أنتم العيد!
"نحن المسيحيّين، خصوصًا في هذا الزّمن المجيد زمن الميلاد، عندنا أشياء جميلة نقولها عبر كلّ ألوان الزّينة وتواضع المغارة وبهجة الهديّة.
الله قال مرّةً واحدة في التّاريخ: فكان ابنه الكلمة المتجسّد يسوع المسيح، وقد حمّلنا الرسالة بأن نتابع "أن نقول" هذا الله الّذي صار إنسانًا مثلنا، واحدًا منّا، خلاصًا وفرحًا وجمالاً لكلّ الأمم والشّعوب".
ما هلّل به الملائكة للرّعاة عن مولد الطّفل المخلّص الإلهيّ، وما قام به الرّعاة، من تمجيد وتسبيح وتهليل، لدى رجوعهم إلى مناطقهم، بعد رؤيتهم للطّفل يسوع في المذود، نحن مدعوّون أن نقوله أيضًا.
ما أجمل "أن نقول" في زينة الميلاد على مختلف أنواعها وألوانها وإشعاعاتها". نحن "عندنا الله الّذي نزل وصار إنسانًا وسكن بيننا فلنفرح ولنهلّل ولنسبّح ولنعبّر عن هذا الفرح بكلّ ما أوتينا وبكلّ ما سمحت لنا إمكانيّاتنا.
هو العيد، عيد الفرح والبهجة والتّسامح والمحبّة. ما أجمل فرح النّاس الطيّبين وهم ينظرون إلى زينة الميلاد في السّاحات والشّوارع ومختلف الأمكنة، يندهشون ويرتسم على وجوههم الارتياح والانتعاش والابتسامة. نحن نقول "الله عبر كلّ هذه البهجة المتلألئة والمشعشعة بألوان الزّينة وأنوارها".
نحن نقول "الله عبر الهديّة والمائدة الّتي تجمع العائلة والأصدقاء والثّياب الجديدة والرّسيتالات والمسرحيّات الميلاديّة وكلّ نشاطات العيد".
يؤلمني كثيرًا، في كلّ مناسبة من أعيادنا، ومثلاً الآن في عيد الميلاد، عندما أسمع أو أقرأ أشياء لا تمتّ سوى إلى نفوس متزمتّة لا تعرف للعيد معنى ولا تريد العيد للغير. يبدأون بإملاءتهم الـ"موراليّة، الأدبيّة، موزعيّنها يمينًا ويسارًا، مانعين على النّاس العيد والهديّة والزّينة والفرح.
إفرحوا يا ناس، هو الله سيولد بيننا وعبّروا عن هذا الحدث الفريد الّذي غيّر التّاريخ بأجمل ما عندكم وبأحلى ما لديكم.
أنتم العيد! يسوع العيد هو بنفسه شاء أن تكونوا أنتم أيضًا العيد. أنتم العيد الّذي تظهرونه بفرحكم وضحكاتكم وطيبتكم وانتظاراتكم وأحلامكم: تظهرون "العيد نفسه يسوع".
هذا الطّفل المولود في المذود، سيولد في صلواتكم، وقلوبكم، وضحكاتكم، ودموعكم، وسهراتكم، ومغاراتكم، وزينتكم، وجلساتكم…
سيولد يسوع عند البائع المسكين الّذي ينتظر العيد ليبيع ويحمل السّعادة إلى عائلته وبيته. سيولد يسوع في كلّ بيت حزين ومريض ومتألّم ومحتاج…إفتحوا أبوابكم وشبابيبككم وطاقات منازلكم لأنّه سيولد يسوع عندكم. هو أتى من أجلكم، كلّكم بدون استثناء. سيولد يسوع في الرّعايا والمؤسّسات والبلديّات والجمعيّات الّتي تضفي على العيد جمالاً وبهاءً وتواضعًا وافتخارًا...
إنّه العيد…إفرحوا يا ناس وأعلنوه وقولوه وهذا أثمن ما لدينا: الله بذاته بيننا ومعنا…".