العراق
29 تشرين الثاني 2024, 08:00

إدراج إسحق السريانيّ في علم الشهداء الرومانيّ 'خطوة رائعة إلى الأمام'

تيلي لوميار/ نورسات
تحدّثت "فاتيكان نيوز" إلى سيباستيان بروك، أحد أبرز علماء المسيحيّة السريانيّة في العالم، حول قرار البابا فرنسيس الأخير إدراج القدّيس إسحق السريانيّ في القرن 7 في علم الشهداء الرومانيّ.

 

في وقت سابق من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أعلن البابا فرنسيس أنّ إسحق السريانيّ، وهو متصوّفٌ وناسك من القرن السابع، وقدّيس من كنيسة المشرق، سيضاف إلى تقويم الشهداء الرومانيّ.

إشتهر القدّيس إسحق منذ فترة طويلة بجمال كتاباته الروحيّة وقوّتها، ولكن حتّى الآن، لم يتمّ تكريمه رسميًّا خارج كنيسة المشرق الأصليّة - وهي كنيسة مسيحيّة قديمة أصليّة في العراق وإيران الحديثة، وكانت انفصلت عن بقيّة المسيحيّة بعد مجمع أفسس عام 431.

ما هي أهمّيّة إعلان البابا، وماذا يعني بالنسبة إلى العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الشرقيّة المختلفة؟

للإجابة على بعض هذه الأسئلة، تحدّثت "فاتيكان نيوز" إلى سيباستيان بروك، أحد أبرز علماء المسيحيّة السريانيّة في العالم.

في بداية المقابلة، أعرب سيباستيان بروك عن سعادته الكبرى بإعلان إضافة القدّيس إسحق السريانيّ إلى تقويم الشهداء الرومانيّ وعن اندهاشه من أنّ كنيسة المشرق ذاتها لم تقم بهذه الخطوة إلّا قبل بضعة أشهر مع أنّ إسحق يتمتّع بشعبيّة كبيرة في العالم الأرثوذكسيّ ولكن حتّى العصر الحديث، لم يتمّ تطويبه رسميًّا من قبل أي تقليد.

قال بروك في المقابلة إنّ الملفت حول إسحق السريانيّ هو أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة في الدوحة، قطر، مكرّسة للقدّيس إسحق من قطر المعروف أيضًا بإسحق القطريّ وهو إسحق السريانيّ عينه، لأنّ من المعترف به أنّ إسحق جاء من تلك المنطقة.  

وشدّد بروك على أهمّيّة قرار البابا لأنّ إسحق "قدّيسٌ مسكونيّ"، كرّمته التقاليد الشرقيّة كلّها وليس فقط في الشرق الأوسط ولو لم تعلن قداسته رسميًّا إلّا حتّى وقت قريب.  

مثيرٌ جدًّا للاهتمام ما أفاد به بروك بأنّ الكنيسة القبطيّة لطالما قيّمت أعمال إسحق السريانيّ عاليًا وهو كان وراء إعادة إحياء الحياة الرهبانيّة القبطيّة في ستّينيّات القرن العشرين.  

والمؤسف حقًّا، بل الأمر مأساة، قال بروك، أنّ كنيسة المشرق التي أعاد العالِم ووصفها بالأصليّة، م|ُنعت من الانضمام إلى مجلس كنائس الشرق الأوسط، هذه الهيئة البارزة جدًّا.    

وعن أنّ الإعلان موضعنا ليس الخطوة الأولى من نوعها التي يقوم بها البابا فرنسيس - نذكّر بأنّ الأب الأقدس ضمّ الشهداء الأقباط الذين سقطوا في ليبيا إلى تقويم الشهداء الرومانيّ- منذ حوالى سنة، قال بروك إنّ الأمر رائع وهو نظير ما قامت به كنيسة المشرق منذ 15 سنة تقريبًا، لمّا رفعت أيّ حرمٍ عن القدّيسين من الكنائس الأخرى في خطوة أكثر من رائعة.

ولمّا سؤل بروك عمّا يمكن للكاثوليك أن يتعلّموا من إسحق السريانيّ أجاب بأن، على الرغم من أنّ مستمعي إسحق السريانيّ، في زمانه، كانوا في معظمهم من الرهبان، إلّا أنّ الكثير من كلامه سهل التطبيق من قبل أي مسيحيّ، علمانيّ أو غير علمانيّ. هناك واقعة تخبر عن معلمٍ من رهبان جبل آثوس أعطى تليذه كتابًا لإسحق السريانيّ ليقرأه، فقال التلميذ، إنّ إسحق هو مثل شخصٍ معاصرٍ يضع ذراعيه حول كتفيه ويجلس معه حيث هو، ولا شكّ أنّ كثيرين اختبروا هذان قال العالِم بروك...