أوّل بابا يزور البحرين علامة على الوحدة والتّعاون الإنسانيّ المشترك، كيف كان اليوم الأوّل؟
الحلم الّذي لطالما راود أهل البحرين قد تحقّق ليؤكّد ريادة مملكة البحرين وحجم التّقدير والاحترام العالميّ لجهودها في نشر قيم التّعايش وحرّيّة المعتقد وقبول الآخر.
المحطّة الأولى كانت في مطار الصّخير الدّوليّ حيث استقبل جلالة الملك المعظّم حمد بن عيسى آل خليفة البابا فرنسيس وسط جوّ من الأخوّة الّتي تربط البحرين بالفاتيكان.
رافق البابا في هذه الزّيارة التّاريخيّة أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، عميد دائرة البشارة الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، عميد دائرة الكنائس الشّرقيّة الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد دائرة الحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت، عميد دائرة تعزيز وحدة المسيحيّين الكاردينال كورت كوخ.
من مطار الصّخير الدّوليّ، سلك موكب البابا فرنسيس الطّريق المؤدّية إلى القصر الصّخير حيث أعدّت له المراسم الملكيّة استقبالاً مهيبًا وسط هتافات الأطفال: مرحب مرحب بابا فرنسيس".
بعدئذ، التقى البابا ملك البحرين في قاعة قصر الصّخير وشدّد الطّرفان على أهمّيّة تعزيز الحوار والأخوّة الإنسانيّة.
من ثمّ، توجّه البابا والملك إلى باحة القصر حيث اعتلى الطّرفان المنصّة الّتي بثّت من خلالها كلمات التّسامح والتّلاقي والمحبّة.
بعد كلمة التّرحيب، ألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمة قال فيها: "كلّنا ثقة أنّ زيارتكم هذه ستحظى بأهمّيّة كبيرة لما لقداستكم من احترام كبير كما أنّها ستترك أثرًا كبيرًا في منطقة الخليج العربيّ. ويطيب لنا بهذه المناسبة أن نسجّل قيمة كبيرة لدوركم الكبير في ترسيخ قيم المحبّة والتّسامح المتبادل من أجل نشر السّلام في أرجاء العالم.
ويهمّنا أن تتعرّفوا خلال زيارتكم على ما تتميّز به ديارنا وما يسودها من إلفة وانسجام وهذا أمر تحافظ عليه البحرين حفاظًا على إيمانها الثّابت. كما أنّ زيارتكم هي خير دليل على ما تمتاز به البحرين.
ونعمل أقصى جهدنا من أجل إحلال السّلام وتعزيز وحدتنا الإنسانيّة. وإنّنا ندعو الدّول الكبرى إلى العمل على تعزيز الأمن والسّلم الدّوليّين".
أمّا البابا فرنسيس فقال في كلمته: "لا يجب أن ندع إمكانيّة اللّقاء بين الحضارات والأديان والثّقافات تتبخّر وهذه الأيّام تمثّل مرحلة ثمينة في مسار الصّداقة الّذي تكثف أخيرًا مع القادة الدّينيّين المسلمين."
وأضاف: "سأشارك في منتدى الحوار بين الشّرق والغرب من أجل عيش النّاس معًا في سلام".
كما سلّط الضّوء على الدّور الّذي تلعبه مملكة البحرين في التّواصل بين الشّعوب فقال: "الشّعبويّة والتّطرّف يهدّدان الجميع والبحرين كانت دائمًا مكانًا للالتقاء والتّواصل بين مختلف الشّعوب من حول العالم."
كما دعا إلى ضمان عدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسيّة.
بعدها، حيّا أعضاء السّلك الدّبلوماسيّ والمشاركين والإعلاميّين.