمشاركة يوميًّا في القدّاس والتّأمّل وممارسة التّقوى وتعميق عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة. من خلال الصّلاة والنّظر إلى العالم من حوله، أصبح "Joan" أكثر إدراكًا للمشاكل الّتي يتعرّض لها المجتمع، وإنّما أيضًا للدّور الّذي يمكن أن يضطلع به المؤمن العلمانيّ داخل الكنيسة للمساعدة في حلّها. لقد كان "Joan" شجاعًا ولذلك حتّى عندما ازداد الوضع سوءًا وتمّ إشعال النّار في مقرّ الاتّحاد من قبل رجال الميليشيات، لم يتردّد في أن يكون حارسًا ليليًّا للكنيسة بعد أن نال سرَّ الاعتراف وأن يخفي يسوع في القربان المقدّس في منزله ليحمله لجميع الّذين يحتاجون إليه.

في صيف عام 1936، أصبح الاضطهاد ضدّ رجال الدّين حقيقة واقعة. إلّا أنّه سرعان ما وجّه رجال الميليشيات تهديداتهم إلى الأشخاص غير المكرّسين، والعلمانيّين، الّذين ذنبهم فقط هو الإيمان بيسوع ومحبّتهم له. كانت عائلة "Joan" معروفة جيّدًا في القرية وكان معروفًا بأنَّ أعضاءها يعيشون حياتهم في شركة عميقة مع الإنجيل. لهذا اقتحم رجال الميليشيّات منزلهم في اللّيلة بين الحادي عشر والثّاني عشر من أيلول سبتمبر بحثًا عن ربّ الأسرة، ولكنّه لم يكن في البيت، أمّا "Joan" فكان في الغرفة المجاورة وقبل أن يلاحظه رجال الميليشيا، لكي ينقذ القربان المقدّس من التّدنيس، تناولهم كلّهم. وبينما كان يتمّ اصطحابه بعيدًا، حاول تهدئة والدته الّتي كانت تبكي بقوله لها: "الله معي". اقتاده رجال الميليشيا أوّلاً إلى منزل عمّه، معتقدين أنّ والده يختبئ هناك. وعندما لم يجدوه، أعمى الغضب قلوبهم ودمّروا كل الأشياء والصّور الدّينيّة. لكن لم يكفِهم ذلك لتهدئة غضبهم: إذا فشلوا في قتل ربّ أسرة كاثوليكيّة، فعلى شخص آخر أن يدفع. كان "Joan" هادئًا أثناء نقله إلى مقبرة "Santa Coloma de Gramenet"، وكان يرتّل ويصلّي. وعندما وجّهوا البنادق إليه، طلب المغفرة لقاتليه؛ في اللّحظة الّتي أطلقوا فيها النّار، صرخ: "يحيا المسيح الملك!". لم يتمّ إخبار أحد من أفراد أسرته بما حدث له فعلاً. تمّ العثور على جثته، الّتي دُفنت في الموقع نفسه، بعد عامين فقط."