أوروبا
17 تشرين الأول 2016, 07:04

ألفونسو ماريا فوسكو ولد بأعجوبة وعاش حياة بطولية ومات قديسًا

ولد ألفونسو ماريا فوسكو في كنف عائلة مسيحية فقيرة في أنغري الإيطالية العام 1839. هو البكر بين خمسة أبناء تربوا على حب الأرض كونهم من الفلّاحين وعلى حب الله ومخافته. والداه التقيّان تزوجا عام 1834 إلاّ أنهما لم يرزقا بطفل طيلة أربع سنوات ما دفعهما إلى الصّلاة وطلب شفاعة القديس ألفونس ماري دوليغوري فزارا ذخيرته في منطقة باغاني للصلاة، وهناك همس لهما كاهن من رهبنة يسوع الفادي بأنّهما سيرزقان بطفل وسيسميّانه ألفونسو وسيصبح كاهنًا وسيعيش حياة الطّوباوي ألفونسو شفيعه.

تميّز ألفونسو منذ صغره بوداعته وطبعه الهادئ والمحبّ للفقراء. وفي عمر السبع سنوات نال سرّي المناولة الأولى والتثبيت. لمّا بلغ سنّ الحادية عشر أفصح لوالديه أنّه يريد أن يصبح كاهنًا، من أجل خدمة الله والكنيسة. فدخل بعد سنوات الإكليريكية ورسم كاهنًا عام 1863.

تميّز بين الاكليروس في أبرشية أنغري لغيرته الرّسولية وحضوره المتواصل في الخدمة الليتورجية ومواظبته على ممارسة الأسرار المقدّسة خصوصًا سرّ التوبة والمصالحة، حيث برهن عن محبة أبوية للذين يقدمون على الاعتراف. وكرّس نفسه في للأنجلة من خلال طريقة عيشه البسيطة ودقّة عظاته.

رغم بساطة حياته اليومية كان يراود هذا الكاهن الغيور حلم يعود إلى أيام الإكليريكية حين رأى يسوع يدعوه إلى تأسيس دير للراهبات ومركز لليتامى.

وشكّل لقاؤه بماغدالينا كابوتو تجسيدًا لهذا الحلم، فأسست وثلاثة فتيات الرهبانية الجديدة مقدمات ذواتهنّ لخدمة الفقراء والاتحاد بالله وأعمال المحبة والإعتناء باليتامى. ورغم أنّ انطلاقة الرهبانية كانت محفوفة بالتحديات والمعارضة إلاّ أنّ الأب ألفونسو رسخ في الإيمان متقبلا مشيئة الرّب ومتكلًا على العناية الإلهية.

لم يترك الأب ألفونسو كتابات عدّة بل كان يتحدّث من خلال شهادة حياته. وما تركه لنا من عظات تؤكد تبّحره في الكتاب المقدّس وحبّه للإفخارستيا وتأمّله بآلام المسيح وتكريمه البنوي للسيدة مريم العذراء.

عام 1910 أسلم الروح بهدوء بعد أن عانى المرض فأغمض عينيه بعد أن تناول القربان هامسًا: شكرا لك يا رب أنا خادم لا فائدة له".

وفور انتقاله بكته الجموع قائلة: "أب الفقراء رحل، القديس رحل". أمّا اليوم فراهباته منتشرات في قارات أربع، وفي شباط العام 1976 أعلن البابا بولس السّادس فضائله البطولية. في تشرين الأول 2001 أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويا مؤكدا أنّه مثال للكهنة وللمربّين وحاميًا للفقراء والمحتاجين.