ألن نحظى بعيد ميلاد هذه السّنة؟
"بلى بالطّبع، عيد ميلاد أكثر صمتًا وعُمقًا، عيد شبيه بالميلاد الأوّل عندما وُلد يسوع في وحدته، بدون أنوار الأرض إنّما مع نور نجمة بيت لحم، مُنيرًا طرقات الحياة…
ميلاد بلا مواكب بل بتواضع يُرافق الشّعور بكوننا رعاة يبحثون عن الحقيقة، بلا قداديس احتفاليّة إنّما بوجود إله سيملأ كلّ فراغ…
ألن نحظى بعيد ميلاد؟ بلى بالتّأكيد، بدون شوارع تعجّ بالنّاس بل بقلب يتّقد حبًّا للآتي، بدون ضجّة ومهرجانات وتدافع… بل بعيش السّرّ بدون الخوف مِن "هيرودس- كوفيد" الّذي يدّعي سلبنا حتّى الحُلم بالرّجاء.
سيحلّ الميلاد لأنّ الله إلى جانبنا، وهو يشاركنا، كما فعل المسيح في المغارة، فقرنا وتجاربنا ودموعنا وقلقنا ويُتمنا.
سيحلّ الميلاد لأنّنا بحاجة إلى نور إلهيّ وسط العتمة الحالِكة. لن يتمكّن كوفيد يومًا من النَّيل مِن قلب أو روح مَن يرفعون إلى السّماء رجاءهم ومُثُلهم.
سيحّل الميلاد، وسنُنشد أغاني الميلاد! الله سيولد وسيمنحنا الحرّيّة!".
هذا النّصّ استحوذ على اهتمام البابا فرنسيس عندما قرأه، ما دفعه إلى اللاتّصال بالكاهن يوم السّبت عند الرّابعة والنّصف عصرًا بينما كان الأخير في بيت الكاهن في سان لورنزو، فعبّر له عن "فرحته" بما قرأه، مؤكّدًا له أنّ "عيد الميلاد هذه السّنة سيكون منقّى ومطهّرًا أكثر جرّاء الوباء المستجدّ".
وعن تفاصيل الاتّصال يُقول الكاهن الإسبانيّ بحسب "زينيت": "عندما رنّ هاتفي المحمول رأيت أنّ رقم المتّصل خاصًّا. وكم كانت مفاجأتي كبيرة لمّا عرفتُ أنّ مَن يُخاطبني هو البابا فرنسيس الّذي يتّصل بي ليُخبرني أنّه تلقّى نصًّا كتبته منذ أيّام تحت عنوان "ألن نحظى بعيد ميلاد هذه السّنة؟"... البابا أخبرني أنّنا سُلِبنا الرّوح المسيحيّة الحاليّة، وطلب منّي نقل بركاته لجميع سكّان الرّعيّة وسكّان نافار. فأجبته بأنّنا سنُصلّي لأجله في جميع القداديس كي يتشجّع ويزور إسبانيا…". هذا الاتّصال المفاجئ ترك أثره في قلب الكاهن حتّى علّق قائلاً: "كاد قلبي يخرج من قفصي الصّدريّ!".