لبنان
15 أيلول 2022, 10:20

إبراهيم: إذا اعتبر العالم أنّ الصّليب جهالة أو علامة ضعف فهو بالنّسبة إلينا علامة قوّة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة البقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالقدّاس الإلهيّ، لمناسبة عيد ارتفاع الصّليب واحتفالاً بالذّكرى السّادسة والثّلاثين لتأسيس جمعيّة "أيّام الرّجاء"، في مركز الجمعيّة في ضهور زحلة، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم والأب شربل راشد، وخدمته المرنّمة هلا زرزور، بحضور راعي أبرشيّة الحسكة ونصّيبين للسّريان الكاثوليك المطران جوزف شمعي وفعاليّات عديدة.

بعد الإنجيل المقدّس، هنأ المطران ابراهيم الجمعيّة بعيدها، ونوّه برسالتها الإنسانيّة وقال: "فرح كبير أن نكون سويًّا اليوم في هذا المكان الّذي قدّم عبر تاريخه 36 سنة كمّيّات لا تحصى من العطاء والحبّ والعناية. هذا المكان يعكس محبّة الله لنا الّتي جعلت ابنه الوحيد أن يتجسّد من أجلنا وأن يأتي إلى عالمنا ويلبس ضعفنا ويصير واحدًا منّا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، وأن يصلب ويموت على الصّليب ويقوم من بين الأموات وهذا الأهمّ لأنّ أساس إيماننا هو قيامة يسوع. الصّليب يعتبر عند الكثر أداة تعذيب لكن لدينا أصبح الصّليب أداة انتصار ورمزًا لقوّة الحياة الّتي تنتصر على الموت، والصّليب كان نقطة بداية نحو القيامة.

لذلك إذا اعتبر العالم أنّ الصّليب جهالة أو علامة ضعف فهو بالنّسبة إلينا علامة قوّة. كثيرون يقولون "صليب فلان كبير" أيّ أنّ لديه مشاكل كبيرة ونقص وضعف أو إعاقة معيّنة، ويتناسون أنّ الصّليب علامة قوّة وليس علامة ضعف.

وما يعتبره النّاس نقطة ضعف فينا قد يكون أكبر نقاط قوّتنا، وما يعتبرونه نقصًا قد يكون نقطة حكمتنا كما سمعنا من القدّيس بولس، ما يعتبر عند الأمم جهالة، عندنا نحن المسيحيّين المخلّصين بصليب يسوع المسيح هو حكمة، وما هو حكمة عندنا قد يكون للنّاس جهالة.

أين حكمتنا اليوم بالتّعاطي مع ما نعتبره فقرًا أو جهلاً أو ضعفًا؟ قد يعتبر البعض أنّ القسم الأكبر من إيماننا قصيدة شعر لكنّ المؤمنين الحقيقيّون ليسوا أبناء الشّعر هم أبناء الرّجاء ونحن اليوم في جمعيّة "أيّام الرّجاء"، ومن يعيش أيّام الرّجاء لا يستطيع أن يعود للعيش في أيّام اليأس والضّياع والإحباط، هذه الصّفات الّتي يعيشها الكثر من اللّبنانيّين اليوم، الكثر من شبابنا وصغارنا وكبارنا أصبحوا مهملين وارتضوا بملء إرادتهم أن يصبحوا ضحايا لليأس والإحباط وفقدان الأمل. المسيحيّ لا يستطيع أن يكون على مثال هؤلاء مهما قست الظّروف الخارجيّة. نحن اليوم لا نتقيّد بتقلّبات التّاريخ، قد نعيش الأحداث ولكنّنا لا ندعها تتحكّم بمصيرنا وحاضرنا ومستقبلنا اللّذين هما بيد الله ونعيشهما بالرّجاء والأمل بأنّ الغد هو لنا واليوم هو لنا بالرّغم من كلّ شيء، لأنّ الأشياء المادّيّة قد تكون ضروريّة لكن الأهمّ أن يتغذّى الإنسان من الدّاخل.

أشكركم على دعوتكم وأطلب من الرّبّ الّذي بارك أعمالكم طيلة 36 عامًا من العطاء، وكنتم في مسؤوليّة كبيرة والتزام عظيم تقومون بالخدمة المدعوّين إليها أن يبارككم لسنين طويلة قادمة.

صحيح أنّي لم أعايشكم لفترة طويلة لكن يكفي أن أسمع ما سمعته عنكم لكي أقول إنّ هذه أكمّة نيّرة، هذا المكان هو جبل تجلّي للإرادات الطّيّبة ولمحبّة الله الكبيرة الّتي تعبر بواسطتنا إلى الآخرين، جبل تجلّي لإيماننا العظيم الّذي يستطيع أن يغيّر أحوالنا وأحوال غيرنا، جبل تجلّي لاستمراريّتنا في الإيمان العميق بأنّه إذا كان الله معنا فلا شيء علينا.

أشكر سيادة المطران جوزف شمعي على حضوره معنا اليوم وأتمنّى له رسالة مثمرة في الحسكة بالرّغم من كلّ الصّعاب الّتي تمرّ فيها المنطقة، أشكر الآباء الأحبّاء المشتركين معي في الذّبيحة الإلهيّة، الشّكر أيضًا لكلّ المسؤولين عن هذه الجمعيّة وكلّ الأصدقاء، أسأل الله أن يبارككم ويبارك عملكم وأن يعطي الجميع الصّحّة."