دينيّة
21 كانون الأول 2019, 08:00

أيّام تفصلنا عن لقاء طفل المغارة..

ريتا كرم
أيّام تفصلنا عن ولادة يسوع.. فلنصلّ للقائه بقلوب بيضاء تستقبل الله بنعمة وخشوع...

 

أيّام تفصلنا عن لقاء حبيب الآب وسرور قلبه الوحيد، الله الذي صار إنسانًا ليظهر لنا جمال لاهوته.. فلنصلّ لينير طفل المغارة قلوبنا بأشعّة نعمته السّماويّة فله وحده تنبض القلوب مصلّية...

أيّام تفصلنا عن استقبال رجاء الآباء الذي لطالما انتظرته الشّعوب، والذي منح بميلاده الرّجاء لبني البشر.. فلنبتعد عن التعلّق بكل ما هو مادّي وأرضيّ ولندرك أهمّيّة الاتّكال على الله وتدبيره الأبويّ في حياتنا اليوميّة...

أيّام تفصلنا عن لقاء القائد الّذي قاد الشّعوب إلى طاعته، فلنصلّ ليعلّمنا الطّاعة الكاملة للوصايا المقدّسة ولرؤسائنا بفرح النّفس ونشاط الرّوح...

أيّام تفصلنا عن ملاقاة "سوسن النّقاوة"، فلنصلّ لننال عفّة النّفس ونقاوة الأعمال لكي نخدمه بقلبٍ نقيّ وجسمٍ عفيف.. فلنصلّ أن يمنحنا تواضع القلب واحتقار الذّات لنمجّد من ترك عزّة لاهوته وأحبّ طبعنا البشريّ...

فلنستعد خلال الأيّام المتبقّية لتناول أسراره المقدّسة ولنسأل وحيد الأقنوم أن يمنحنا إيمانًا حيًّا لنثمر بصدق الاعتقاد وصحّة الأعمال والحكمة لننعم بمحبّة الفقر الاختياريّ، ونكتفي بما هو ضروريّ لقيام حياتنا فقط، مبتعدين عن البذخ جميع أيّام حياتنا... وإفرحي يا قلوبًا انتظرت قدومه بفارغ الصّبر فطفل المغارة آتٍ!