إبراهيم: لا ذكارى ولا سكارى اليوم في كنيستنا الرّوميّة الملكيّة الكاثوليكيّة!
وفي هذا السّياق، تابع إبراهيم كاتبًا: "ربّما أتت فكرة خميس الذّكارى عند البعض كمحاولة بائسة لإلغاء التّقليد المُبتدع المُسمّى خميس السّكارى. في كنيستنا نقيم تذكار جميع آبائنا وإخوتنا الّذين رقدوا منذ الدّهر مرّتين في السّنة: المرّة الأولى في السّبت السّابق لأحد مرفع اللّحم المعروف أيضًا بأحد الّدينونة وهو الأحد الثّامن قبل عيد الفصح (أيّ الأحد الماضي). أمّا المرّة الثّانية فهي يوم السّبت الّذي يسبق أحد العنصرة مباشرةً. فليتوقّف كلّ من يسمح لنفسه بإقحام ما يُسمّى "خميس الذّكارى" في تقليد كنيستنا الواضح والعريق.
في الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة يوجد مرفعان وهما مرفع اللّحم الّذي يقع يوم الأحد السّابق للأحد الأخير قبل الصّيام. أمّا في الأسبوع السّابق للصّيام المُسمّى أسبوع مرفع الجبن أيّ بين أحد مرفع اللّحم وأحد مرفع الجبن. فيُحسب يوم الأربعاء ويوم الجمعة يومَيّ صوم استعدادًا للصّوم الأربعينيّ المقدّس. لا مكان طبعًا بين هذين اليومَين ليوم سكارى. كما أنّه من المؤسف أن نرى شروحات غير منطقيّة في كنيستنا الملكيّة تحاول تبرير فكرة خميس الذّكارى بعد أيّام قليلة من سبت الرّاقدين. ثمّ نتساءل عن مكان كلمة "ّذكارى" في اللّغة العربيّة إذ أنّنا نعرف جيّدًا أنّ صيغة الجمع من ذكرى هي "تذكارات". أمّا كلمة سكارى الّتي يربطها البعض بزمن مقدّس كزمن الصّيام فهي في غير مكانها ولا تعبّر لا من قريب ولا من بعيد عن نيّة أيّ كنيسة في تشديد النّفوس وتحضيرها لزمن الصّوم المقدّس. وهل يعقل أن تسمّي الكنيسة عيدًا من أعيادها بالسّكارى أو بالمدخّنين أو بالمقامرين إلخ...؟ وهل ستأتي أيّام يطلق فيها البعض تقاليد لا تقلّ سُوءًا عن هذه الآفات وغيرها لمحاولة تشريعها؟
من ناحية ثانية، لفتني شرح للأب الدّكتور يوسف مونّس، الرّاهب اللّبنانيّ المارونيّ، يلقي فيه المزيد من الضّوء على هذه المسألة في الكنيسة المارونيّة جاء فيه: "اليوم إسمه خميس المرفع (لا سكارى ولا ذكارى) يعني خميس رفع اللّحم لنبدأ بتحضير نفسنا لنرفع اللّحم لأنّنا سندخل الصّوم، وهذه الجمعة هي جمعة المرفع وكلّ يوم نرفع شيئًا معيّنًا ليأتي يوم الأحد ونرفع كلّ شيء وندخل الصّوم". ويضيف: "بالأساس هو خميس المرفع، ولكن لأنّ هذا الأسبوع هو أسبوع الموتى، نتذكّر موتانا كلّ الأسبوع، فتمّ استبدال كلمة ذكرى بالذّكارى وضاعت النّاس، ولكن المسألة الأهمّ هي أنّنا سندخل الصّوم وعلينا أن نتهيّأ ونحضّر نفسنا للصّوم ولعيد القيامة".
في هذا الشّرح ندرك أنّ هناك أحد مرفع في الكنيسة المارونيّة الّتي تقيم تذكار الموتى كامل الأسبوع الّذي يسبق الصّوم وأنّ هذا الأسبوع بكامله هو أسبوع المرفع أيضًا والّّذي يُختَتَم بأحد المرفع.
أختم بكلمات رائعة للمطران جورج خضر تعبّر عن قناعتي أيضًا إذ يقول: "المسيحيّ السّطحيّ يظنّ أنّه يصل بمُمارسات. هذه قمّة الأوهام. أنت تصل بالحبّ لأنّه الغاية والوسيلة معًا"."