إبراهيم لأطفال المناولة الأولى: إبقوا قريبين من يسوع، وسيبقى قريبًا منكم
إبراهيم وخلال عظته، توجّه إلى أطفال المناولة وذويهم، وقال بحسب إعلام الأبرشيّة:
"اليوم، ونحن نحتفل معًا بالقربانة الاحتفاليّة لهؤلاء الأولاد الأعزّاء، نشعر وكأنّنا على جبل طابور، حيث تجلّى الرّبّ يسوع أمام تلاميذه، وأراهم لمحةً من مجده السّماويّ. فكلّ قلب من قلوبكم الصّغيرة هو اليوم جبلٌ يتجلّى فيه الرّبّ يسوع بحبّه ونوره وحنانه.
أيّها الأولاد الأحبّاء،
في هذا اليوم، تفتحون قلوبكم لأوّل مرّة مع وعي وإدراك لتستقبلوا يسوع في سرّ القربان المقدّس، في جسده ودمه، في حياته الّتي يعطيها لكم. إنّه أعظم لقاء في حياتكم، ليس لأنّكم لبستم الأبيض فقط، بل لأنّكم صرتم هيكلًا حيًّا للرّبّ. هو يدخل قلبكم، لا ليزوركم فقط، بل ليسكن فيكم إلى الأبد.
اليوم، يهمس يسوع في أذنك: "أنا أحبّك… أنا أفرح بك… أنا اخترتك صديقًا لي".
فهل ستحتفظ بهذه الصّداقة مدى الحياة؟ هل ستجعله الأوّل في حياتك؟
تذكّروا، أحبّائي، أنّ سرّ الإفخارستيّا ليس مجرّد احتفال، بل هو غذاء الحياة. كما أنّ أجسادكم تحتاج إلى طعام لتنمو، كذلك أرواحكم تحتاج إلى يسوع في القربان لتنضج وتكبر في المحبّة، والصّدق، والنّعمة.
وأقول لكم اليوم إنّ هذه الكاتدرائيّة، كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، تفرح بكم لأنّكم حجارتها الحيّة وأبناؤها الأحبّاء.
أشكركم لأنّكم أنبعتم لنا هذا الفرح، وأشكركم لأنّكم مع مدرّبيكم تفتحون قلبكم للمسيح في حضن أمّه، سيّدة النّجاة.
أيّها الأهل الأحبّاء،
شكرًا لأنكم رافقتم أولادكم في هذا الطّريق. اليوم، لا تنتهون من مهمّة، بل تبدأون. فمن واجبكم الآن أن تغذّوا هذه البذور الصّغيرة الّتي زُرعت فيهم، أن تشعلوا فيهم الشّوق للقدّاس كلّ أحد، وأن تجعلوا من بيوتكم كنائس صغيرة تضيء بالصّلاة، بالمثال الصّالح، وبالحبّ.
الكنيسة اليوم تفرح، لكنّها أيضًا تعقد عليكم الرّجاء: لا تتركوهم وحدهم. القربانة الأولى ليست "احتفال صورة"، بل بداية مسيرة نحو القداسة. إن لم يرَ أولادكم يسوع حيًّا في وجوهكم، في صلواتكم، في طريقة عيشكم، فقد ينسون ما اختبروه اليوم.
أيّها الأحبّاء،
تعلّمنا من العذراء مريم، سيّدة النّجاة، كيف نفتح قلوبنا لكلمة الله، وكيف نحتضن يسوع في حياتنا اليوميّة. هي الّتي حملته في حشاها، ورافقته إلى الصّليب، وسبقتنا إلى السّماء، تعلّمنا أن نكون مؤمنين بكلّ القلب، وأن نحتفظ بكلام الله في قلوبنا كما فعلت هي.
أحبّائي الأولاد،
اليوم يسوع يسكن فيكم. لا تتركوه وحيدًا. كلّما صلّيتم، كلّما أحببتم غيركم، كلّما ذهبتم إلى القدّاس، كلّما سامحتم، كلّما قلتم "أنا آسف" أو "أنا أحبّك"، أنتم تجعلون يسوع سعيدًا.
وتذكّروا، أنتم لستم صغارًا في عيون الله. فأنتم، كما قال يسوع، "ملكوته". وأنتم اليوم شهوده.
فليكن هذا اليوم لا مجرّد ذكرى، بل نقطة انطلاق لحياة جديدة، حياة القرب من يسوع، في الصّلاة، في القدّاس، في الخدمة، وفي البيت.
كلمة أخيرة من قلبي لكم:
إلى كلّ ولد هنا، أقول:
إبق قريبًا من يسوع، وسيبقى قريبًا منك. إفتح له قلبك كلّ يوم، وقل له ببساطة: "يا يسوع، أنا أحبّك. أمكث في قلبي."
وإلى كلّ أمّ وأب هنا، أقول:
أعطوا أبناءكم لا فقط ما يحتاجونه لجسدهم، بل ما يغذّي أرواحهم، ما يُنمّي فيهم صورة الله. كونوا أوّل معلّمين للإيمان في بيوتكم.
ولكلّ العائلة الكنسيّة هنا، من كاهن، وشمّاس، ومربّي، وخادم، أقول:
أحسنتم لأنّكم زرعتم يسوع في قلوبهم. الآن فلنرافقهم ليبقوا في حضن الكنيسة، حيث الحبّ، حيث النّور، حيث الحياة.
أشكر خصوصًا السّيّدة بريجيت عطا على تدريبكم بأمومة وحنان وعناية وصدق، وأشكر كلّ من ساعدها على عملهم المميّز.
أشكر قدس الأرشمندريت نقولا حكيم على محبّته العارمة لأبنائه، خصوصًا الصّغار منهم، وعلى مشاركته إيّانا اليوم هذه الفرحة.
اشكر النّائب العامّ قدس الأرشمندريت إيلي معلوف الّذي سيواكب مسيرتكم.
ختامًا أصلّي،
يا يسوع، بارك أولادنا، احفظهم من كلّ شر، ثبّتهم في حبّك، واجعل قلوبهم لك وحدك.
آمين."