دينيّة
20 تشرين الأول 2015, 21:00

ألف مبروك…مونريال تشهد تدشين مزار ماروني فريد من نوعه في العالم

(aleteia.org - أليتيا) برعاية رئيس أساقفة مونريال، المونسنيور كريستيان ليبين، دشنت الرهبنة اللبنانية المارونية نهار السبت 10 أكتوبر مزاراً يضم ذخائر أربعة من قديسيها هم شربل، رفقا، نعمة الله وإسطفان، وذلك في ديرها في مونريال.

منذ الخامسة عصراً، غصت الكنيسة وقاعة الدير الكبرى بالمؤمنين الذين كانوا بدأوا يتقاطرون قبل ساعات. وسُجل حضور عدة شخصيات من عالم الدين والسياسة في مونريال. فأزاح المونسنيور كريستيان ليبين الستار عن لوحة تذكارية للحدث. وشارك في الاحتفال كل من النائب الرسولي في كندا، المونسنيور لويجي بوناتسي، وأسقف كندا للموارنة، المونسنيور بول مروان تابت، بالإضافة إلى الأب غي شابدولان، المرشد العام للقوات المسلحة الكندية، وأعضاء من الإكليروس الماروني في مونريال وممثلين عن كافة الكنائس الشرقية في الشتات. وأثناء الاحتفال، مثل الشيخ نعيم عباس، رئيس المركز الإسلامي اللبناني في مونريال، الطائفة الشيعية. كما حضر التدشين أيضاً كل من قنصل لبنان العام فادي زيادة، ونائب دائرة أهونتسيك ماريا موراني، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب السياسية اللبنانية.

عقب الاحتفال، أقيم حفل موسيقي أحيته جوقة القديس أنطونيوس الكبير بإدارة إليت بوسيك. وشارك فيه أعضاء من جوقات رعايا أخرى، بخاصة أبناء رعية كاتدرائية القديس مارون. فأنشدت ترانيم للقديسين اللبنانيين الأربعة. وبعد الحفل الموسيقي، نُظم كوكتيل في قاعة لبنان في الدير.

“القديسون اللبنانيون أتوا إلينا”
سادت أجواء من السعادة بين أبناء الرعايا الذين تجمعوا للمناسبة التي لم تضم لبنانيين فحسب، وإنما أيضاً أشخاصاً من كافة الأصول منهم سوريين ومصريين وكنديين وهايتيين. وقال أحد المؤمنين مغتبطاً: “هؤلاء القديسون أتوا إلينا ليبقوا بيننا، بدلاً من أن نذهب نحن إليهم إلى لبنان”.
من جهتها، قالت مهاجرة لبنانية وصلت إلى مونريال قبل عشرين عاماً وتدعى ريتا قسطلي: “يسمح لي هذا المزار بأن أعتاد على القديسين الذين أعلنت قداستهم مؤخراً. فعندما وصلتُ إلى مونريال، كنت أعرف القديس شربل جيداً، لكنني لم أكن أعرف الطوباوي الأخ إسطفان ولا القديس نعمة الله”.
أما الأباتي طنوس نعمة، رئيس عام الرهبنة اللبنانية المارونية وقريب الطوباوي إسطفان نعمة، فقد وجّه رسالة تهنئة لأعضاء رهبنته في كندا. كتب فيها: “هذا المزار هو نُصُب إيمان ورجاء ومحبة موضوع عند تقاطع بلدان أميركا الشمالية. نرجو أن يكون مرفأ سلام وتعزية لجميع زائريه”. وأضاف: “أغتنم هذه الفرصة لأهنئ الأب الرئيس جان الدحدوح والأب مروان عيسى والأخ إيلي سعد على إنشاء هذا المزار”.

حجارة وذخائر من لبنان

من الآن فصاعداً، سيكون مزار القديسين التابع للرهبنة اللبنانية المارونية مكان الحج الماروني الأوحد في العالم الذي يحتوي على ذخائر لقديسي الرهبنة الأربعة. طلب الأب جان الدحدوح، رئيس الدير، حجارة من لبنان نحتها متخصصون في بلاد الأرز في سبيل تجهيز هذا المزار. وصمم هذا المشروع من قبل مهندسين، أحدهما يقيم في كندا ويدعى فادي سليمان، والآخر في لبنان ويدعى جوزيف سعد، وأوكل إلى المقاول طوني بيلان. في مونريال، تولى المهاجران المتحدران من مريجات الشوف، الحرفيان غازي أنطون وأخوه جورج، أعمال البناء، متعاونين بشكل وثيق مع المقاول وعمال لبنانيين آخرين في الشتات.

قدم رئيس عام الرهبنة اللبنانية المارونية، الأباتي طنوس نعمة، ذخائر مأخوذة من عظام القديسين الثلاثة شربل، رفقا ونعمة الله، ومصحوبة بشهادات أصالة صادرة عن الكرسي الرسولي، بفضل طلب قدمه وكيل الرهبنة اللبنانية المارونية في روما، الأب الياس الجمهوري. ونظراً إلى أن جثمان الطوباوي الأخ إسطفان لا يزال محفوظاً وسليماً، فإن قوانين الكنيسة لا تسمح باستخراج ذخائر من جثمانه. لذلك، استُخدمت قلنسوته الرهبانية بدلاً منها. ونقل الأب الدحدوح الذخائر كلها بنفسه إلى مونريال.

أوضح الأب الدحدوح: “الهدف من هذا المزار ليس حشد المسيحيين فحسب، بل أيضاً جميع الباحثين عن الجانب الروحاني. نحن منفتحون على الجميع. ففي لبنان، يأتي حجاج مسلمون ودروز ومن كافة الأديان والطوائف لزيارة القديس شربل، وينالون نعماً. بإمكانهم أن يزوروه هنا أيضاً”.
إشارة إلى أن المزار يفتح أبوابه من الثامنة صباحاً ولغاية الثامنة ليلاً. ونُقلت وقائع الحدث مباشرة عبر محطة تيلي لوميور والإذاعة المونريالية الكاثوليكية الناطقة بالعربية صوت الرب.